حقول مرتبطة:
كيف يتعامل الله مع أنواع الظلم ؟
رُوِيَ عن الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام أنه قَالَ : "
الظُّلْمُ ثَلَاثَةٌ:
-
ظُلْمٌ يَغْفِرُهُ اللَّهُ.
-
وَ ظُلْمٌ لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ.
-
وَ ظُلْمٌ لَا يَدَعُهُ اللَّهُ.
فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ فَالشِّرْكُ.
وَ أَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يَغْفِرُهُ- فَظُلْمُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ اللَّهِ.
وَ أَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يَدَعُهُ فَالْمُدَايَنَةُ بَيْنَ الْعِبَادِ " 1.
ما معنى الدين و المداينة:
للفظ الدين معان شتى ، منها المكافأة و الجزاء و الثواب و العقاب ، مثل : "كما تدين تدان".
قال الله عَزَّ و جَلَّ عن لسان الذين كانوا لا يؤمنون بيوم الدين و الحساب و الجزاء : ﴿ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ ﴾ 2.
و لقد جاء ذكر يوم الدين في القرآن الكريم في آيات متعددة بمعنى يوم الجزاء ، منها قوله تعالى : ﴿ وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَٰذَا يَوْمُ الدِّينِ ﴾ 3.
أما المداينة بين العباد فهي الحقوق و المطالبات العالقة التي لم تؤدى في هذه الدنيا و التي تبقى ذمة الناس مشغولة بها تجاه صاحب الحق و الدين ، و هذه الحقوق و المطالبات قد تكون مالية و مادية و قد تكون حقوقاً أخرى معنوية تم تضييعها بسبب الكذب و الغيبة و التهمة و الشهادة الكاذبة و غيرها.
نعم كل هذه الحقوق و المطالبات يأخذها الله عَزَّ و جَلَّ من الظالم و يجعلها لصالح المظلوم صغيرة كانت أو كبيرة و لا يدع أو ينسى شيئاً منها.
قال الله سبحانه و تعالى : ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ 4.
- 1. الكافي : 2 / 330 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
- 2. القران الكريم: سورة الصافات (37)، الآية: 53، الصفحة: 448.
- 3. القران الكريم: سورة الصافات (37)، الآية: 20، الصفحة: 446.
- 4. القران الكريم: سورة سبإ (34)، الآية: 3، الصفحة: 428.