حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
- فدك - ارث فاطمة - نحلة فاطمة - خلافة ابي بكر
ما هي فدك و ما سبب مصادرتها من قبل ابي بكر ؟
ما هو موقع فدك ؟
فَدَكْ 1 اسم لأرض زراعية واسعة الأطراف، و هي واحة خصبة كانت مسكناً لليهود، و هي تقع بالقرب من خيبر، و تحديداً في الجزء الجنوبي الغربي من منطقة حائل في الحجاز في شبه الجزيرة العربية، و هي تبعد عن المدينة المنورة بحدود 150 كيلومتراً يزيد أو ينقص قليلاً بحسب الطريق الذي يتم إختياره في السير إليها.
قال ياقوت الحموي: فدك، قرية بالحجاز، بينها و بين المدينة يومان، و قيل ثلاثة، أفاءها الله تعالى على رسوله (صلى الله عليه و آله) في سنة سبع صلحاً، و ذلك أنّ النبي (صلى الله عليه و آله) لما نزل خيبر و فتح حصونها و لم يبق إلاّ ثلث، و اشتد بهم الحصار راسلوا رسول الله (صلى الله عليه و آله) يسألونه أن يُنزلهم على الجلاء و فعل، و بلغ ذلك أهل فدك فأرسلوا إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله) أن يصالحهم على النصف من ثمارهم و أموالهم فأجابهم إلى ذلك.
فهي مما لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب، فكانت خالصة لرسول الله (صلى الله عليه و آله)، و فيها عين فوّارة و نخيل كثيرة، و هي التي قالت فاطمة (عليها السلام) : إن رسول الله نحلنيها.
فقال أبو بكر أريد لذلك شهوداً، و لها قصة 2.
معاهدة فدك
لقد كان يهود تلك المنطقة يدعمون أعداء الإسلام و يتعاونون معهم، و في السنة السابعة من الهجرة النبوية المباركة و بعد فتح خيبر بعث النبي (صلى الله عليه و آله) بسرية إلى فدك فأصاب اليهود الرعب، و قاموا على الفور بعقد معاهدة صلح مع الرسول (صلى الله عليه و آله)، مفادها تمليك نصف أراضي فدك للنبي (صلى الله عليه و آله) إلى جانب حق بقائهم على أراضيهم و على أن يدفعوا نصف محاصيلهم الزراعية إلى رسول الله ليتصرف فيها كما يراه، فتم الاتفاق، و كان الجباة يذهبون إلى فدك كل عام و يستلمون النصف المتفق عليه.
فدك نحلة رسول الله لابنته فاطمة
وهب رسول الله (صلى الله عليه و آله) بأمر من الله عَزَّ و جَلَّ فدكاً لإبنته فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فكان العاملون بها يأتون بالحصاد أو قيمته بالمال لفاطمة في حياة النبي و حتى وفاته (صلى الله عليه و آله) حتى استولى عليها أبو بكر فمنع الزهراء حقها.
روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: حدثنى أبو الحسن الفارسي، قال: حدثنا الحسين بن محمد الماسرجسي، قال: حدثنا جعفر بن سهل ببغداد، قال: حدثنا المنذر بن محمد القابوسي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عمي عن أبيه، عن أبان بن تغلب، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه عن علي قال: لما نزلت: ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ... ﴾ 3 دعا رسول الله فاطمة - عليهما السلام - فأعطاها فدكا.
و الحديث رواه السيوطي في تفسير الآية الكريمة من الدر المنثور: أيضا; قال: و أخرج البزار، و أبو يعلى و ابن أبي حاتم و ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ... ﴾ 3 دعا رسول الله (صلى الله عليه و آله) فاطمة سلام الله عليها فأعطاها فدكا.
و رواه أيضا الطبراني كما في مجمع الزوائد: 7 / 49 ، و كما في ميزان الاعتدال: 2 / 228.
و رواه عنهم جميعا الفيروز آبادي في كتاب فضائل الخمسة: 3 / 136.
و الدليل على أن فدكاً كانت نحلة و هبة هو أنها كانت بيد فاطمة الزهراء و تحت تصرفها قبل ارتحال النبي (صلى الله عليه و آله)، و هو مما لا نقاش فيه.
- 1. قال العلامة الطريحي: فدك بفتحتين، قرية من قرى اليهود بينها و بين مدينة النبي (صلى الله عليه و آله) يومان، و بينها و بين خيبر دون مرحلة .
و هي ما أفاء الله على رسوله، منصرف و غير منصرف .
و كانت لرسول الله (صلى الله عليه و آله) لأنه فتحها هو و أمير المؤمنين (عليه السَّلام) لم يكن معهما أحد فزال عنها حكم الفيء و لزمها اسم الأنفال.
فلما نزل فآت ذا القربى حقه [26/17] أي أعط فاطمة (عليه السَّلام) فدكا، أعطاها رسول الله (صلى الله عليه و آله) إياها.
و كانت في يد فاطمة (عليه السَّلام) إلى أن توفي رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فأخذت من فاطمة بالقهر و الغلبة. أنظر: مجمع البحرين : 5 / 283 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران . - 2. معجم البلدان، للحموي: 4 / 238.
- 3. a. b. القران الكريم: سورة الإسراء (17)، الآية: 26، الصفحة: 284.