حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
مقطوعات شعرية في مدح الإمام المهدي عليه السلام
قصيدة للسيد الحميري رحمه الله
بعد عدوله من مذهب الكيسانية إلى مذهب التشيع ، يخاطب بها الإمام جعفر الصادق عليه السلام وكانت الكيسانية أتباع كيسان يعتقدون أن المهدي الموعود الذي يغيب ثم يظهر هو محمد بن الحنفية .
وتدل هذه القصيدة التي قيلت قبل أكثر من مئة سنة من ولادة الإمام المهدي عليه السلام على أصالة العقيدة فيه ، وأنه يغيب مدة طويلة قبل ظهوره .
أيــــا راكـــباً نحـــــو المدينــــــة جرةً عَذافرةً يُطـــــــوى بهـــا كل سَبْسَبِ
إذا مـا هذاك الله عاينت جعفــــــراً فقـــل لــــوليِّ الله و ابــنِ المهــــذب
ألا يــــــا أمــــينَ الله و ابــــن أميـنه أتــوب إلــى الرحــمان ثــم تــــأوُّبي
إليك من الأمر الذي كنت مطنــباً أحارب فيـــــه جــاهداً كل مُعْرب
إليك رددتُ الأمر غيــــر مخالــــف وفِئْـتُ إلى الرحمان من كل مذهب
سوى مـــــا تراه يــــا بن بنت محمــد فإن بـــه عقــــدي و زلفــى تقـــرُّبي
وما كان قولي في ابـن خَــوْلة مبطناً معـــاندةً منـــــي لنســـــل المطيَّـــب
و لكن روينـــــا عــــن وصي محمــد و مـا كـان فيـما قــال بــالمتـكـذب
بأن وليَّ الأمـــر يفقــــــــد لا يــرى ستـــيراً كـفـعـل الخــائـف المـترقب
فتقســم أمــــوال الفقيـــــــد كأنمــا تغيُّـــبَهُ بيــــن الصفيـــح المنــــصب
فيــمكث حيــــناً ثم ينبـــــع نبعـــــة كنبـعة جــدِّي مـن الأفق كوكب
يســـــير بنصـــــر الله مـن بيت ربــه على ســؤدد منــه و أمر مسبــــــب
يسيــــر إلـــــى أعدائــــه بلوائـــــــــــه فيقـتلــهم قتــــلاً كــحرَّانَ مغضب
فلمــــا روي أن ابــن خـولة غائـــبٌ صرفنــا إليــــه قــولنــا لـم نُكــــذِّب
وقلنا هو المهــــدي والقــــائم الـذي يعيــش بــه مـن عـدله كل مُجدب
فإن قلت لا فالحق قـــولك والـذي أمــرت فحــتمٌ غيـــــرُ مــا متعـصب
و أشــــهد ربي أن قـــــولك حجـــــةٌ على الخلق طراً من مطيع و مذنب
بأن وليَّ الأمر و القـــــائم الــــــذي تطـــــلع نفســـــي نحــــوه بتطــرُّب
لــــــه غيـــــبة لا بد من أن يغيــبهـا فصـــلى عليــه الله مـــن متغيِّــــــب
فيـــــمكث حيــــناً ثم يظهر حيــنـه فيمـــلأ عــدلاً كـل شرق ومغرب
بـــــذاك أدين الله ســـراً و جـهـــرةً و لست و إن عوتبت فيه بمعتب 1
دعبل الخزاعي رحمه الله
من تائية دعبل الخزاعي رحمه الله التي أنشدها بحضرة الإمام الرضا عليه السلام
بكيــــتُ لرســـم الدار مـــن عرفات و أذريتُ دمـعَ العـين بالعبراتِ
وفك عرى صبري و هاجت صبابـتي رسومُ ديــار أقفــرت وعـــرات
مــدارسُ آيـــات خلـــــت من تلاوة و منـزلُ وحيٍ مقفــر العرصات
لآل رســـــول الله بالخيف مـن منـى و بالركن و التعريف و الجمرات
ديار عـليٍّ و الحــــــسينِ و جعفــــــــرٍ و حمزةَ و السـجادِ ذي الثَّفنات
ديـــــارٌ عفـــاها جــــورُ كل منــــابـذ و لم تعفُ للأيام و السنـــــوات
فيـــــا وارثي عــــلم النبـــــــــي و آلَــــه عليــكم ســـلامٌ دائـــمُ النفحات
قفـــــا نســـأل الدار التــي خفَّ أهلُها متى عهدها بالصوم والصلوات؟
و أين الأولى شطتْ بهــم غربةُ النوى أفانينَ فــي الآفــاق مفترقات ؟
هـــمُ أهــل ميراث النبــــيِّ إذا اعتزوا و همْ خيرُ ساداتٍ و خيرُ حماة
مطاعيمُ فـي الإعســـار فـي كل مشهد لقد شَــرُفوا بالفضل و البركات
و ما الناس إلا حاســــد و مكــــذب و مضطغنٌ ذو إحــــنةٍ و ترات
أفاطـــم لو خلــــت الحــــــسين مجدلاً و قد مات عطشـاناً بشط فرات
إذن للطـــــمت الخــد فـاطــــم عـنده وأجريت دمع العين في الوجنات
أفاطـــم قومــي يابنة الخـــير و انـدبــي نجوم سمـــــاوات بــأرض فلاة
قبـــــــور بكـــوفان و أخــرى بطيـــبـة و أخرى بــفخٍّ نـالهــا صـــلواتي
و قبـــــر بـأرض الجـــوزجـــان محــلـه و قبر بباخمرا ، لــــدى الغربات
و قبــــــر ببغــــداد لنفـــــس زكيـــــة تضمنها الرحمن فــــــي الغـرفات
فــأما الممضــــــات التــي لسـت بالغاً مبالغهــــا منـــي بكنــــه صفات
نفوس لدى النهرين مـن أرض كربلا معرســــهم فيــــــها بشط فرات
توفـــــوا عطاشى بالفــــرات ، فليتنـي توفيت فيهم قبل حيـــــن وفاتي
إلى الله أشكــــو لوعــة عنــــد ذكرهم سقتني بكأس الذل و الفظعات
ملامك فــــي أهـــل النبــــــي فإنـهم أحبـاي ، ما عاشوا وأهل ثقاتي
تخيــــرتهم رشــــداً لأمـــــري فإنـــهم عـلى كل حـــال خيرة الخِيَرات
نبــذت إلـــــيهم بالمـــــودة صادقـــــــاً و سلمت نفســي طائــــعاً لولاتي
فيــــا رب زدني مــــن يقيــني بـصيرة وزد حبــهم يا رب في حسناتي
سأبكـــــــيهم مــا حج لله راكـــــــــب و ما ناح قمــــريٌّ على الشجرات
بنفســـــــيَ أنتـــــم مــن كهولٍ وفتية لــــــفك عَنَـاةٍ أو لحمــــــلِ ديات
أحبُّ قصيَّ الرحْـــمِ من أجـل حبكم وأهجر فيـــكم أسرتــي و بنــــــاتي
وأكتـــــم حُبِّيــــكمْ مخــــــافة كاشــح عنيــــد لأهل الحـــق غير موات
فيــــا عيــن بكِّـــيهم وجودي بعبـــرةٍ فقـــد آن للتســكاب وا لهملات
لقد حَفَّـــــتِ الأيام حـــــولي بشــرها و إني لأرجـــو الأمن بعد وفاتي
ألم تر أنـــــي مـــن ثلاثيــــــن حـــجة أروح و أغدو دائم الحســــــرات
أرى فيئــــهم فــــي غيـــرهم متقسماً و أيديهم مـن فيـــئهم صفــــرات
بنات زيــــاد فـــــي القصـــور مصونة وآل رســـــول الله فــي الفلوات
سأبكــــيهم ما ذرَّ في الأرض شـارق ونادى منــادي الخير بالصلوات
و ما طلعـــــت شمس وحان غروبهـا و باللـــيل أبكــيهم و بالغـــدوات
ديــــار رســـــول الله أصبحن بلقــــعاً و آل زياد تســـكن الحــــجرات
و آل رســـــــول الله نحفٌ جســومهم و آل زياد غلــــــــظ القصــرات
إذا و تـــــــروا مــــدوا إلى واتريــهـم أكفا عــــن الأوتــار منقبضات
فلــــولا الــذي أرجوه في اليوم أوغـد تقطع قلبي إثرهـــم حســــــرات
خروجُ إمـــــام لا محـــــــــالةَ خـــارجٌ يقوم على اسم الله و البركـــــات
يُمَـــــــيِّزُ فيـــــنا كـــل حـــقٍ و باطـلٍ و يجزي على النعماء و النقـمات
فيـــا نفـــس طيـبي ثم يا نفس أبشري فـــــغير بعيــــد كل مـــا هو آت
ولا تجزعـــي مــن مُدة الجــــور إننــي أرى قوتي قـــد آذنت بشتــــات
فإن قـــرب الرحمـــن مـن تــلك مدتي و أخر مــن عمري بـطول حياتي
شفيــــتُ ، و لم أتـــرك لنســــيٍ رزية و روَّيُت منـــهم منصلي و قناتي
فــإنـــــي مــن الرحمــــن أرجــو بحبهم حياة لـدى الفردوس غيـر بتات
عســـى الله أن يـأوي لــذا الخلــق إنه إلى كل قـــــــوم دائم اللحظات 2
البهائي العاملي قدس سره
رباعيات للبهائي العاملي قدس سره المتوفى 1031 ه.
يا كــــراماً صــــبرنا عــــنهم محالْ إن حالي من جفاكم شر حــالْ
إن أتى مــــــن حيكم ريحُ الشمال صرتُ لا أدري يميني من شمال
حبــــــذا ريحٌ سرى من ذي سلمْ من رُبى نجدٍ وسَلْعٍ و العَــــــــلَمْ
أذهـــب الأحــــزانَ عنـا و الألم والأماني أدركت و الهــمُّ زال
يا أخــلائي بـــــحَزْوى و العقـيق ما يطيقُ الهجرُ قلبي ما يطيــــــق
هل لمشتـــاق إلـــيكم مــن طريق أم سددتم عنه أبوابَ الوصــــال
لا تلـــوموني عـــلى فَـرْط الضجر ليس قلبي من حديدٍ أو حجـــــر
فاتَ مطلـــــوبي و محبــــوبي هجر والحشا في كل آن في اشتعـــال
من رأي وجـدي لسـكان الحجون قال ما هذا هوى هذا جنــــــون
أيــــها اللُّوامُ مـــــــاذا تبتــــــغون قلبيَ المضنى وعقلي ذو اعتــــقال
يا نزولاً بيـــــن جمــــع و الصـــفا يا كرامَ الحيِّ يا أهلَ الـــــــــــوفا
كان لــــي قلبٌ حمـــــولٌ للجــــفا ضاع مني بين هاتيك التـــــــلال
يـــا رعـــاك الله يــــا ريحَ الصــبا إن تَجُزْ يوماً على وادي قُبــــــــا
سل أُهَيْلَ الحيِّ فــي تـلك الــربا هجرُهم هذا دلالٌ أم مـــــــــلال
جيرةٌ فـــي هجــــرنا قـد أســـرفوا حالنا من بعدهم لا يـــــــــوصف
إن جَفَــــــوْا أو واصلـــوا أتلفــوا حبُّهُمْ في القلب باق لا يـــــــزال
هم كرامٌ ما عليهم مـــــن مــزيد من يمتْ في حبهم يمضي شهــــيد
مثلُ مقتول لدى المـــولى الحميــد أحمديُّ الخلْقِ محمــــودُ الفعـــــال
صــاحبَ العصرِ الإمامَ المنتــظرْ من بمــــــا يأباه لا يجــــري القدر
حــــجةُ الله عــلى كــــــل البشر خيرُ أهل الأرض في كل الخصال
من إليه الكون قــــد ألقى القيادْ مجرياً أحــــــــكامه فيـــــــما أراد
إن تزل عن طوعه السبع الشداد خرَّ منها كل سامي السَّمْكِ عـال
شمسُ أوجِ المجدِ مصباحُ الظلام صفوةُ الرحمن من بين الأنــــــام
الإمــــامُ بـــن الإمامِ بن الإمامْ قطبُ أفلاكِ المعالي و الكــمال
فاق أهـلَ الأرض في عزٍّ وجاهْ وارتقى في المجد أعــــــلى مرتقاه
لو مـلوكُ الأرض حلُّوا في ذراه كان أعلى صفِّهم صــــفُّ النعال
ذو اقتـــدارٍ إن يشأ قلبَ الطباع صيَّرَ الإظلامَ طبـــــعاً للشـــــعاع
وارتدى الإمـــكانُ برد الامتناع قدرةٌ موهوبةٌ مــــن ذي الجلال
يا أمـــينً الله يا شمــــسً الهـدى يا إمامً الخلقِ يا بــحرَ النـــــــدى
عَجِّــلَنْ عَجِّـــــلْ فقــد طال المدى واضمحلَّ الدين واستولى الضلال
هاك يا مــــولى الورى نعمَ المجير من مُواليـك البهائيُّ الفقـــــــــــير
مدحةً يعنـــو لمعنـــــاها جريـــــر نظمها يزري على عقــــد الكلال
يا ولـــيَّ الأمـــر يا كهفَ الرجا مسني الضرُّ و أنــــــــت المـرتجى
و الكريمُ المستجــــــاب الملتــجا غيرُ محتــاج إلى بســــــط السؤال
وسيلة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان عليه السلام
وهي قصيدة للبهائي العاملي قدس سره ، وقد أعجب بها قاضي القضاة بدمشق فأمر الشيخ أحمد المنيني أن يشرحها ، فشرحها سنة 1151 ه . في سبعين صفحة ، وطبع شرحه بمصر في آخر كتاب ( الكشكول ) المنسوب للبهائي ، كما طبع مستقلاً .
سرى البرقُ من نجـــدٍ فجددَ تِذكاري عهـــوداً بحَزْوى و العذيْب و ذي قـــــارِ
و هيَّجَ من أشواقـــــنا كـــــل كامن و أجَّج فـــــي أحشائنــــــا لاهــــبَ النار
ألا يا لُيَيْلاتِ الغوِيـــــــرِ و حاجــــرٍ سُــقيتِ بـــهامٍ مـــن بـــــني المُزْنِ مِدرار
و يـــا جيــــرةً بالمأزمين خيامُـــــهم عليــــكم ســـــلامُ الله مــــــن نازح الدار
خليليَّ مالي و الــــــــزمان كأنــــــما يطـــــالبــــني فــــي كــــل آنٍ بــــــأوْتار
فأبـــــــعدَ أحبــــابي و أخـلى مرابعي و أبــــدلني مـــــن كــل صفــو بأكـدار
و عادلَ بـــي من كان أقصى مَرامه مِن المجـــد أن يسمـو إلى عُشرِ معشـاري
ألم يـدر أنـــــي لا أزالُ لخطــــــــــبه و إن سامــني خسفاً وأرخص أسـعاري
مقامي بفرق الفرقــــــــدين فما الـذي يؤثره مســــعاه فــي خفض مقـــــداري
وأني امرؤٌ لا يــدرك الدهــــر غايـتي و لا تصـــلُ الأيدي إلى ســـــر أغواري
أخالطُ أبناء الزمــان بمقتـضـــــــــــى عقـــولِهِمُ كــي لا يفـــوهـــــوا بــإنكاري
وأظهرُ أنـي مثــــــلهم تستــــــــــفزني صـــــروف الليـــالي باحتـــلاء و إمـــرار
وأني ضـاوِي القلبِ مستــوفزُ الـنهى أُسَـــــرُّ بيُسْـــــر أو أســـاءُ بإعســــــــــار
ويُضجـرني الخطبُ المهــــولُ لقــاؤه و يُطــــربُني الشــــادي بعــودٍ و مزمـــار
وتُصْمي فؤادي ناهدُ الثـدي كاعب بأســـــــمرَ خطــارٍ و أحـــــورً سحَّــــــــار
و أني أسَخِّـــــي بـــــــالدمــوع لـــوقفةٍ عــلى طَــلل بــــــال و دارسِ أحجـــــــار
و ما علمـــوا أني امرؤٌ لا يــــروعــني تَــــوَالي الــــرزايا فـــي عشــي و إبـــكار
إذا دُكَّ طودُ الصبر من وقعِ حادثٍ فطـــودُ اصطبــاري شـــامخٌ غيــــرُ مُنهار
وخطبٍ يزيلُ الروع أيســــــرُ وقــعه كـــــؤودٍ كــــوخزٍ بالأسنـــــة شـــــــعَّار
تلقيتُه و الحتفُ دون لقــــــــــــــائــه بقلـــبٍ و قـــــور فــــي الهـزاهــز صبَّـار
و وجهٍ طليـــــقٍ لا يُمَــــــــلُّ لقـــاؤه و صـــدرٍ رحيـبٍ فــي وُرودٍ و إصدار
و لم أبــدِهِ كي لا يــــــساءَ لــــــوقعه صديقي و يــأسَى من تَعَسُّــــــرِهِ جاري
و معضـــــلةٍ دهمـــــاءَ لا يُهتدى لها طريقٌ و لا يُــهدى إلى ضوئـها الساري
تشــيبُ النواصي دون حل رموزها و يُحـــــجمُ عـن أغــوارها كــل مـغوار
أجَلْــــــتُ جياد الفـــكر في حلباتهـا و وجهـــتُ تلقــاها صــوائــبَ أنظـاري
فأبرزتُ من مستورها كـل غامـض و ثَقَّفْــتُ منــها كــل قسْــــورِ ســــوَّار
أأضرعُ للبلوى وأغضي على القـذى و أرضــــى بـما يـــرضى بــه كلُّ مخوار
وأفرحُ من دهري بــــــــــلذة ساعة و أقنــعُ مــن عيـــشي بقرص و أطمار
إذن لا ورى زَندي ولا عزَّ جانبي و لا بزغــتْ فـــي قِمَّةِ المــــــجدِ أقماري
ولا بُلَّ كـــفي بالسماحِ ولا سّرَتْ بطيــب أحـــاديثي الـركابُ و أخبـاري
ولا انتشرتْ فــــي الخافقين فضائلي و لا كان فـــي المـــهديِّ رائقُ أشعاري
خليــــــفةُ رب العــالمـــــين وظلُّـــــهُ على ســــاكن الغبراءِ مـــن كـــلِّ ديَّار
هــو العروةُ الوثقى الذي مـــن بذيله تمســــــكَ لا يخشـــــى عــــــظائمَ أوزار
إمامُ هدىً لاذَ الزمــــانُ بظـــــــــلِّه و ألقى إليه الدهــــــــرُ مقـــودَ خوَّار
ومقتــدرٍ لـــو كَلَّفَ الصمَّ نُطْقَـــــها بأجــــــذارها فاهـــــتْ إليــــــــه بأجذار
علومُ الورى في جنب أبحرِ علمِــــــهِ كـــــغَرْفَةِ كفٍّ أو كغمـــــــسةِ منــــقار
فلو زار أفلاطــونُ أعتابَ قدســـــه و لم يُعْشِـــــهِ عنهــــا ســـواطـــعُ أنــــــوار
رأى حكمةً قدســيةً لا يشـــــــــوبها شــــــوائبُ أنظــــــارٍ و أدناسُ أفــــــكار
بإشراقها كل العــــوالم أشرقــــــــت لما لاحَ فـي الكونينِ من نورها الســاري
إمامُ الورى طوْدُ النُّهى منبعُ الهدى و صاحــــبُ ســـــرِّ الله فــي هــذه الدار
به العالَمُ السفـــليُّ يسمـــــو و يـعتلي على العالم العلــــــويِّ مــــــــن دون إنكار
و منـه العقــولُ العشر تبـــغي كمالها و ليس عليها فـــــي التعلم مـــــــــن عـــار
همامٌ لــو السبــعُ الطبــــاقُ تطابقت على نقض ما يقضيه من حكمــه الجاري
لنــــكَّسَ من أبراجهــــا كل شامخٍ و سكَّنَ مــــن أفلاكــــها كـــــــلَّ دوَّار
ولا انتشرتْ مــــنها الثـوابتُ خيفةً و عاف الســـرى من سورها كل سيَّـــار
أيا حجةَ الله الـــذي ليــــــس جارياً بغيـــــر الذي يرضـــــاه سابــــــقُ أقــدار
و يا مـن مقاليــــدُ الزمـــان بكفـــه و ناهيكَ مـــــــن مجد بـــه خصُّه الباري
أغث حَــوْزةَ الإيمانِ واعمُرْ ربـوعَه فلم يبـــــــقَ فيــــــها غيـــــــرُ دارسِ آثار
و أنقذْ كتابَ الله مـــن يــد عُـصبة عصــــــوْا و تمادوْا فـــي عتــــوٍّ و إصرار
و أنعشْ قلوبـاً في انتظارك قرَّحت و أضــــجرها الأعــــداء أيَّــــةَ إضجــــــار
و خلِّص عبـادَ الله مـن كل غاشم و طهِّر بـــــــلادَ الله مــــن كــــلِّ كفار
و عجِّلْ فـداكَ العالــــمونَ بأسـرهم و بادرْ عـــلى اســــمِ الله مــــن غير إنظار
تجـدْ من جنـود الله خيــــر كتائب و أكرمَ أعــــوان و أشـــــرفَ أنصـــــــار
بهــم من بني همدان أخلـصُ فتية يخوضـــــــون أغمــــار الوغـــى غيــر فكار
بكل شديدِ البــأس عَبْــلٍ شَمَرْدَل إلـــى الحتـــف مقــدام على الهوْل مصبار
تُحَاذرُهُ الأبـــطال في كل مـوقف و تَرهبُـــهُ الفــــرسانُ فــــــي كل مضمار
أيا صفوةَ الرحمن دونــــك مـدحةً كـــدُرِّ عقـــــودٍ فــــي ترايـــــب أبــــــكار
يهنَّى ابـنُ هاني إن أتــــى بنظيـرها و يعنـــــو لهــــا الطـــــائيُّ مــــن بعد بَشَّار
إليك البــهائيُّ الحقيــــرُ يزفُّـــــــــها كــــغانيــــةٍ ميـــــاســـة القـــــدِّ مِعْــــــطار
تغارُ إذا قيـــستْ لطافـــــة نظمها بنفــــــحةِ أزهــــــــارٍ و نَسْمَـــــةِ أسحــــــار
إذا رُددت زادت قبــــولاً كأنها أحــــاديـــث نـــــجدٍ لا تُمَـــــلُّ بتَــــــكرار
للمرحوم السيد حيدر الحلي قدس سره
مات التصبر في انتظارك أيـــــــها الـحــــيي الشريــعهْ
فانهض فمـا أبقى التحمل غــير أحشــاء جــــــزوعــه
قد مزقت ثوب الأســى وشكت لواصلها القطيعة
فالسيفُ إن به شفاءَ قلوب شيعتِك الوجيعه
فسواهُ منهـم ليس يُنعش هذه النفسَ الصريعه
طالت حبال عواتق فمتى تكون به قطيعه
كم ذا القعود ودينكم هدمت قواعده الرفيعة
تنعى الفروعُ أصولَه وأصولُه تنعى فروعَه
فيه تَحَكَّمَ من أباح اليومَ حوزته المنيعة
فاشحذ شَبَا عضبٍ له الأرواح مذعنة مطيعه
إن يدعها خفتْ لدعوته وإن ثقلت سريعه
واطلب به بدم القتيل بكربلا في خير شيعه
ماذا يُهيجُك إن صبرتَ لوقعة الطف الفضيعه
أترى تجئ فجيعةٌ بأمضَّ من تلك الفجيعه
حيث الحسينُ علـى الثرى خيلُ العدى طحنت ضلوعه
قتلته آلُ أمية ظام إلى جنب الشريعة
ورضيعُهُ بدم الوريد مخضبٌ فاطلب رضيعه
يا غيرة الله اهتفي بحمية الدين المنيعه
وضبا انتقامك جَرِّدي لطَلا ذوي البغي التليعه
ودعي جنود الله تملأ هذه الأرض الوسيعه 3
للمرحوم السيد رضا الهندي قدس سره
فيا مُغِذّاً على وجناءَ مرتعُها قطعُ الفجاج ولمعُ الآل ما تردُ
حِبْ في المسير هداك الله كلَّ فلا عن الهدى فيه حتى للقطا رصد
حتى يُبَوِّءَكَ الترحالُ ناحيةً تُحَلُّ من كَرَبِ اللَّاجي بها العقدُ
وروضةٌ أنجمُ الخضراء قد حسد تْحصباءها ، وعليها يُحمد الحسد
وأرضُ قدس من الأملاك طاف بها طوائفٌ كلما مروا بها سجدوا
فأرخِصِ الدمع من عينين قد غلتا على لهيب جوىً في القلب يَتَّقِدُ
وقل ولم تَدَعِ الأشجان منك سوى قلب الفريسة إذ ينتاشُها الأسد
يا صاحب العصر أدركنا فليس لنا ورد هنئ ولا عيش لنا رغد
طالت علينا ليالي الانتظار فهل يا بن الزكيِّ لليل الانتظار غد
فاكحلْ بطلعتك الغرَّا لنا مُقَلاً يكادُ يأتي على إنسانها الرَّمد
ها نحن مرمى لنبل النائبات وهل يغني اصطبارٌ وهى من درعه الزرد
كم ذا يؤلَّف شملُ الظالمين لكم وشملُكم بيديْ أعدائكم بَدَدُ
فانهض فدتك بقايا أنفسٍ ظفرتْ بها النوائب لما خانها الجلد
هب أن جندك معدودٌ فجدك قد لاقى بسبعين جيشاً ماله عدد 4 5