ورد التعبير بـ " قال بيده " أو " قال بيده هكذا " أو " قال بيده إلى صدره " أو " قال برجله " أو " قال برأسه " في عدد من الروايات و الأحاديث ، و المعنى أنه كما هو المتعارف عند جميع الناس هو الاستعانة بأعضاء البدن للإشارة و لبيان المقصود ، أو لوصف حجم أو عدد و ما شابه ذلك، و أمثال ذلك كثيرة و إليك بعضاً منها:

معنى قال بيده السلام عليكم

رَوى الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: لَمَّا حُمِلَ أَبُو جَعْفَرٍ 1 إِلَى الشَّامِ إِلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَ صَارَ بِبَابِهِ، قَالَ هِشَامٌ لِأَصْحَابِهِ: إِذَا سَكَتُّ مِنْ تَوْبِيخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ فَلْتُوَبِّخُوهُ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ.
فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ‏ بِيَدِهِ‏ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَعَمَّهُمْ جَمِيعاً بِالسَّلَامِ، ثُمَّ جَلَسَ، فَازْدَادَ هِشَامٌ عَلَيْهِ حَنَقاً بِتَرْكِهِ السَّلَامَ بِالْخِلَافَةِ وَ جُلُوسِهِ بِغَيْرِ إِذْنٍ ... 2 و معنى ذلك أن الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام)  لدى دخوله مجلس هشام سلَّمَ سلاماً عاماً على الجميع دون أن يخصَّ أحداً فقال السلام عليكم و استعان بيده أو بيديه و لعله رفعهما و توجه إلى الحاضرين و وزع نظراته على الجميع ليشملهم السلام، كل ذلك ليتحاشى التسليم على هشام بإمرة المسلمين و الخلافة.

معنى قال‏ بيده‏ هكذا

أي أن الراوي أو القائل استعان بيده لوصف حالة معينة بُغية تبيينها، فقال‏ بيده‏ هكذا.

معنى قال‏ بيده‏ على الارض

رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ‏ كُنْتُ مَعَ الرِّضَا 3 (عليه السَّلام) وَ قَدْ قَالَ‏ بِيَدِهِ‏ عَلَى الْأَرْضِ، كَأَنَّهُ يَكْشِفُ شَيْئاً فَظَهَرَتْ سَبَائِكُ ذَهَبٍ ثُمَّ مَسَحَ بِيَدِهِ عَلَيْهَا فَغَابَتْ 4.
و المعنى واضح من وصف الراوي و هو أن الامام (عليه السَّلام) كان يزيح التراب و يفتش عن شيء في الأرض.

قال بيده الى الارض

أي أنه أهوى بها الى الارض و أخذ شيئاً منها.

معنى قال برأسه لا أو نعم

عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ 5 (عليه السَّلام)  قَالَ: قَالَ لِي: "إِنَّ إِلَى جَانِبِ كُوفَانَ قَبْراً مَا أَتَاهُ مَكْرُوبٌ قَطُّ فَصَلَّى عِنْدَهُ رَكْعَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ إِلَّا نَفَّسَ اللَّهُ‏ عَنْهُ كُرْبَتَهُ وَ قَضَى حَاجَتَهُ".
قُلْتُ: قَبْرُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ؟
فَقَالَ بِرَأْسِهِ: "لا".
فَقُلْتُ: فَقَبْرُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السَّلام) ؟
قَالَ‏ بِرَأْسِهِ‏: "نَعَمْ " 6.

معنى قال بيده إلى صدره

معنى ما ورد "ثمّ قال‏ بيده‏ إلى صدره" أي ضربه بها ، أو أشار بها إليه.

بيان ابن الاثير في معنى القول

قال ابن الأثير: العرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال، و تطلقه على غير الكلام و اللسان فتقول: قال‏ بيده‏، أي أخذ، و قال برجله، أي مشى، و قال بالماء على يده، أي قلب، و قال بثوبه، أي رفعه.
و يقال: قال بمعنى أقبل، و بمعنى مال و استراح و ضرب و غير ذلك، و كلّ ذلك على المجاز و الاتّساع 7.

• 1. أي الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام) ، خامس أئمة أهل البيت (عليهم السلام) .
• 2. مناقب آل أبي طالب ( عليهم السلام ) : 4 / 189، للعلامة المُحدِّث رشيد الدين محمد بن شهر آشوب المازندراني ، المولود سنة : 489 هجرية بمازندران / إيران ، و المتوفى سنة : 588 هجرية بحلب / سوريا ، طبعة مؤسسة العلامة للنشر ، قم / إيران ، سنة : 1379 هجرية .
• 3. أي الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السَّلام ) ثامن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
• 4. الخرائج و الجرائح: 1 / 340.
• 5. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق (عليه السَّلام)، سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
• 6. فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف: 65،لابن طاووس، عبد الكريم بن احمد، طبعة قم/ايران.
• 7. النهاية: 4 / 124 لابن الأثير.