يذكر علماء الشيعة الاثني عشرية كثيراً حب الأنصار لعلي بن أبي طالب، وأنهم كانوا كثرة في جنده في موقعة صفين. فيقال لهم: إذا كان الأمر كذلك فلماذا لم يسلّموا الخلافة إليه وسلّموها لأبي بكر؟!
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "أَرْبَعٌ تُمِيتُ الْقَلْبَ: الذَّنْبُ عَلَى الذَّنْبِ، وَ مُلَاحَاةُ الْأَحْمَقِ، وَ كَثْرَةُ مُثَافَنَةِ النِّسَاءِ، وَ الْجُلُوسُ مَعَ الْمَوْتَى".
يذكر في ما ينقل عن الإمام الخميني الراحل أنه كان يقول: «لو كانت الزهراء رجلاً لكانت نبياً، و ليس أي نبي بل محمداً الخاتم؛ فمقامها أسمى حتى من مقام الأئمة (عليهم السلام) إلا علي (عليه السلام)». فإذا قلنا: إن محمداً (صلى الله عليه وآله) خير الخلق قاطبة، وهي بمنزلته، في حين أن الكفؤ الأوحد على وجه الأرض لها هو علي (عليه السلام)، فهل مقام الأمير مقام الرسول؟ أم أن الرسول أعظم؟
ملفٌ يجمع في طياته ما يقارب (292) موضوعاً متنوعاً و مفهرساً نُشر في موقع مركز الإشعاع الإسلامي ضمن دائرة المعارف الاسلامية بخصوص حياة و سيرة الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام خليفة الرسول و وصيه و صهره و أول أئمة أهل البيت عليهم السلام، و يحتوي أيضاً على بعض ما رُوي عن هذا الامام العظيم من حكم و مواعظ و أحاديث و وصايا، كما و يحتوي الملف على نبذة من حياته الاجتماعية و السياسية و الاحداث المهمة و الحساسة التي جرت فترة حياته المباركة و غيرها من الامور المهمة، و يشتمل هذا الملف على النصوص الدينية المرتبطة بالموضوع و أيضا على أبحاث و دراسات و إجابات معمقة و الرد على الشبهات المطروحة بأقلام هادفة و أمينة لعلماء و كُتاب عدة بغية التسهيل على المراجعين و الباحثين الكرام.
يزعم الشيعة أنّ عليّاً يستحقّ الخلافة بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لحديث: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» ثمّ نجد أنّ هارون لم يخْلَف موسى (عليه السلام) بل خَلَفَه يوشع بن نون؟
إن الشيعة يدّعون: أن النبي (صلى الله عليه وآله)، قد أراد في مرض موته أن يصرح بالوصية للإمام علي (عليه السلام)، وأن يكتب ذلك في كتاب، لكن عمر منعه من ذلك، وقال: إن النبي ليهجر، أو غلبه الوجع، أو ما يقرب من ذلك .. مع أنه ليس في الحديث أن النبي (صلى الله عليه وآله)، قد أراد أن يكتب خلافة الإمام علي (عليه السلام)، فهذا لا يعدو كونه مجرد تخرص ورجم بالغيب من الشيعة أنفسهم، رغبة في التنويه بأمر الإمامة، ولو من غير دليل .. وبذلك تبطل حجتهم هذه .. أضف إلى ذلك: أن النبي (صلى الله عليه وآله)، قد ترك سنة غير مكتوبة، فلماذا يكتب هذا الكتاب؟! .. فهل من جواب على هذا القول وذاك؟! ..
يُقال: إنّ الرسول صلى الله عليه وآله لم يصرّح بأنّ عليّاً عليه السلام خليفة له ـ بمعنى الحكومة ـ إلّا في حديث الدار، مع أنّ الرسول صلى الله عليه وآله لم يكن حينئذٍ يملك بيده أيّ منصب ومقام؟! فلابدّ أن يكون المراد من قوله صلى الله عليه وآله يومذاك: «هو وصيّي ووزيري ...» هو مقام المرشد والمشرف الروحي على الاُمة، لا غير.
لماذا لم يصل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالناس صلاة واحدة في أيام مرض النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الّذي مات فيه ، ما دام هو الإمام من بعده ؟ فالإمامة الصغرى دليل على الإمامة الكبرى .
إننا حين نناقش بعض أهل السنة حول إمامة الإمام علي (عليه السلام)، وما جرى بينه وبين الخلفاء، فإنهم يحتجون علينا بقضية تزويج الإمام علي (عليه السلام) ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب .. ويقولون: لو كانت هناك مشكلة فيما بين الإمام علي (عليه السلام) وعمر، لم يزوجه ابنته أم كلثوم .. كما أنه لو كان عمر قد تجرأ على السيدة الزهراء (عليها السلام)، وضربها، وأسقط جنينها فإن الإمام علياً (عليه السلام)، لا يزوجه بنت السيدة الزهراء (عليها السلام) بالذات، فيؤذي بذلك روح الأم، ويؤذي ابنتها أيضاً .. فهل هذا الاستدلال صحيح؟! . .
تزعم الشيعة: أن أبا بكر وعمر اغتصبا الخلافة من علي وتآمرا عليه لكي يمنعوه منها ..الخ افترائهم. نقول: لو كان ما ذكرتموه حقاً فما الذي دعا عمر إلى إدخاله في الشورى مع من أدخله فيها؟
يزعم الشيعة أن الخلفاء الراشدين كانوا كفاراً، فكيف أيدهم الله وفتح على أيديهم البلاد؟! وكان الإسلام عزيزاً مرهوبَ الجانب في عهدهم، حيث لم ير المسلمون عهداً أعز الله فيه الإسلام أكثر من عهدهم. فهل يتوافق هذا مع سنن الله القاضية بخذلان الكفرة والمنافقين؟! وفي المقابل: رأينا أنه في عهد المعصوم الذي جعل الله ولايته رحمة للناس ـ كما تقولون ـ تفرقت الأمة وتقاتلت، حتى طمع الأعداء بالإسلام وأهله، فأي رحمة حصلت للأمة من ولاية المعصوم؟! إن كنتم تعقلون . .؟!
إن مذهب الشيعة في تكفير الصحابة يترتب عليه تكفير علي ـ «رضي الله عنه» ـ؛ لتخلِّيه عن القيام بأمر الله. ويلزم عليه إسقاط تواتر الشريعة «عليه السلام»، بل بطلانها ما دام نقلتها مرتدين. ويؤدي إلى القدح في القرآن العظيم، لأنه وصلنا عن طريق أبي بكر وعمر وعثمان وإخوانهم. وهذا هو هدف واضع هذه المقالة.
هناك نصوص تتحدث عن أن علياً (عليه السلام) قد هدد عائشة بالطلاق من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حرب الجمل. وبعضها تقول: إنه (عليه السلام) قد طلقها بالفعل، وقال لها: إذهبي، فقد أطلقنا لك في الأزواج. فهل يصح طلاق المرأة بعد وفاة زوجها ؟! أليس الموت كافياً في البينونة ؟! وما معنى قوله تعالى: ﴿ ... وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ... ﴾ ؟
كيف نفسر اختصاص النبي صلى الله عليه وآله بالنبوة .. والإمام علي عليه السلام بالإمامة .. مع ما ورد من أنه عليه السلام، هو نفس الرسول صلى الله عليه وآله، وفق مضمون الآية .. فإذا كان كذلك، فهل كانت الرسالة للنبي صلى الله عليه وآله، من باب الترجح أو الترجيح؟! وهل يدل هذا على فضل الرسول صلى الله عليه وآله، على الإمام علي عليه السلام؟ فكيف يفهم هذا التفضيل، مع كونهما نور واحد، ونفس واحدة؟!