مجموع الأصوات: 1
نشر قبل 3 أسابيع
القراءات: 206

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

المسؤولية

من الواضح في الشريعة الإسلامية أن المسؤولية هي عبارة عن تكليف يقع على عاتق الإنسان، وهذا المعنى مستفاد من عدد من الآيات والروايات، مثل:﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ﴾ 1، والحديث النبوي: (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته).
والمسؤولية الأولى الملقاة على المسلم هي امتثاله والتزامه لأحكامه الشرعية التي تجب عليه بمجرد البلوغ، وهذا يعني أن قدرة المسلم على تحمل المسؤولية تبدأ بتلك المرحلة، وكلما ترقى المسلم في سلّم الحياة كلما تعددت تكاليفه تبعاً لتعدد العناوين التي يتعنون بها كالمتزوج والمتعلم والتاجر والموظف وما شابه ذلك.

والعنصر المشترك بين كل هذه المسؤوليات هو أن المسلم عليه أن يتعامل معها من موقع كونها أمانة في عنقه، وعليه أن يتحملها بصدق وإخلاص من خلال تأدية حقوقها والتزام واجباتها التي تفرضها عليه، وإذا لم يكن كذلك فهو سيسأل يوم القيامة على ذلك، وعليه فإن كان عدم التزامه بالمهام التي تحت مسؤولية ناتجاً عن قصور، فعليه أن يعترف بذلك ويفسح في المجال لغيره ممن هو قادر للقيام بالمهام،  وإن كان عن تقصير فهو لا شك قد خالف تكليفاً شرعياً، لأن الذي حمّله تلك المسؤولية إنما جعلها  أمانة ووديعة عنده، ومن ائتمن على شيء عليه أن يؤدي الأمانة على الوجه الأكمل.

ولا شك أن أخلاقياتنا الإسلامية الغنية بالإحساس والشعور الإنساني الرفيع لا يمكن أن تسمح لنا بالتساهل أو بالإهمال في أداء مهامنا التنظيمية المنظور إليها على أنها نحو من العبادة طالما أن مضامين تلك المهام تعود بالمنافع الهامة لصالح المسيرة الإسلامية الناهضة في لبنان والمنطقة والعالم.

لهذا نتوجه إلى إخوتنا الكرام من مسؤولي الأقسام المركزية الذين يحتلون مواقع متقدمة ومؤثرة في الجسم التنظيمي العام أن يلتفتوا جيداً إلى أهمية المواقع التي يشغلونها، فهي الواسطة الأساس ما بين الهيئات المركزية والقواعد العريضة في الأمة، وقيامهم بمسؤولياتهم على الوجه الأكمل يساعد كثيراً في تحقيق الأهداف المرجوة ويدفع بالمسير إلى الإمام، كما أن تقاعسهم أو تفريطهم سوف يكون سبباً من أسباب التأخر أو التباطؤ في الوصول إلى الأهداف المتوخاة، مع ما في هذا من خطر داهم نتيجة الظروف الصعبة التي تعيشها الحالة الإسلامية عموماً بسبب قساوة المعركة وضراوتها ضد الكيان الغاصب ومؤامراته بالتنسيق والتأييد الكامل من أمريكا (الشيطان الأكبر)2.