نشر قبل 20 ساعة
مجموع الأصوات: 1
القراءات: 65

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

متى نصر الله ؟

قال الله عَزَّ و جَلَّ :﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ 1.
هذه الآية الكريمة تخاطب كل من آمن بالحق ، و عمل به و دعا اليه ، و تقول له بصراحة : ان سنة اللّه قد جرت في أنصار الحق أن يدفعوا ثمنه من أنفسهم و أهلهم و أموالهم ، و أن يتحملوا في سبيله الأذى و المكاره و يصبروا على المصائب و الشدائد .. و قد لاقى من كان قبلكم من أجل الحق ألوانا من الأذى ، فصبروا .. فهل تصبرون أنتم كما صبروا : أم انكم تريدون أن تدخلوا الجنة بلا ثمن ، و قد أبى صاحبها و مالكها إلا أن يكون ثمنها الإيمان و الإخلاص و الصبر على الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس!
و جاء في خطبة من خطب النهج : « ان رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان يقول : ان الجنة حفت بالمكاره ، و ان النار حفت بالشهوات . و اعلموا انه ما من طاعة اللّه شي‏ء إلا يأتي في كُره ، و ما من معصية اللّه شي‏ء إلا يأتي في شهوة » .
﴿ ... وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ... 1. متى نصر اللّه ؟ سؤال من الرسول و المؤمنين ، يصور المحنة و الشدة التي لاقوها من أعداء الحق و حزب الباطل ، و محصل المعنى ان السابقين من أنصار الحق أصابهم البؤس و الضر ، و وقعوا في الاضطراب من شدة الهول ، حتى ظنوا ان النصر قد أبطأ عنهم ، فاستعجلوه بقولهم : متى نصر اللّه؟.
فأجابهم اللّه بقوله :﴿ ... أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ 1.
فهذه الآية تجري مجرى الآية 110 من سورة يوسف :﴿ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا ... 2، 3.