ما هي مكانة المسجد الاقصى في الاسلام؟

المسجد الاقصى بقعة مباركة تقع في مدينة القدس أو بيت المقدس التي تتوسط الأراضي الفلسطينية، و القدس أو بيت المقدس مدينة ذات تاريخ طويل جداً و أرض مقدسة لدى أتباع الديانات السماوية حيث أنها إحتضنت رسالات سماوية و حضارات دينية على مدى آلاف السنين، كما و انها تحتفظ في ذاكرتها وقائع كثيرة و هامة تكاد تخرج عن دائرة الاحصاء، و منها ما هي طيبة و أخرى مأساوية.

المسجد الاقصى قبلة المسلمين الاولى

و أما إسلامياً فإن المسجد الأقصى الواقع في بيت المقدس جاء ذكره في القرآن الكريم في قصة إسراء النبي المصطفى صلى الله عليه و آله، فهو محط رسول الله في رحلته الأرضية (الإسراء) و منطلقه في رحلته السماوية (المعراج) ، قال الله جل جلاله:
﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ 1.
ثم أن هذه البقعة المباركة هي القبلة الأولى للمسلمين منذ البعثة النبوية المباركة، و ظلّت قبلةً للمسلمين طيلة ثلاث عشرة عاماً يتوجهون إليها في عباداتهم و صلواتهم و ما إليها من الأمور التي يشترط فيها مراعاة القبلة.
و في ظهر يوم الثلاثاء النصف من شهر شعبان من السنة الأولى للهجرة النبوية المباركة، أي بعد البعثة النبوية بثلاث عشرة سنة تحوّلت قبلة المسلمين من بيت المقدِس إلى الكعبة الشريفة.

فضل الصلاة في المسجد الاقصى

روي أن المسجد الأقصى هو من المساجد الأربعة التي وردت الأحاديث في فضلها، فقد رُوِيَ عن الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام أنَّهُ قَالَ لِأَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ: "الْمَسَاجِدُ الْأَرْبَعَةُ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، وَ مَسْجِدُ الرَّسُولِ صلى الله عليه و آله، وَ مَسْجِدُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَ مَسْجِدُ الْكُوفَةِ.
يَا أَبَا حَمْزَةَ الْفَرِيضَةُ فِيهَا تَعْدِلُ حَجَّةً وَ النَّافِلَةُ تَعْدِلُ عُمْرَةً" 2.

  • 1. القران الكريم: سورة الإسراء (17)، الآية: 1، الصفحة: 282.
  • 2. من لا يحضره الفقيه: 1 / 229، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق، المولود سنة: 305 هجرية بقم، و المتوفى سنة: 381 هجرية، طبعة انتشارات اسلامي التابعة لجماعة المدرسين، الطبعة الثالثة، سنة: 1413 هجرية، قم/إيران.