حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
ما هي صلاة الكفاية؟
صلاة الكفاية صلاةٌ تُصلى قربة إلى الله عَزَّ و جَلَّ عندما يكون الإنسان في ضيق و شدة أو يكون مظلوماً من قبل الأعداء ، و أيضاً عندما تتعسر عليه أمور الحياة ، و هذه الصلاة ركعتان بكيفية خاصة يتبعها دعاء خاص يقرؤه المُصلي عقيب الصلاة ، و قد ذكر العلامة الطبرسي هذه الصلاة في كتابه " مكارم الأخلاق " ، و هي كالتالي :
قَالَ : مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى يَغْتَسِلُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ نِصْفِ اللَّيْلِ وَ يَأْتِي مُصَلَّاهُ وَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى الْحَمْدَ فَإِذَا بَلَغَ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ 1 يُكَرِّرُهَا مِائَةَ مَرَّةٍ وَ يُتِمُّ فِي الْمِائَةِ إِلَى آخِرِهِ 2، وَ يَقْرَأُ سُورَةَ التَّوْحِيدِ 3 مَرَّةً وَاحِدَةً ، ثُمَّ يَرْكَعُ وَ يَسْجُدُ وَ يُسَبِّحُ فِيهَا سَبْعَةً سَبْعَةً 4، وَ يُصَلِّي الرَّكْعَةَ الثَّانِيَةَ عَلَى هَيْئَتِهِ 5، وَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ 6، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ قَضَى اللَّهُ حَاجَتَهُ الْبَتَّةَ كَائِنَةً مَا كَانَتْ ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ .
وَ الدُّعَاءُ : " اللَّهُمَّ إِنْ أَطَعْتُكَ فَالْمَحْمَدَةُ لَكَ ، وَ إِنْ عَصَيْتُكَ فَالْحُجَّةُ لَكَ ، مِنْكَ الرَّوْحُ وَ مِنْكَ الْفَرَجُ ، سُبْحَانَ مَنْ أَنْعَمَ وَ شَكَرَ ، سُبْحَانَ مَنْ قَدَرَ وَ غَفَرَ ، إِلَهِي إِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ فَإِنِّي قَدْ أَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكَ وَ هُوَ الْإِيمَانُ بِكَ ، لَمْ أَتَّخِذْ لَكَ وَلَداً وَ لَمْ أَدْعُ لَكَ شَرِيكاً ، مَنّاً مِنْكَ بِهِ عَلَيَّ لَا مَنّاً مِنِّي بِهِ عَلَيْكَ ، وَ قَدْ عَصَيْتُكَ يَا إِلَهِي عَلَى غَيْرِ وَجْهِ الْمُكَابَرَةِ ، وَ لَا الْخُرُوجِ عَنْ عُبُودِيَّتِكَ ، وَ لَا الْجُحُودِ لِرُبُوبِيَّتِكَ ، وَ لَكِنْ أَطَعْتُ هَوَايَ ، وَ أَزَلَّنِي الشَّيْطَانُ ، فَلَكَ الْحُجَّةُ عَلَيَّ وَ الْبَيَانُ ، فَإِنْ تُعَذِّبْنِي فَبِذُنُوبِي غَيْرَ ظَالِمٍ ، وَ إِنْ تَغْفِرْ لِي وَ تَرْحَمْنِي فَإِنَّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ ، يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ ــ حَتَّى يَنْقَطِعَ النَّفَسُ ــ "7.
ثُمَّ يَقُولُ : " يَا آمِناً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْكَ خَائِفٌ حَذِرٌ ، أَسْأَلُكَ بِأَمْنِكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَ خَوْفِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ أَنْ تُعْطِيَنِي أَمَاناً لِنَفْسِي وَ أَهْلِي وَ وُلْدِي وَ سَائِرِ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ ، حَتَّى لَا أَخَافَ أَحَداً وَ لَا أَحْذَرَ مِنْ شَيْءٍ أَبَداً ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ ، يَا كَافِيَ إِبْرَاهِيمَ نُمْرُودَ ، وَ يَا كَافِيَ مُوسَى فِرْعَوْنَ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَنْ تَكْفِيَنِي شَرَّ ــ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ 8ــ " ، وَ يَسْتَكْفِي شَرَّ مَنْ يَخَافُ شَرَّهُ فَإِنَّهُ يُكْفَى بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى .
ثُمَّ يَسْجُدُ وَ يَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَتَهُ ، وَ يَتَضَرَّعُ إِلَى اللَّهِ ، فَإِنَّهُ رُوِيَ أَنَّهُ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَ لَا مُؤْمِنَةٍ صَلَّى هَذِهِ الصَّلَاةَ وَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ خَالِصاً إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ لِلْإِجَابَةِ ، وَ أُجِيبَ فِي وَقْتِهِ ، وَ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَ عَلَى النَّاسِ 9.
- 1. القران الكريم: سورة الفاتحة (1)، الآية: 5، الصفحة: 1.
- 2. أي يتم القراءة إلى آخر سورة الحمد .
- 3. سورة التوحيد هي سورة الاخلاص و رقمها هو : ( 112 ) .
- 4. أي يقول : سبحان الله سبع مرات في كل من الركوع و السجود .
- 5. أي كما فعل في الركعة الأولى .
- 6. أي الدعاء الذي سيذكر .
- 7. أي يقول يا كريم و يكرره حتى ينقطع النفس .
- 8. يذكر إسم عدوه بدل فلان بن فلان .
- 9. مكارم الأخلاق : 339 ، لرضي الدين حسن بن فضل الطبرسي ، من علماء القرن السادس الهجري ، طبعة : إنتشارات شريف ، قم / إيران ، 1412 هجرية .