حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
لماذا قدم النبي إبراهيم لضيوفه طعاما يزيد عن حاجتهم و هو العجل ، أليس هذا اسرافاً ؟
قال الله عَزَّ و جَلَّ في سورة هود :﴿ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴾ 1.
و قال سبحانه و تعالى في سورة الذاريات :﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ﴾ 2.
يبدو من ظاهر الآيات بالاضافة إلى أقوال المفسرين في هذه الآيات أن خليل الله إبراهيم النبي عليه السلام عندما جاءته الملائكة و هم رسل الله اليه يحملون اليه البشرى جاءوا على هيئة البشر فلم يعلم إبراهيم أنهم من الملائكة فبادر إلى تحضير الطعام اللائق بهم و هم ضيوفه و كان إبراهيم عليه السلام مضيافاً كريماً ، فقدم لهم عجلاً حنيذاً ، و العِجْلُ هو ولَدُ البَقرَة ، و الحنيذ هو المشوي ، و من الواضح أن العجل المشوي طعام يكفي جماعة كثيرة ، خاصة و أن القرآن الكريم يصرح بأن العجل كان سميناً ، و قد يتبادر إلى الذهن أنه لماذا أسرف النبي إبراهيم في تقديم هذه الكمية الكبيرة من الطعام لضيوفه و هو نبي معصوم عن الخطأ؟
الجواب:
- أن عدد الضيوف غير مذكور في الآية الكريمة ، و هناك أقوال مختلفة في عددهم ذكرها المفسرون و هذه الاعداد تتراوح بين ثلاثة و إحدى عشر ضيفاً .
- كما و يمكن أن يكون عدد الضيوف أكثر حيث لا دليل قطعي يدل على تحديدهم .
- صحيح أن الاسراف هو تجاوز الحد في الانفاق و الصرف سواءً كان الصرف على النفس، أم كان عطاءً إلى الغير، و صحيح أن الحد المسموح به في الصرف و الانفاق هو ما ترتفع به الحاجة، فيكون الزائد إسرفاً، و قد نهى اللّه تعالى عن الاسراف ، قال الله عَزَّ و جَلَّ :﴿ ... وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ 3، لكن نقول في الجواب : من قال أن الحاجة كانت ترتفع بأقل من العجل ، خاصة و أن النبي إبراهيم عليه السلام كان له أتباع و عمال ، و أيضاً لعل من نية النبي إبراهيم عليه السلام توزيع قسم من هذا الطعام على الجيران ، فلا يبقى مجال للاسراف .
- 1. القران الكريم: سورة هود (11)، الآيات: 69 - 71، الصفحة: 229.
- 2. القران الكريم: سورة الذاريات (51)، الآيات: 24 - 28، الصفحة: 521.
- 3. القران الكريم: سورة الأنعام (6)، الآية: 141، الصفحة: 146.