إن الفرار من بطش السلطات الجائرة والهجرة إلى الله وسيلة من أهم وسائل مقارعة الطغاة ووضع أغلالهم ، ووسيلة ضرورية لإيجاد السعة في العمل والسعي لبسط العدل والقسط أو حفظ النفس أو الرسالة . وهذه الوسيلة مارسها الأنبياء والأئمة لتأكيد شرعيتها وأهميتها في قلوب المجاهدين الصادقين ، ولكي لا يكون هناك حرج على المجاهدين حين العمل بها ، بل قد تصل في بعض الأحيان إلى الوجوب حينما تأمر بها القيادة الربانية ، أو حينما يُستضعَف الإنسان ويشتد الخناق على كرامته أو حريته ، وقد تصل أهمية الهجرة إلى الذروة القصوى ، وعندئذ مَنْ يتخلف عن الهجرة يخرج من دائرة الإيمان ، ويقبع في مستنقع النفاق ، وتنقطع ولاية المؤمنين به .