السائل:
العمر:
المستوى الدراسي:
الدولة:
المدينة:
من هم أصحاب الأيكة ، و من هو أصحاب الرس ؟
السوال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هم أصحاب الأيكة ؟
و من هو أصحاب الرس ؟
ولكم جزيل الشكر .
الجواب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
لمعرفة قصة أصحاب الأيكة يمكنك مراجعة قصتهم من خلال الوصلة التالية :
http://www.islam4u.com/qesas_show.php?rid=1816
و أما أصحاب الرس فقصتهم كما ورد في رواية عن الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) هي كالتالي :
أتى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قبل مقتله بثلاثة أيام رجل من أشراف تميم يقال له عمرو .
فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن أصحاب الرس في أي عصر كانوا ، و أين كانت منازلهم ، و من كان ملكهم ، و هل بعث الله عز و جل إليهم رسولا أم لا ، و بما ذا أهلكوا ، فإني أجد في كتاب الله ذكرهم ، و لا أجد خبرهم ؟
فقال له علي ( عليه السلام ) : " لقد سألت عن حديث ما سألني عنه أحد قبلك ، و لا يحدثك به أحد بعدي إلا عني ، و ما في كتاب الله عز و جل آية إلا و أنا أعرف تفسيرها ، و في أي مكان نزلت من سهل أو جبل ، و في أي وقت نزلت من ليل أو نهار ، و إن هاهنا لعلماً جماً ـ و أشار إلى صدره ـ و لكن طلابه يسير ، و عن قليل يندمون لو فقدوني " .
قال : " كان من قصتهم يا أخا تميم أنهم كانوا قوما يعبدون شجرة صنوبر يقال لها " شاه درخت " ، كان يافث بن نوح غرسها على شفير عين يقال لها " روشاب " كانت أنبطت لنوح ( عليه السلام ) بعد الطوفان ، و إنما سموا أصحاب الرس لأنهم رسوا نبيهم في الأرض ، و ذلك بعد سليمان بن داود ( عليه السلام ) و كانت لهم اثنتا عشر قرية على شاطئ نهر يقال له الرس من بلاد المشرق و بهم سمي ذلك النهر ، و لم يكن يومئذ في الأرض نهر أغزر منه و لا أعذب منه ، و لا قرى أكثر و لا أعمر منها ، تسمى إحداهن أبان ، و الثانية آذر ، و الثالثة دي ، و الرابعة بهمن ، و الخامسة إسفندار ، و السادسة فروردين ، و السابعة أرديبهشت ، و الثامنة خرداد ، و التاسعة مرداد ، و العاشرة تير ، و الحادي عشرة مهر ، و الثاني عشرة شهريورد ، و كانت أعظم مدائنهم إسفندار ـ و هي التي ينزلها ملكهم ، و كان يسمى تركوذ بن غابور بن يارش بن سازن بن نمرود بن كنعان فرعون إبراهيم ـ و بها العين و الصنوبرة ، و قد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة و أجروا إليها نهرا من العين التي عند الصنوبرة فنبتت الحبة و صارت شجرة عظيمة ، و حرموا ماء العين و الأنهار فلا يشربون منها و لا أنعامهم ، و من فعل ذلك قتلوه ، و يقولون هو حياة آلهتنا فلا ينبغي لأحد أن ينقص من حياتها ، و يشربون هم و أنعامهم من نهر الرس الذي عليه قراهم ، و قد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيدا يجتمع إليه أهلها فيضربون على الشجرة التي بها كُلّه من حرير فيها من أنواع الصور ، ثم يأتون بشاء و بقر فيذبحونها قربانا للشجرة ، و يشعلون فيها النيران بالحطب فإذا سطح دخان تلك الذبائح و قتارها في الهواء ، و حال بينهم و بين النظر إلى السماء خروا للشجرة سجدا ، يبكون و يتضرعون إليها أن ترضى عنهم ، فكان الشيطان يجيء فيحرك أغصانها و يصيح من ساقها صياح الصبي إني قد رضيت عنكم عبادي فطيبوا نفسا و قروا عينا ، فيرفعون رءوسهم عند ذلك و يشربون الخمر و يضربون بالمعازف و يأخذون الدستبند ، فيكونون على ذلك يومهم و ليلتهم ثم ينصرفون ، و إنما سمت العجم شهورها بآبان ماه ، و آذر ماه و غيرهما اشتقاقا من أسماء تلك القرى ، لقول أهلها بعضهم لبعض هذا عيد شهر كذا ، و عيد شهر كذا ، حتى إذا كان عيد قريتهم العظمى اجتمع إليها صغيرهم و كبيرهم فضربوا عند الصنوبرة و العين سرادقا من ديباج عليه من أنواع الصور و جعلوا له اثني عشر بابا كل باب لأهل قرية منهم ، و يسجدون للصنوبرة خارجا من السرادق و يقربون لها الذبائح أضعاف ما قربوا للشجرة التي في قراهم فيجيء إبليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكا شديدا و يتكلم من جوفها كلاما جهوريا و يعدهم و يمنيهم بأكثر مما وعدتهم و منتهم الشياطين كلها ، فيرفعون رءوسهم من السجود و بهم من الفرح و النشاط ما لا يفيقون و لا يتكلمون من الشرب و العزف فيكونون على ذلك اثني عشر يوما و لياليها بعدد أعيادهم سائر السنة ثم ينصرفون .
فلما طال كفرهم بالله عز و جل و عبادتهم غيره بعث الله عز و جل إليهم نبيا من بني إسرائيل من ولد يهودا بن يعقوب فلبث فيهم زمانا طويلا يدعوهم إلى عبادة الله عز و جل و معرفة ربوبيته فلا يتبعونه .
فلما رأى شدة تماديهم في الغي و الضلال و تركهم قبول ما دعاهم إليه من الرشد و النجاح و حضر عيد قريتهم العظمى قال : يا رب إن عبادك أبوا إلا تكذيبي و الكفر بك و غدوا يعبدون شجرة لا تنفع و لا تضر ، فأيبس شجرهم أجمع ، و أرهم قدرتك و سلطانك .
فأصبح القوم و قد يبس شجرهم كلها ، فهالهم ذلك و قطع بهم و صاروا فرقتين فرقة قالت سحر آلهتكم هذا الرجل الذي زعم أنه رسول رب السماء و الأرض إليكم ليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلى إلهه ، و فرقة قالت لا بل غضبت آلهتكم حين رأت هذا الرجل يعيبها و يقع فيها و يدعوكم إلى عبادة غيرها فحجبت حسنها و بهاءها لكي تغضبوا لها فتنتصروا منه .
فأجمع رأيهم على قتله فاتخذوا أنابيب طوالا من رصاص واسعة الأفواه ثم أرسلوها في قرار العين إلى أعلى الماء واحدة فوق الأخرى مثل البرابخ ، و نزحوا ما فيها من الماء ثم حفروا في قرارها بئرا ضيقة المدخل عميقة و أرسلوا فيها نبيهم و ألقموا فاها صخرة عظيمة ثم أخرجوا الأنابيب من الماء ، و قالوا نرجو الآن أن ترضى عنا آلهتنا إذا رأت أنا قد قتلنا من كان يقع فيها و يصدنا عن عبادتها و دفناه تحت كبيرها يتشفى منه فيعود لنا نورها و نضرتها كما كان .
فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم و هو يقول سيدي قد ترى ضيق مكاني و شدة كربي فارحم ضعف ركني و قلة حيلتي و عجل بقبض روحي و لا تؤخر إجابة دعوتي حتى مات .
فقال الله جل جلاله لجبرئيل : يا جبرئيل أ يظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي و أمنوا مكري و عبدوا غيري و قتلوا رسولي أن يقوموا لغضبي أو يخرجوا من سلطاني كيف و أنا المنتقم ممن عصاني و لم يخش عقابي ، و إني حلفت بعزتي لأجعلنهم عبرة و نكالا للعالمين ، فلم يرعهم و هم في عيدهم ذلك إلا بريح عاصف شديدة الحمرة فتحيروا فيها و ذعروا منها و تضام بعضهم إلى بعض ، ثم صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد ، و أظلتهم سحابة سوداء فألقت عليهم كالقبة جمرا يلتهب ، فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص في النار ، فنعوذ بالله تعالى ذكره من غضبه و نزول نقمته و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم " ( بحار الأنوار : 14 / 148 ، نقلاً عن علل الشرايع و عيون أخبار الرضا عليه السلام ) .
تعليقتان
معنى كلمة الايكة
أضافه bassim في
بارك الله فيكم على هذا الشرح المفصل
ما أجمل هذه القصة. تشفي غليل
أضافه رشيد في
ما أجمل هذه القصة. تشفي غليل من أراد معرفة قصة أصحاب الرس. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد