الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
لماذا تعامل النبي مع المنافقين ؟
نص الشبهة:
إنّ الشيعة تعتقد بأن رجلاً قيادياً مؤمناً صالحاً تقياً ـ يريد به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ قام بأُمور :
- يتولى أُناساً بعضهم مؤمن و بعضهم منافق.
- يتجنب أهل الصلاح.
- اختار أهل النفاق وأعطاهم المناصب القيادية.
- صاهر بعضهم ومات وهو راض عنهم.
الجواب:
انّ ما ذكره السائل ما هو إلاّ استنتاجات شخصية ألصقها بالشيعة، ويريد بذلك ادّعاء أنّ لازم عقيدة الشيعة هو هذه الأُمور، ولكنّ الاستنتاج باطل من الأساس.
أمّا قوله: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يتولّى أُناساً بعضهم مؤمن وبعضهم منافق، فلو أراد بذلك أنّ متابعيه ـ حسب الظاهر ـ بين مؤمن ومنافق فهو صحيح.
وإن أراد به أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحب الفريقين فهذا كذب على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى الشيعة، فهو (صلى الله عليه وآله وسلم) كان متبرّئاً من المنافقين تالياً لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ... ﴾ 1.
نعم كان يتعامل مع الجميع في الظاهر طبقاً لكونهم مسلمين، وهو حكم ظاهري يعمل به حفاظاً على المصلحة الإسلامية العامة.
وأمّا قوله: يتجنّب أهل الصلاح، فهو كذب على رسول الله وبالتالي على الشيعة، وهذا يضاد سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنّه كان يعلن ويجهر ويصرح بحب أهل بيته والمخلصين من أصحابه كسلمان وأبي ذر وعمار وأبي أيوب الأنصاري، وأُبي بن كعب، والكثير من أمثالهم.
وأمّا قوله: اختار أهل النفاق وأعطاهم المناصب القيادية، فلو أراد بذلك تنصيبه أمراء السرايا، فقد عمل الرسول بوظيفته بما أنّ الأمير كان مسلماً حسب الظاهر، وإن أراد غير ذلك فلم يؤمّر أحداً من المنافقين على المؤمنين ولم يثبت لهم سؤدداً على غيرهم.
فلم يبق إلاّ المصاهرة، وقد مر أنّه لا يدل على الرضا الدائم عنهم.
وفي ختام إجابتنا عن هذا السؤال نقول: إنّه لا يختلف عن سوابقه من حيث التفاهة، حيث إنّ السائل يتهم الشيعة ويتقوّل عليهم بما لم يعتقدوا به ولم يقولوه 2 .
- 1. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 145، الصفحة: 101.
- 2. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته، السؤال 113 .