حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
هل خلقت حواء من ضلعٍ اعوج من اضلاع النبي ادم ؟
هل خُلقت حواء من ضلع أعوج ؟
القول الذي يقول بأن حواء قد خُلقت من ضلع أعوج من أضلاع آدم ( عليه السَّلام ) قول غير صحيح و يخالف الواقع حتى لو استند إلى أحاديث دونتها بعض الصحاح ، كالحديث الذي ذكره سمرة بن جندب ، حيث نسب إلى رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) أنه قال : ألا إن المرأة خُلقت من ضلع ، و انك إن تُرِد إقامتها تَكسرها ، فدارِها تعش بها ثلاث مرات 1 .
و كذلك ما نسبه أبو هريرة للرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) أنه قال : المرأة خُلقت من ضلع اعوج و انك إن أقمتها كسرتها و ان تركتها تعش بها و فيها عوج 1 .
التوراة و خَلقُ حوَّاء :
لدى مراجعة الفصل الثاني من سفر التكوين من التوراة نجد أن ما جاء فيه بهذا الشأن يطابق تماماً ما جاءت به الأحاديث القائلة بأن حواء خلقت من ضلع من أضلاع آدم ( عليه السلام ) ، و هذا الأمر مما يدعم فكرة تسرب هذه الإسرائيليات من التوراة إلى بعض كتب الحديث ، و من ثم أخذت طريقها إلى الشعر و الأدب و تركت آثارها السلبية على الصعيدين الفردي و الاجتماعي ، فهناك من الأدباء و الشعراء مَن وجد في هذه الأحاديث مبرراً كافياً و ذريعة شرعية للتهجم على المرأة و اتهامها بالاعوجاج ، فقال بعضهم :
هي الضلع العوجاء لست تُقيمها * ألا إن تقويم الضلوع انكسارها
أ تجمع ضعفا و اقتدارا على الفتى * أ ليس عجيبا ضعفها و اقتدارها
إلى غير ذلك من الآثار السلبية التي لا تزال موجودة في بعض المجتمعات التي تبتني أفكارها على أساس هذه الإسرائيليات .
رأي الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) في هذا القول :
لقد كذَّب الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) ما يقال عن حواء أنها خُلقت من ضلع من أضلاع النبي آدم ( عليه السَّلام ) ، و لقد ردَّ ( عليه السلام ) هذا القول بشدَّة عندما سئل عنه .
قال الراوي : سُئل ـ أي الإمام الباقر ( عليه السَّلام ) ـ من أي شئ خلق الله حواء ؟
فقال : " أي شئ يقولون هذا الخلق " ؟
قلت : يقولون : إن الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم .
فقال : " كذبوا ، يعجز أن يخلقها من غير ضلعه " ؟
ثم قال : " أخبرني أبي عن آبائه ، قال : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : إن الله تبارك و تعالى قبض قبضة من طين ، فخلطها بيمينه و كلتا يديه يمين 2 ، فخلق منها آدم فَفضَل فضلة من الطين فخلق منها حواء " 3 .
- 1. a. b. يراجع : المستدرك : 4 / 174 ، للحاكم النيسابوري .
- 2. من الواضح أن المقصود من اليمين هو يد القدرة الالهية كما في قول الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } ( سورة الفتح ( 48 ) ، الآية : 10 ) و غيرها من الآيات الكثيرة .
- 3. تفسير العياشي : 1 / 216 .
تعليق واحد
شكر وتقدير
أضافه ebtihal munaf في
السلام عليكم .. إحسنتم وأجدتم على كتابة موضوع خلق حواء من ضلع أعوج من أضلاع أدم . وشكر الله سعيكم. ولا يصح إلا الصحيح (رأي إهل البيت - الامام الباقر- (ع)).. شكر الله جهدكم.