السائل:
العمر:
المستوى الدراسي:
الدولة:
المدينة:
لقد تفرق دين الله , و كل حزب و فرقة بما لديهم فرحون , الكل ( كل الفرق سنة و شيعة ... ؟
السوال:
السلام عليكم و رحمة الله .
حضرة المجيب العزيز : لقد تفرق دين الله , و كل حزب و فرقة بما لديهم فرحون , الكل ( كل الفرق سنة و شيعة و مسحيون و يهود و غيرهم ) الكل لديهم الادلة و البراهين و الكل عليه الحجج و البراهين , الكل يظنون انهم هم الصواب و الحق و غيرهم ليسوا على الحق ، التاريخ الذي عِلمُه عند ربي و الذي لا أعتبره حجة نظرا لتأخر التدوين بعشرات السنين و الذي خضع للتحريف , أظن أن هذا التاريخ و كل ما روي و دون و المخلفات التاريخية هي ليست عين الحقيقة و لا الحقيقة لان الاشخاص الذين دونوا التاريخ ليسوا شهود عيان ...! أليس كذالك ؟ و الاسئلة التي أود أن أطرحها :
متى دون التاريخ ( تاريخ الرسول و الصحابة و الائمة ) ؟
متى دونت حياة الامام علي بن أبي طالب ؟
ما موقف الشيعة من أم المؤمنين عائشة , و العجب أن الشيعة لا يعتبرونها من آل البيت رغم أن القرآن يؤكد أن نساء النبي من آل بيته و هذا واضح جدا ؟
لماذا لم يذكر الله أسم الامام علي أو غيره من الائمة أعني لماذا لم يذكر صراحة لا لبس فيها ؟
في كل المناسبات الشيعية أسم من يرد أكثر أسم الله أم أسم الحسين عليه السلام أو غيره ؟
الجواب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
مقدمة كلامك يعكس بعض الواقع الذي نحن نعايشه ، لكن الاستنتاج و الانطباع الحاصل لديك غير صحيح أبداً ، و حالة اليأس من الوصول الى الحقيقة خطير جداً و غير مقبول أبداً ، حيث أن الله عز و جل أعطانا العقل و الفكر لكي نميِّز بين الحق و الباطل و رسم لنا المنهاج الصحيح في معرفة الحقيقة .
قال الله عز و جل : { ... قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } ، ( سورة الزمر : 9 ) .
و بكل تأكيد فإن الانسان ـ أي إنسان ـ مهما كانت عقيدته و قناعاته الفكرية إن أخذ بالإرشاد اللإلهي لوصل الى شاطيء الحقيقة بكل أمان و سلام ، و لو أن الناس بذلوا جهدا بسيطاً و صادقاً بعيداً عن المصالح و التعصبات في طلب الحق لوجدوه بكل تأكيد .
قال الله عز و جل : { وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } ، ( سورة الزمر : 17 و 18 ) .
و قال عزَّ مِن قائل : { وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا } ، ( سورة النجم : 28 ) .
و قال جل جلاله : { ... فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ } ، ( سورة يونس : 32 ) .
و ذَكَرَ الْغَزَّالِيُّ فِي كِتَابِ : الْمُنْقِذِ مِنَ الضَّلَالِ ، مَا هَذَا لَفْظُهُ : وَ الْعَاقِلُ يَقْتَدِي بِسَيِّدِ الْعُقَلَاءِ عَلِيٍّ ( عليه السلام ) حَيْثُ قَالَ : " لَا يُعْرَفُ الْحَقُّ بِالرِّجَالِ ، اعْرِفِ الْحَقَّ تَعْرِفْ أَهْلَهُ " ، ( بحارالأنوار : 40 / 126 ) .
فالصحيح هو الاحتكام الى القرآن الكريم و العقل و الثوابت التي لا نقاش فيها ، و التحاور مع الطرف الآخر بما يعتمده و يراه صحيحاً بعيداً عن المصالح و التعصبات و الانحياز الى جهة على حساب الحق .
هذا و رأينا نحن رأي أتباع مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) هو أن الأحاديث و الروايات يجب أن تخضع كلها دائماً الى التمحيص و التدقيق من قِبَل الخبراء ، و كذلك التاريخ و ما جاء فيه من غث و سمين ، فلا نقبل شيئاً منها إلا بعد التثبت منها ، و هو الذي نقصد به عدم انسداد باب الاجتهاد و التحقيق ، بل نقول بإنفتاحه على مصراعيه دائماً ، و عدم جواز التقليد في أصول الدين .
و لمزيد من التفصيل يمكنك مراجعة إجاباتنا السابقة بخصوص هذه المواضيع من خلال الوصلات التالية :
http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=500
http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=501
http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=498
http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=557
http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=571
http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=558
و أما بالنسبة الى سؤالك عن زمان تدوين التاريخ الاسلامي بصورة عامة و الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) و الامام علي بن أبي طالب و الأئمة ( عليهم السلام ) بصورة خاصة فقد ذكرنا أنه لا يصح قبول شيء من التاريخ إلا بعد تمحيصه .
و أما بالنسبة الى موقف الشيعة من أم المؤمنين عائشة فإننا نعتقد بأنها خالفت صريح القرآن الكريم حيث خرجت على إمام زمانها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) و حرضت المسلمين على قتاله ، فقد قال الله عز و جل : { يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ... } ، ( سورة الأحزاب : 32 و 33 ) و لكنها لم تعمل بهذا الأمر الإلهي .
و أما بالنسبة الى كونها من أهل البيت ( عليهم السلام ) فهذا مردود بحديث عائشة نفسها ، فقد جاء في صحيح مسلم عن عائشة قالت : " خرج النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) غداة وعليه مِرْط مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : { ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } ، ( صحيح مسلم ( كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل أهل بيت النبي ) : 4 / 1883 حديث 2424 / ، طبعة بيروت ) .
و مردود أيضا بحديث أم المؤمنين أم سلمة ، فعن أم سلمة قالت :
في بيتي نزلت { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ } ،فأرسل رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال : " هؤلاء أهل بيتي " ، ( الحاكم النيسابوري : المستدرك على الصحيحين (كتاب معرفة الصحابة : 3/146 ، و قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط البخاري و لم يخرجاه / طبعة : بيروت / لبنان ) .
و بغيرها من الأحاديث الكثيرة التي روتها صحاح السنة و مسانيدها .
و لمزيد من التفصيل يمكنك مراجعة إجاباتنا السابقة بخصوص هذه المواضيع من خلال الوصلة التالية :
http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=467#_ftn8
http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=541
http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=542
http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=543
http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=560
http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=564
http://www.islam4u.com/almojib/5/0/5.0.9.htm
و أما بالنسبة لسؤالك عن سبب عدم ذكر الله عز و جل اسم كل من الامام علي و الأئمة ( عليهم السلام ) بشكل صريح لا لُبس فيه ؟
فإنا نقول : إن أسماءهم قد ذُكرت بواسطة النبي ( صلى الله عليه و آله )بشكل صريح ، فقد ذكرها مرات عديدة و في مناسبات مختلفة ، و الرسول ( صلى الله عليه و آله ) هو من قال عنه الله جل جلاله : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } ، ( سورة النجم : 3 و 4 ) ، و لمعرفة ذلك يمكنك الرجوع الى إجابتنا السابقة بخصوص التصريح بأسم الامام علي ( عليه السلام ) من خلال الوصلات التالية :
http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=1805
http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=563
و أما بالنسبة الى التصريح بأسماء الأئمة الإثنى عشر ( عليهم السلام ) الذين هم خلفاء الرسول ( صلى الله عليه و آله ) فعليك بمراجعة إجابتنا السابقة من خلال الوصلة التالية :
http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=472
و أما بخصوص ورود اسم الحسين ( عليه السلام ) في المناسبات أكثر من اسم الله ، فهذا الكلام قد يكون نابعاً عن الجهل أو التعصب ، حيث أن الواقع ليس كما ذكرت و هذه مغالطة يحاول أعداء أهل البيت ( عليهم السلام ) من خلالها الوصول الى مآربهم الرخيصة و تشويه صورة الموالين لآل الرسول ( صلى الله عليه و آله ) و توجيه الاتهامات الملفقة اليهم ، حيث أن الحسين ( عليه السلام ) ابن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) الذي قال عنه : " حسين مني و أنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً حسين سبط من الأسباط " ، ( صحيح الترمذي : 2 / 307 ) .
و رَوى في مستدرك الصحيحين بسنده عن سلمان ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم يقول : " الحسن و الحسين ابناي ، من أحبهما أحبَّني ، و من أحبني أحبه الله ، و من أحبه الله أدخله الجنة ، و من أبغضهما أبغضني ، و من أبغضني أبغضه الله ، و من أبغضه الله أدخله النار " ، ( مستدرك الصحيحين : 3 / 166 ) .
هذا و قد قال الله عز و جل : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ، ( سورة آل عمران : 31 ) ، فمن كان محباً لله حقاً كان عليه أن يتَّبع الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، و قد أمر ( صلى الله عليه و آله ) بحب أهل بيته ( عليهم السلام ) و بحب الحسين ( عليه السلام ) ، فحب الحسين هو من حب الله .
و لمزيد من التفصيل يمكنك مراجعة إجاباتنا السابقة بهذا الخصوص من خلال الوصلات التالية :
http://www.islam4u.com/daily_question_show.php?fq_id=670
http://www.islam4u.com/daily_question_show.php?fq_id=3985
http://www.islam4u.com/daily_question_show.php?fq_id=639