نشر قبل 8 سنوات
مجموع الأصوات: 51
القراءات: 5296

السائل: 

وليد محمد

حقيقة الاستغفار

السوال: 

السلام عليكم شيخ..
هل يصح ذكر استغفر الله (و أتوب إليه) دون معرفة كيف سآتوب؟ كمثلا ذكرها بعد الصلوات فصلواتنا نحن دائما تحتاج للإستغفار.
أليس هذا شبيه بالإستهزاء؟!

الجواب: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قالَ لِقَائِلٍ قَالَ بِحَضْرَتِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ : " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ، أَ تَدْرِي مَا الِاسْتِغْفَارُ ، الِاسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ الْعِلِّيِّينَ ، وَ هُوَ اسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ :
أَوَّلُهَا : النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى .
وَ الثَّانِي : الْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ الْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً .
وَ الثَّالِثُ : أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَى اللَّهَ أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ .
وَ الرَّابِعُ : أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا .
وَ الْخَامِسُ : أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اللَّحْمِ الَّذِي نَبَتَ عَلَى السُّحْتِ فَتُذِيبَهُ بِالْأَحْزَانِ حَتَّى تُلْصِقَ الْجِلْدَ بِالْعَظْمِ وَ يَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ .
وَ السَّادِسُ : أَنْ تُذِيقَ الْجِسْمَ أَلَمَ الطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلَاوَةَ الْمَعْصِيَةِ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ .
نعم هذا النوع من الاستغفار هو الاستغفار الكامل و التوبة الحقيقية، لكن للاستغفار و التوبة مراتب، و الاستغفار اللساني يمهد لسائر مراتبه.
هذا و ليس لعدد مرات التوبة تحديد ، و باب التوبة مفتوح دائماً ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : " بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ لِمَنْ أَرَادَهَا ، فَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً.
وفقك الله