تقيمك هو: 5. مجموع الأصوات: 14
نشر قبل سنة واحدة
القراءات: 1275

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

رسالة الى انصار الحسين "عليه السلام"

هذه الرسالة الموجزة أكتبها بالخصوص إلى أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) صفوة المؤمنين في عهده وزمانه الذين رفضوا أن يتركوا إمامهم وحيداً وقالوا بصوت واحد: (لا طيّب العيش بعدك يا أبا عبد الله الحسين (عليه السلام)).
يا رهبان الليل وليوث النهار، الذين جاهدتم بين يدي سيّدكم لتسقط منكم أحبّ قطرتين إلى الله سبحانه ـ قطرة دمع تذرفونها في جوف الليل شوقاً للقاء الله وخشيةً منه، وقطرة دم تبذلونها دفاعاً عن دين الله وحرمات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بين يدي الإمام الحسين (عليه السلام).
إلى أولئك الأبرار حقاً، الأحرار صدقاً، والمتقون المؤمنون الموالون واقعاً، الذين سطّرتم بجهادكم وشهادتكم العظيمة تاريخ الإسلام العظيم، وتاريخ الأمّة الإسلامية التي قال الله عنها: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ... 1.
إليكم يا أنصار الحسين البواسل، إليكم يا من عرفتم حقيقة وجودكم ووعيتم معنى الحرية الحقيقية فوقفتم مواقف العز والكرامة ورفضتم الخضوع والذلّ كما قال سيّدكم وإمامكم االحسين (عليه السلام): (هيهات منا الذلة...)، وإليكم يا من أدركتم أنّ الدنيا مزرعة الآخرة، ورفعتم شعار مولى المتقين وأمير المؤمنين (عليه السلام): (الحياة في موتكم قاهرين).
إليكم يا رجال الظل، الذين بنيتم مجد الأمّة وعظمتها وخلّدتم دين الله بدمائكم الزكية النقية، وبتضحياتكم المقدّسة لترفعوا راية الحق: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)) عالية خفّاقة مع سيّدكم وقائدكم ووليّكم الإمام الحسين بن علي (عليه السلام).
هنيئاً لكم وبورك فيكم، يا من سهرتم لتنام عيوننا آمنة إلى سلامة دينها ووضوح طريقها وصفاء منهجها، ويا من ظمأتم لنرتوي من معين الإسلام العظيم، ويا من جعتم لنأكل من مائدة أهل البيت ومن أئمتنا (عليهم السلام) ما تشبع به عقولنا وبصائرنا وقلوبنا.
بشهادتكم مع الإمام الحسين (عليه السلام) صار ذكركم خالداً، وصرتم بجهادكم شعاراً لكلّ من ثار بعدكم ضدّ الحكّام الظالمين والمنحرفين، وأصبحتم حجّة الله على كلّ الأجيال عبر العصور، فلم يبق لمتخاذلٍ من عذر، ولا لقاعدٍ من مبرّر، لأنّكم برهنتم بشهادتكم أنّ القلّة تغلب الكثرة ولو بسفك الدماء وبذل المهج وأنّ المبادئ السامية التي يحتويها الإسلام تنتصر بالدماء الممزوجة بالإخلاص والوفاء واليقين بوعد الله بنصر عباده المخلصين.
فسلام الله عليكم حين وُلدتم، وحين استُشهدتم، وحين تُبعثون يوم القيامة، ونسأل الله أن يجمع بيننا وبينكم عند حوض نبينا الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام)2.