مجموع الأصوات: 29
نشر قبل سنة واحدة
القراءات: 1640

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

سلمان الفارسي بحر لا ينزف

سلمان الفارسي اسمه روزبه ، ثم سماه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعد إسلامه " سلمان " .
كنيته : أبو عبد الله ، وأبو الحسن ، وأبو إسحاق .
ولادته مجهولة ، ولم يحدثنا التاريخ عنها ، وقد تعددت الروايات حول مكان ولادته منها رامهرمز من بلاد فارس ، وقيل في شيراز ، وقيل في قرية جي من قرى أصفهان ، وقيل في كازرون .
عمر سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة وأقل الأقوال مائتان وخمسون سنة وقيل بلغ أربعمائة سنة وتوفي في العراق بالمدائن سنة 34 - وقيل 35 - وقيل 36 ه‌ ودفن بها .
كان أبوه من الدهاقنة الذين يملكون القرى والمزارع ، بالإضافة إلى أنه سيد قومه .

كان آخر أوصياء عيسى بن مريم ( عليه السلام ) .
قرأ الكتب المقدسة ، التوراة والإنجيل قبل أن يهتدي إلى الإسلام ثم قرأ القرآن الكريم .
تداوله بضعة عشر ربا من يوم خروجه من عموره حتى وصوله يثرب وإسلامه ، وعتقه .
تعلم في المدينة المنورة سف الخوص لعمل القفاف ، وفرش الحصر ، وبيعه ليأكل من ثمنه ويتصدق بالفائض وحتى أيام إمارته على المدائن إلى حين وفاته .
عين أميرا وواليا على المدان من قبل الخليفة عمر بن الخطاب .
كان عطاؤه خمسة آلاف درهم ، وكان يتصدق به على المستحقين ويأكل من كد يمينه وعرق جبينه .
لم يكن له بيت يسكن فيه ، إنما كان يستظل بظلال الجدار والشجر حتى أقنعه بعض أصحابه فبنى له بيتا ، إن قام أصاب رأسه سقفه وإن مد رجليه أصاب الجدار ، من ضيقه ، وصغره .

زهد في الدنيا زهد الراحل عنها ، وعزف عنها عزوف الآيس منها . وكان خيرا ، فاضلا ، صبرا عالما ، زاهدا متقشفا 1 وكانت له عباءة يفرش بعضها ، ويلبس بعضها ، وكان يحب الفقراء ، والمساكين ويؤثرهم على الأغنياء وأهل الجاه ، والمنصب والثراء .
كان عنده الاسم الأعظم ، وكان من المتوسمين ، وصاحب الدرجة العاشرة من الإيمان وهي أعلى الدرجات وكان يحب العلم والعلماء .
روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه كان عبدا صالحا ، حنيفا مسلما ، وما كان من المشركين ، وما دان بالمجوسية ، ولا عبد النار ، ولا صلى للشمس قط .
كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يحبه كثيرا ويقربه إليه لإيمانه وعلمه وإخلاصه ، ويوما أغلظ عليه أحد الأعراب ، فغضب ( صلى الله عليه وآله ) وقال : لا تغلظ في سلمان فإن الله تبارك وتعالى أمرني أن اطلعه على علم البلايا والمنايا والأنساب ، وفصل الخطاب ، وقد أدرك العلم الأول وعلم الآخر وهو بحر لا ينزف ، كما أخبر هو عن نفسه ، عن مصارع الشهداء من أهل البيت في طف كربلاء وعن هدم الكعبة وهتك حرمتها ، وعن الخوارج ومعركة النهروان وما يجري عليهم .

شرفه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأن جعله منه - فقال : " سلمان منا أهل البيت " .
آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين سلمان وأبي ذر وشرط عليه أن لا يعصي سلمان 2.

  • 1. الاستيعاب بهامش الإصابة ج 2 ص 58 ، سفينة البحار ج 1 ص 647 .
  • 2. المصدر: كتاب الأعلام من الصحابة والتابعين، تأليف الحاج حسين الشاكري رحمه الله.