حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
تساؤلات حول الشيعة في مصر
يسعى الشيعة في مصر اليوم إلى تحقق تواجد شرعي لهم على ساحة الواقع غير أن السعي نحو تحقق هذا الهدف تشوبه الكثير من المحاذير الأمنية والسياسية.
فعلى مستوى الداخل يزداد موقف الحكومة تشديدا في مواجهة التيار الإسلامي بشكل عام. كما يزداد موقفها تشديدا أمام المعارضة و التي بررت لها مؤخرا صياغة مجموعة من القوانين التي تهدف إلى السيطرة على النقبات والتضييق على الأحزاب.
ويزداد الوضع الاقتصادي تدهورا مما يزيد من العوامل الاضطراب وتدهور الوضع الأمني وهو ما دفع بالحكومة إلى تشديد قبضتها البوليسية على الشارع المصري.
وعلى المستوى الخارج تزداد هوة الشقاق بين مصر وإيران نتيجة الإنهيار الأمني ومحاولة ربط إيران بتيار الجهاد مما ينعكس على الشيعة المصريين بشكل مباشر. إذ أن الحكومة سيرا مع قناعتها بأن هناك أصابع أجنبية تحرك دائما أي محاولة للخروج على الشريعة فإنها تنظر بعين الشك للشيعة و قد حاولت قبل ذلك ربطهم بإيران ثلاث مرات.
و لا يعني انشغال الحكومة بمواجهة تيار الجهاد أن الحكومة أعطت ظهرها للشيعة إنما هي مسألة أولويات أمنية.
وهنا تطرح أمامنا التساؤلات التالية
هل تنظر الحكومة إلى الشيعة نظرتها للجماعات الإسلامية الأخرى.؟
هل للتيار الشيعي أهداف سياسية.؟
هل تفكر الحكومة في استخدام الورقة الشيعية في مواجهة الجماعات الإسلامية.؟
وبالنسبة للتساؤل الأول فإنه يمكن القول أن نظرة الحكومة للشيعة والجماعات هي نظرة واحدة من المنظور الأمن. فإن المحاذير الأمنية عند الحكومة عادة لا تختص بفئة دون فئة من شتى فئات المعارضة التي تواجهها.
و قد سعت جماعة الإخوان سعيا جاهدا من أجل إثبات حسن نواياها تجاه الحكومة أملا في الحصول على الشريعة و في النهاية طوقت أنشطتها والتمهيدات جارية من أجل ضربها.
و يبدوا أن هناك عوامل خارجية تتحكم في موقف الحكومة تجاه القوى المعارضة لها خاصة التيار الإسلامي منها.
أما الحديث عن الأهداف السياسية للشيعة فهو محاولة استدراج لها من أجل إثارة الشبهات حول أنشطتها. فإن جوهر التحريك ينحصر في دائرة محدودة و هي التمهيد أو التوطئة لظهور الإمام الغائب. و أن كانت الشيعة قد أقحمت في السياسة في بعض البلدان فهذا الأمر راجع لظروف الواقع وملابساته وليس للشيعة ذاتها.
وحركة التشيع في مصر إنما هي في طور النبو و لم تثبت قدمها على ساحة الواقع بعد وفوق ذلك هي حركة معلنه.
و لا يعني أن إيران تدين بالمذهب الشيعي أن شيعة العالم يقفون ورائها كالبنيان المرصوص. فهذا التصور فيه تجاوز كبير للحقيقة. فهناك قطاعات شيعية على خلاف مع إيران.
إن محاولة ربط الشيعة في مصر بإيران إنما هي مسألة سياسية بحتة لا صلة لها بالمذهب الشيعي ذاته.
إننا نرى المد السعودي قد اخترق الوسط الإسلامي والثقافي في مصر على أعين الحكومة. فهل تغاضي الحكومة عن هذا الوضع من باب الحرص على نشر المذهب الوهابي السني. أم أن المسألة سياسية و لا صله لها بالمذاهب.؟
ونحن نطرح هذا التساؤلات مع ملاحظة أن الخط السلفي الوهابي هو الأساس الذي تعتمد عليه التيارات الإسلامية و في مقدمتها تيار الجهاد. في مواجهتها للحكومة.
ومثل هذا الخط يأخذ امتداده على ساحة الواقع وله هيئاته ومؤسساته ودور النشر التابعة له في الوقت الذي أغلقت فيه جمعية آل البيت وأوقف نشاط جماعة التقريب وقبض على الشيعة بتهمة محاولة قلب نظام الحكم.
وعلى الرغم من ذلك فإن الحكومة تفكر ألف مرة قبل فتح الباب أمام الشيعة كما أنها تفكر آلاف المرات قبل استخدامهم كورقة ضغط على الجماعات الإسلامية.
إنها حسابات سياسية وأمنية معقدة و هي تضع الحكومة أمام خيارات كل خيار أمر من الآخر.
إن التيار الشيعي في مصر اليوم يواجه عدة تحديدات داخلية تحول دون بروزه و أنتشاره و هذه التحديدات تتمثل في ما يلي:
1 - عدم وجود مراجع أو وكلاء مراجع 1.
2 - عدم وجود مساجد.
3 - ندرة الكتاب الشيعي.
4 - الضغوط الأمنية.
5 - التعتيم الإعلامي 2.
- 1. لا يوجد إمام للشيعة في مصر. ويذكر أن جريدة الأحرار الناطقة بلسان حزب الأحرار قد أجرت حوارا مزعوما تحت عنوان (إمام الشيعة في مصر يتحدث عن الارهاب) و قد اعتادت هذه الجريدة أن تفجر مابين الحين والآخر قضايا وهمية تتعلق بالشيعة في مصر.
و هذه التحديدات بالطبع تعجزه وتحول بينه و بين البروز كتيار إسلامي له تطلعاته فضلا عن القيام بنشاط سياسي معاد للدولة. وتيار هذا حاله كيف يمكن أن يشكل تحديدا للدولة.؟
إن حركة المد والزر في العلاقات المصرية الإيرانية تضع الشيعة في مصر أمام خيار واحد وهو الالتزام بالتقية حتى تنفرج الأوضاع.
- 2. الشيعة في مصر للكاتب المصري صالح الورداني.