حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
السيد محمد حسن الشيرازي المعروف بصاحب ثورة التنباك
ولد المجدد السيد محمد حسن الشيرازي قدس سره في الخامس عشر من شهر جمادي الاول سنة 1230هـ، وتوفي عام 1312هـ، هاجر الى مدينة النجف الاشرف سنة 1259هـ، ثم الى مدينة سامراء المشرفة عام 1291هـ.
آلت إليه المرجعية سنة 1281هـ، بعد وفاة استاذه الفقيه الشيخ مرتضى الانصاري قدس سرّه.
قارع الاستعمار البريطاني في ايران وقاد ثورة التنباك بإصدار فتواه المشهورة بتحريم استخدام التنباك، حيث ادت الى افلاس الشركة البريطانية المتاجرة بالتبغ، والتي كانت غطاء التغلغل في ايران والسيطرة على الحكم والاقتصاد سنة 1891م.
فقد وافقت حكومة الشاه ناصر الدين القاجارية سنة 1312هـ على منح امتياز زراعة وتجارة التبغ في ايران للشركة البريطانية، وكان ذلك بوابة دخول الاستعمار الى البلاد وفرض الهيمنة السياسية والاقتصادية والثقافية على المسلمين في ايران، وغيرها من بلدان المنطقة.
بعد توقيع المعاهدة تصدى لها الميرزا الكبير قدّس سره باصدار فتواه التي حرمت استعمال التنباك، وهذا نصها:
استعمال التنباك والتتن حرام باي نحو كان، ومن استعمله كان كمن حارب الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف.
كانت تلك الفتوى بمثابة ثورة ضد الاستعمار، فقد ايقظت العالم الاسلامي، واعطته الوعي السياسي في تاريخه الحديث، حيث تنبه المسلمون بفضلها الى الاخطار التي يسببها النفوذ الاجنبي في بلادهم.
ولم تؤثر هذه الفتوى على افراد الشعب الايراني فقط، بل سرى أثرها حتى الى بلاط الشاه، فعندما شاع خبر الفتوى بين الناس ترك الناس التدخين وكُسرت كل (نارجيلة) وكل آلة تستعمل للتدخين، حتى ان نساء وخادمات القصر الملكي في طهران كسرن (نارجلية) وجدت في زوايا القصر.
ويقال: إن الشاه طلب من احدى زوجاته ان تاتي اليه بنرجيلة ولكنها قالت له: هذا حرام.
فقال له: ومن حرم ذلك وانا املك البلاد؟
فقالت: الذي احلني لك هو الذي حرمها عليَّ وعليك ذلك.
وهكذا ترك الملايين من مواطني ايران آنذاك التدخين عملا بفتوى الميرزا الشيرازي فاضطر الشاه الى فسخ الامتياز مع الشركة الانجليزية 1.
- 1. المصدر: موقع سماحة السيد هادي المدرسي حفظه الله.