لا شك في إن القلب المشغول بأمور الدنيا ومفاتنها، سيكون غير صالح لاستقبال إشارات عالم الغيب، خلافاً للقلب الصافي المروض، بحيث لا يشغل إلا بمولاه جل وعلا. غير أن المشكلة تكمن في كيفية ضبط الأفكار الواردة، التي قد تأتي دون إرادة الإنسان، إذ كيف له أن يسيطر على عالم الوهم والفكر؟!
إن الحديث عن الصلاة، ولئن كان أمراً شخصياً، فإنه أمر مصيري بالغ الأهمية؛ لما له من دور في بناء الشخصية المسلمة.. إذ معلوم أن الصلاة عمود الدين، كما جاء في الحديث الشريف، وليس بخافٍ على ذي لب مصير البناء إذا ما تهاوى عموده!
المقصود بالخشوع الذي حثَّ عليه القرآن الكريم و دعت اليه الأحاديث الشريفة هو الانقطاع إلى الله عَزَّ و جَلَّ و التوجه القلبي اليه حال الصلاة، مضافاً إلى الخضوع التام المستولي على البصر خاصةً و على كافة أعضاء الأعضاء و الجوارح بصورة عامة.