و السؤالُ المطروحُ هنا هو: لما ذا فقدنا مجدنا التليد و عظمتنا القديمة، و قدرتنا العريقة، و لما ذا آل أمرنا الى هذه النقطة المؤسفة؟ و من هو المسؤول عن هذا الوضع المؤلم؟
رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ): "نَظِّفُوا طَرِيقَ الْقُرْآنِ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَ مَا طَرِيقُ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: "أَفْوَاهُكُمْ". قِيلَ: بِمَا ذَا؟
أَوّلاً : ليست في الآية صَراحة بمسألة الزوجيّة مِن ذكرٍ وأُنثى ( اللِقاح الجنسي ) حسب المُتبادر إلى الأذهان ، فلعلّ المُراد : التزاوج الصنفي أي المتعدّد من كلّ صنف ، كما في قوله تعالى : ﴿ فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ ﴾ أي صِنفان كنايةً عن التعدّد مِن أصناف مُتماثلة ؛ ذلك لأنّ الفاكهة ليس فيها ذكر وأُنثى وليس فيها لِقاح ، إنّما اللِقاح في البذرة لا الثمرة .
رُوِيَ عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) أنَّهُ قال: "مَا مِنْ مُؤْمِنٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ، إِلَّا وَ لِلَّهِ عَلَيْهِ حَقٌّ وَاجِبٌ أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنَ الْقُرْآنِ وَ يَتَفَقَّهَ فِيهِ" ـ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ـ:﴿ ...
قَالَ الإمام جعفر بن محمد الصَّادِق ( عليه السَّلام ): "يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ لَا يَمُوتَ حَتَّى يَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ أَوْ يَكُونَ فِي تَعَلُّمِهِ" 1 .
تُعرف سورة الرحمن بعروس القرآن ، و رقمها حسب تسلسل السور في المصحف الشريف هو ( 55 ) ، و قد رُوِيَ عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السَّلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) أنه قال : " لكلِ شيءٍ عروسٌ و عروسُ القرآنِ سورة الرحمن جَلَّ ذكره " 1 . سبب تسميتها :
و أما سبب تسمية سورة الرحمن بعروس القرآن فهو من باب الثناء على هذه السورة المباركة و إلفات الأنظار إليها .