حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
يختم بعض المتحدثين خطبهم بقولهم (وعلى الله قصد السبيل) فما معنى ذلك؟
1- هذه الجملة مأخوذة من قوله تعالى﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ 1.
2- بعد أن ذكر الله تعالى بعض النعم المادية التي منّ بها على الإنسان، انتقل إلى النعم المعنوية، وهي هدايته إلى الطريق المستقيم.
3- المراد من (قصد السبيل) هو الطريق المستقيم، الذي يوصل سالكيه إلى الهدف والغاية. وفي مقابله تقع الطرق المنحرفة الجائرة.
4- المراد من (وعلى الله) قصد السبيل، أي أنّ الله تعالى قد تعهّد بتوضيح الحق والهدى والصلاح للناس، بأنّ منّ عليهم بالعقل والفطرة وبعثة الأنبياء والرسل، ونصب الأئمة، وإنزال الكتب السماوية وأمثال ذلك، مما يجعل الحق واضحًا جليًا لمن أراد الوصول إلى الحق والهدى. وذلك نظير قوله سبحانه:﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ ﴾ 2.
5- إنما تعهد الله عزّ وجلّ بذلك لا بإلزام من غيره، بل هو سبحانه﴿ ... كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ... ﴾ 3،﴿ ... كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ... ﴾ 4.
6- حيث نجد الكثير من البشر اختاروا الضلالة على الهدى، فلعلّ البعض يتصوّر أنّ الله تعالى مغلوب في تدبيره وربوبيته حيث جعل قصد السبيل، ولم يسلكه الأكثرون، لذا ختمت الآية الكريمة بقوله عزّ وجلّ﴿ ... وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ 5. إذن هذا الاختلاف والانحراف ليس مغلوبية لله سبحانه في تدبيره، ولكن الله أراد أن يكون الإنسان مختارًا ممتحنًا، وهو نظير قوله تعالى يونس: 99﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ... ﴾ 6.
والحمد لله ربّ العالمين7
- 1. القران الكريم: سورة النحل (16)، الآية: 8 و 9، الصفحة: 268.
- 2. القران الكريم: سورة الليل (92)، الآية: 12، الصفحة: 595.
- 3. القران الكريم: سورة الأنعام (6)، الآية: 12، الصفحة: 129.
- 4. القران الكريم: سورة الأنعام (6)، الآية: 54، الصفحة: 134.
- 5. القران الكريم: سورة النحل (16)، الآية: 9، الصفحة: 268.
- 6. القران الكريم: سورة يونس (10)، الآية: 99، الصفحة: 220.
- 7. المصدر: موقع سماحة الشيخ مرتضي علي الباشا حفظه الله.