مركز الإشعاع الإسلامي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
حكم الأكل عند الدروز و السلام عليهم يتضح بعد معرفة حقيقة عقيدتهم .
الدَروز : جمع الدَرزي ، و لكن العامة تتلفظ الدَروز و الدَرزي بضم الدال ، فتقول : " الدُروز " و " الدُرزي " ، لكن الصحيح هو بالفتح .
و يبدو انّ أصل الكلمة تركية بمعنى الخياط ، فالدرزي هو الخياط من حيث اللغة .
و الدَروز فرقة من الباطنية لهم عقائد يخفونها و لا يبوحون بها ، و هم متفرقون بين جبال لبنان و سوريا ، و بعض البلدان الأخرى .
و بسبب تكتمهم على عقائدهم لم يكتب عن الدروز شيء يصح الاعتماد عليه ، حيث أنهم من الطوائف التي لا تنشر عقائدها ، فلا يجد الباحث ما يعتمد عليه من الوثائق ، و هم من الفرق الباطنية التي يصعب الاطلاع على عقائدهم بصورة صحيحة و موثوقة .
أما بالنسبة لحكمهم الشرعي من حيث التعامل معهم فإن كانوا معترفين بالشهادتين ، أي شهادة لا إله إلا الله ، و محمد رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ، فهم مسلمون ، و عليه فيجوز السلام عليهم ، كما يجوز أكل ذبائحهم و الزواج منهم ، إلا إذا تبيَّن خلاف ذلك ، كما لو تبيَّن أنهم لا يلتزمون الطريقة الشرعية في تذكية الحيوانات و ذبحها حسب ما وردَ في الشريعة الإسلامية .
و لمعرفة كيفية التذكية الشرعية يمكنك مراجعة إجابتنا السابقة من خلال الوصلة التالية :
http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=526
و أما بالنسبة الى ممارسة الجنس مع الجنس الثالث ـ حسب تعبيرك ـ فإن كان المراد بالجنس الثالث من يُغيِّر نفسه بواسطة عملية جراحية كزرع الأعضاء التناسلية للجنس المخالف ـ إن فُرضَ تحققه علمياً و عملياً ـ فهو بغض النظر عن جوازه و حرمته يحتاج إلى إستفتاء المُكَلَّف من الفقيه و مرجع التقليد الذي يُقلِّده .
و إن كان المراد بالجنس الثالث من يشترك في بعض الأعضاء التناسلية مع الذكور و الإناث ، فهو الذي يُعرف حسب المصطلح الفقهي بـ ( الخُنثى ) .
و الخُنوثة تختلف درجاتها من حيث الحكم على صاحبها بالذكورية أو الأنوثة ، و من أصناف الخنثى ، الخنثى المعلوم الحال : و هو من تكون حقيقته معلومة ، فهو إما أن يكون امرأة أو رجل ، فإن كان يبول بفرج الرجال أو ينزل منه مني فهو رجل ، و لو كان يبول من فرج النساء أو يعتريه الحيض فهو أنثى .
و هناك صنف آخر للخنثى ، و هو الخنثى المُشكل : و هو الذي يُشْكَل معرفة واقعه و حقيقة أمره من الناحية الجنسية أذكر هو أم أنثى .
و على أي حال فحكم زواج الخنثى غير المُشكل يرجع الى معرفة حقيقته ، و بعد معرفة حقيقته جاز زواجه من الجنس المخالف له .
أما الخنثى المُشكل فلا يجوز الزواج له من الجنسين لعدم معرفة حاله ، و الخنثى المُشكل حسب رأي الفقهاء و تعبيرهم يكون بالنسبة الى الذكر كالأنثى ، و بالنسبة الى الأنثى كالذكر ، فلا يجوز لهما النظر الى الآخر .
و أما إذا كان المقصود بالجنس الثالث الشواذ جنسياً من الذكور أو الإناث فأؤلئك هم المُخَنَّثين ، و لا يجوز للماثل الاستمتاع بهم او الزواج منهم كما هو واضح ، و هم ملعونون ، و قد رَوى الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) قَالَ : " لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَ الْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ ، قَالَ : وَ هُمُ الْمُخَنَّثُونَ وَ اللَّاتِي يَنْكِحْنَ بَعْضُهُنَّ بَعْضاً " ، ( الكافي : 5 / 550 ) .