حول المركز

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد رُسله و خاتم أنبيائه ، محمد بن عبد الله أبي القاسم المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) و على أهل بيته المطهرين ( عليهم السلام ) بنص كتابه ، علي بن أبي طالب و أبنائه الأئمة الكرام البررة .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد :
نرحب بك أيها الأخ الكريم و أيتها الأخت الكريمة من زوار موقعنا ، آملين أن يستطيع هذا المركز من تلبية حاجاتكم الفكرية و الدينية ، و أن يكون ما يُقدِّمه مرضياً لله تعالى .
هذا و مع تساقط المدارس الفكرية و المبادئ الوضعية ، الواحدة تلو الأخرى تتزايد من جانب حيرة البشرية ، و يتنامى من جانب آخر الإحساس العام بالحاجة إلى الإسلام الذي طرح نفسه في عالمنا الحاضر بقوة ، و يشهد بذلك أمران :
الأول : ظهور نقاش واسع على مدى سعة العالم حول دور الدين عموما و الإسلام خصوصا و أهميته ، و ضرورته للحياة البشرية كوسيلة ناجحة لحلّ مشكلاتها المتعاظمة ، و معضلاتها المتفاقمة ، بل كنبع عذب يروّي عطش الإنسان إلى الحقيقة .
الثاني : تصاعد الحملات المسعورة بأشكالها المختلفة و أنماطها المتفاوتة على الدين بصورة عامة و على الإسلام بصورة خاصة .
كل هذا يؤكد الحاجة إلى جهد مُخلص يتسم بالرؤية الواقعية للأمور و يتحلّى بالمنطق السليم للدفاع عن الحقيقة الدينية ، و لعرض الإسلام في صورته الواضحة المفهومة بُغية مساعدة المجتمع البشري الراهن على فهم الإسلام كما ينبغي ، و التعرف عليه كمقدمة للأخذ ببرامجه في مختلف شؤون الحياة .
و حيث أن العالم اليوم أصبح يتخاطب عبر أقوى و أوسع شبكة إتصال عرفها تاريخ الإتصالات ، ألا و هو شبكة الإنترنت لذلك كان ينبغي إذا اُريد إيصال صوت الإسلام إلى كل أرجاء هذا العالم ، أن يؤخذ هذا العنصر الجديد و المؤثر في مجال الارتباطات و الاتصالات بعين الاعتبار .
انطلاقا من هذه الحقائق و بغية تقديم المزيد من المعرفة الدينية الصحيحة إلى الجليل الإسلامي الحاضر قام هذا المركز الإسلامي و بدأ نشاطه .
أما أهداف هذا المركز فيمكن تلخيصها في أمور هي :
1. عرض جوانب متنوعة من الإسلام في شكل أبحاث علمية مستقاة من الكتاب العزيز و السنة الشريفة الصحيحة ، و ما خلَّفه أهل البيت النبوي الشريف ( عليهم السلام ) من تراث غني و أصيل .
2. الإجابة على كل سؤال يعتلج في النفوس و يُراود العقول ، في ما يرتبط بالإسلام في مجال العقيدة و الأحكام و التاريخ و الأخلاق و التربية و غير ذلك .
3. تقديم خدمات إسلامية فكرية و علمية متنوعة ، و كلُ ما ينفع النُشَّء الإسلامي الحاضر .
و القصد هو في الدرجة الأولى هو :
· مساعدة المُتعطشين على التعرُّف على الإسلام و على مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
· مجابهة حملات التشويه و المسخ الموجهة ضد الإسلام و ضدَّ مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و ضد حماته و حملته المخلصين الصادقين .
· رفع المستوى الاعتقادي و الإيماني لأتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و بخاصة جيل الشباب .
و يحرص هذا المركز على أن تتسم برامجه و ما يقدمه من زاد فكري بالإيجابية ، و بعدم المس بكرامة الآخرين و مقدساتهم ، و بالاستدلال و البرهنة ، و بتقديم المعرفة بعيدا عن التحامل و التهريج طلبا لمرضاة الله و أداءً لما فرضه على المسلم من وجوب الدعوة إلى الدين و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، حيث قال عزَّ و جَلَّ : ﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ  [1] و الله من وراء القصد .
هذا و نرجو منكم زوار هذا الموقع أن تتحفوننا بكل رأي يغني هذا البرنامج و بكل نقد بنّاء يزيد من سلامته ، و نسألكم الدعاء لتذليل العقبات الموجودة أمامنا ، و الله خير ناصر و معين .
مركز الإشعاع الإسلامي للدراسات و البحوث الإسلامية
الشيخ صالح الكرباسي


[1] القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 104 ، الصفحة : 63 .