السائل:
العمر:
المستوى الدراسي:
الدولة:
المدينة:
من هو المغتاب ؟ و ما هي حدود الغيبة ؟ و هل كل انواع الغيبة حرام ؟ و هل تحل الغيبة لمصلحة ما ؟
السوال:
السلام عليكم و رحمة الله .
سوالي انه من هو المغتاب ؟ و ما هي حدود الغيبة ؟ و هل كل انواع الغيبة حرام ؟ و هل تحل الغيبة لمصلحة ما ؟
الجواب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
الغيبة ذنب كبير و معصية عظيمية حرَّمها الله عزَّ و جل في القرآن الكريم حيث قال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ } ( الحجرات/12 ) .
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) : " الْغِيبَةُ أَسْرَعُ فِي دِينِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ مِنَ الْأَكِلَةِ فِي جَوْفِهِ " .
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) : " الْجُلُوسُ فِي الْمَسْجِدِ انْتِظَارَ الصَّلَاةِ عِبَادَةٌ مَا لَمْ يُحْدِثْ " .
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَ مَا يُحْدِثُ ؟
قَالَ : " الِاغْتِيَابَ " .
وَ عَنِ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه و آله ) فِي وَصِيَّةٍ لَهُ لأبي ذر : " يَا أَبَا ذَرٍّ إِيَّاكَ وَ الْغِيبَةَ ، فَإِنَّ الْغِيبَةَ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا " .
قُلْتُ : وَ لِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ : " لِأَنَّ الرَّجُلَ يَزْنِي فَيَتُوبُ إِلَى اللَّهِ ، فَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَ الْغِيبَةُ لَا تُغْفَرُ حَتَّى يَغْفِرَهَا صَاحِبُهَا " .
يَا أَبَا ذَرٍّ : " سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ ، وَ قِتَالُهُ كُفْرٌ ، وَ أَكْلُ لَحْمِهِ مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ ، وَ حُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ " .
قُلْتُ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْغِيبَةُ ؟
قَالَ : " ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ " .
قُلْتُ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنْ كَانَ فِيهِ الَّذِي يُذْكَرُ بِهِ ؟
قَالَ : " اعْلَمْ أَنَّكَ إِذَا ذَكَرْتَهُ بِمَا هُوَ فِيهِ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ ، وَ إِذَا ذَكَرْتَهُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ " ( وسائل الشيعة : 12 / 280 ) .
و رَوى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ سَيَابَةَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) ـ أي الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ـ يَقُولُ : " الْغِيبَةُ أَنْ تَقُولَ فِي أَخِيكَ مَا سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَ أَمَّا الْأَمْرُ الظَّاهِرُ فِيهِ مِثْلُ الْحِدَّةِ وَ الْعَجَلَةِ فَلَا ، وَ الْبُهْتَانُ أَنْ تَقُولَ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ .
خلاصة القول في الغيبة :
أنها ذِكرُ المؤمن بما فيه من الأوصاف الموجودة في خِلقَته أو خُلُقِه أو ما يتعلق به من القوم و العشيرة و العمل و غيرها من الأمور حال غيابه لدى غيره ممن يجهل ذلك ، و بما يكرهه بقصد التنقيص و الحط من شأنه بأي شكل اتفق هذا الذكر سواءً كان حديثاً أو كتابة أو إشارة .
مستثنيات الغيبة :
و تُستثنى من الغيبة المُحرمة أمور :
1 ـ الفاسق أو المتجاهر بعمل ما لا غيبة له بالنسبة لذلك العمل الخاص .
2 ـ تجوز الغيبة للتظلُّم و الترافع الى المحاكم بهدف بيان الواقع الذي قد ينطبق عليه عنوان الغيبة ، قال الله عزَّ و جل : { لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا } ( سورة النساء/148 ) .
3 ـ يجوز ذكر المؤمن بما قد ينطبق عنوان الغيبة عند الاستشارة من الانسان لمعرفة حالة الشخص المذكور ، فللمُشير أن يذكر ما تتحقق به المشورة .