لقد أنذر النبي المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله ) في حديث معروف بين الفريقـين بـ: "حديث الفرقة الناجية" بافتراق أمته إلى فرق كثيرة و طوائف مختلفة كلها في النار إلا فرقة واحدة، و حذَّر المسلمين من أن يكونوا أتباعاً لغير الفرقة الناجية.
اولا : ولاية علي ( عليهم السلام ) يوم الغدير في 18 من ذي الحجة سنة 10هـ ضمانة الهداية والعمل بالسنة النبوية : تمثل حادثة الغدير المرحلة الاخيرة في بناء المجتمع الاسلامي على عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) وذلك حين بين ( صلى الله عليه وآله ) لأمته ولاية علي ( عليه السلام ) وكونها امتدادا لولاية الله وولاية رسوله وضمانة لمن اراد ان يحافظ على طاعة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ومن ثم المحافظة على الهداية وعدم الوقوع في الضلال ، قال تعالى : ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾
إن وصف الإمام بالعصمة والأعلمية والأفضلية لا يعني الا انهم عباد الله المخلصين الذين شملتهم عناية الله ، وبما ان الله تعالى يعرف عباده أفضل من غيره اختارهم ليكونوا خلفاء يهدون بأمر الله ، وفي الوقت نفسه فانهم عباد الله المكرمون الذين لا يعصونه وينصاعون لأوامره . وعلى ذلك فان من يغالي في حقهم ويخرج عن الحد في وصفهم فقد ضلّ عن سواء السبيل . وطبقاً لما تقدم فان المغالين ليسوا من الشيعة ، وان نسبوا أنفسهم للشيعة . وقد حذر أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) أتباعهم من الإفراط والتفريط والغلو .
معنى النبوة : النبوة وظيفة إلهية و سفارة ربانية يجعلها الله تعالى لمن ينتخبه و يختاره من عباده الصالحين و أوليائه الكاملين في إنسانيتهم ، فيرسلهم إلى سائر الناس لغاية إرشادهم إلى ما فيه منافعهم في الدنيا و الآخرة . ثم إن النبوة تعرف بثلاثة أمور : 1. أن لا يقرر النبي ما يخالف العقل ، كالقول بأن الباري سبحانه أكثر من واحد . 2. أن تكون دعوة النبي إلى طاعة الله و الاحتراز عن معصيته . 3. أن تكون للنبي معجزة يُظهرها عقيب دعواه و يتحدى أمته بتلك المعجزة . معنى الامامة :
يُعتبر حديث الغدير من الأحاديث التاريخية الهامة و المصيرية التي أدلى بها رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) في السنة الأخيرة من حياته المباركة ، و هي من الأحاديث التي تثبت إمامة الإمام امير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) و توجب ولايته على جميع المؤمنين بعد ولاية الله تعالى و ولاية رسوله المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله ) بكل صراحة و وضوح .
الأدلة الواضحة و الصريحة على خلافة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) بعد النبي ( صلى الله عليه و آله ) كثيرة جداً و لا مجال لذكرها هنا تفصيلاً ، لكننا نكتفي بذكر نماذج منها تكفي لإثبات أن خلافة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) الحَقَّة هي لعلي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) حصراً ، و أن علياً هو الإمام و الولي بعد رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) بأمر و تعيينٍ إلهي و نصب و تصريح نبوي في مواضع عديدة .