نشر قبل سنة واحدة
تقيمك هو: 4. مجموع الأصوات: 25
القراءات: 1769

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

لماذا قدم النبي إبراهيم لضيوفه طعاما يزيد عن حاجتهم و هو العجل ، أليس هذا اسرافاً ؟

قال الله عَزَّ و جَلَّ في سورة هود :﴿ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ 1.
و قال سبحانه و تعالى في سورة الذاريات :﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ 2.
يبدو من ظاهر الآيات بالاضافة إلى أقوال المفسرين في هذه الآيات أن خليل الله إبراهيم النبي عليه السلام عندما جاءته الملائكة و هم رسل الله اليه يحملون اليه البشرى جاءوا على هيئة البشر فلم يعلم إبراهيم أنهم من الملائكة فبادر إلى تحضير الطعام اللائق بهم و هم ضيوفه و كان إبراهيم عليه السلام مضيافاً كريماً ، فقدم لهم عجلاً حنيذاً ، و العِجْلُ هو ولَدُ البَقرَة ، و الحنيذ هو المشوي ، و من الواضح أن العجل المشوي طعام يكفي جماعة كثيرة ، خاصة و أن القرآن الكريم يصرح بأن العجل كان سميناً ، و قد يتبادر إلى الذهن أنه لماذا أسرف النبي إبراهيم في تقديم هذه الكمية الكبيرة من الطعام لضيوفه و هو نبي معصوم عن الخطأ؟

الجواب:

  1. أن عدد الضيوف غير مذكور في الآية الكريمة ، و هناك أقوال مختلفة في عددهم ذكرها المفسرون و هذه الاعداد تتراوح بين ثلاثة و إحدى عشر ضيفاً .
  2. كما و يمكن أن يكون عدد الضيوف أكثر حيث لا دليل قطعي يدل على تحديدهم .
  3. صحيح أن الاسراف هو تجاوز الحد في الانفاق و الصرف سواءً كان الصرف على النفس، أم كان عطاءً إلى الغير، و صحيح أن الحد المسموح به في الصرف و الانفاق هو ما ترتفع به الحاجة، فيكون الزائد إسرفاً، و قد نهى اللّه تعالى عن الاسراف ، قال الله عَزَّ و جَلَّ :﴿ ... وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ 3، لكن نقول في الجواب : من قال أن الحاجة كانت ترتفع بأقل من العجل ، خاصة و أن النبي إبراهيم عليه السلام كان له أتباع و عمال ، و أيضاً لعل من نية النبي إبراهيم عليه السلام توزيع قسم من هذا الطعام على الجيران ، فلا يبقى مجال للاسراف .