حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
ماذا یعنی برهان الامتناع؟
الجواب الاجمالي
إنَّ اللازمة الضروریة لِتعدُّد الوجود هی الاختلاف، وَحیثُ لا یوجد اختلاف بین وجودین اطلاقاً، فلا معنى لوجود التعدُّد
الجواب التفصيلي
تشیر آیه 42 من سورة «الاسراء» إلى واحد من أدلة التوحید والذی یعرف بین العلماء والفلاسفة بعنوان «دلیل التمانع» إذ الآیة تقول للنّبی(صلى الله علیه وآله): قل لهم:﴿ قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ﴾ 1.
وَبالرغم مِن أنَّ جملة ﴿ ... إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ﴾ 1 تفید أنّهم لابدّ أن یجدوا طریقاً یؤدّی بهم إلى صاحب العرش، وَلکن طبیعة الکلام توضّح بأنَّ الهدف هو العثور على سبیل للانتصار علیه ﴿ ... إِلَىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ﴾ 1 خاصّة وأنَّ کلمة ﴿ ... ذِي الْعَرْشِ ... ﴾ 1التی استخدمت بدلا مِن «الله» تُشیر إلى هَذا الموضوع وَتؤکّده. إذ تعنی أنّهم أرادوا أن یکونوا مالکی العرش وحکومة عالم الوجود، لذلک فإنّهم سیحاولون منازلة ذی العرش.
وَمِن الطبیعی هُنا أنَّ کلّ صاحب قدرة یسعى لمدّ قدرته وتکمیلها، لذا فإنَّ وجود عدّة آلهة یؤدّی إلى التنازع والتمانع فیما بینهم حول الحکم والسلطة فی عالم الوجود 2.
هُنا قد یقال: إنّ مِن الممکن تصوّر وجود عِدَّة آلهة یحکمون العالم من خلال التعاون والتنسیق فیما بینهم، لذلک فلیس ثمّة مِن سبب للتنازع بینهم؟!
فی الإجابة على هذا السؤال نقول: بصرف النظر عن أنَّ کلّ موجود یسعى نحو توسیع قدرته بشکل طبیعی، وَبصرف النظر أیضاً عن الآلهة التی یعتقد بها المشرکون تحمل العدید من الصفات البشریة، وأوضحها جمیعاً هی الرغبة فی السیطرة والحکم وتوسیع نطاق القدرة... بغض النظر عن کلِّ ذلک نقول: إنَّ اللازمة الضروریة لِتعدُّد الوجود هی الاختلاف، وَحیثُ لا یوجد اختلاف بین وجودین اطلاقاً، فلا معنى لوجود التعدُّد!! (دَقق جیّداً)3.
- 1. a. b. c. d. القران الكريم: سورة الإسراء (17)، الآية: 42، الصفحة: 286.
- 2. بعض المفسّرین قال: إنّ هَذا الجزء مِن الآیة یعنی أنَّ هناک آلهة اُخرى تحاول أن تقرّب نفسها إلى الله. وَهَذا یعنی أنَّ هَذِهِ الآلهة (الأصنام وَغیرها) الوهمیة عِندما لا تستطیع أن تقرِّب نفسها لله فکیف تستطیع أن تقرّبکم أنتم؟ وَلکن سیاق هَذِهِ الآیة والآیة التی بعدها لا یتواءمان مَع هَذا التّفسیر.
- 3. المصدر: كتاب الامثل في تفسير كتاب الله المنزل، لسماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي دامت بركاته.