المراد من (وعلى الله) قصد السبيل، أي أنّ الله تعالى قد تعهّد بتوضيح الحق والهدى والصلاح للناس، بأنّ منّ عليهم بالعقل والفطرة وبعثة الأنبياء والرسل، ونصب الأئمة، وإنزال الكتب السماوية وأمثال ذلك.
مهما غرفنا من غدير كربلاء فلن ينضب ذلك النبع الرقراق، ومهما تعلمنا في تلك المدرسة فلن نستغني عنها أبداً، بل سنظل ندرس فيها إلى الأبد، وذلك لأن سيد شباب أهل الجنة – عليه السلام – هو الأستاذ فيها ليعلم البشرية أسرار الكمال والحياة الأبدية. ومن أبرز العناوين في هذا المضمار عنوان الجهاد. والجهاد في كربلاء له أبعاد وآفاق وأعماق عديدة. ونحن هنا نريد أن نتحدث عن دور التحررعما سوى الله تعالى في استمرار الجهاد.
الحيض والمرأة الحائض من المسائل التي اختلف فيها البشر منذ عهد قديم، فاليهود تفارق النساء في المحيض في المأكل والمشرب والمجلس والمضجع، وفي التوراة أحكام شديدة في الحائض وفيمن يقترب منها، وأما النصارى فلم يكن عندهم ما يمنع الاجتماع بهن أو الاقتراب منهن بوجه، وأما المشركون من العرب القاطنين بالمدينة وحواليها فقد سرى فيهم بعض تعاليم اليهود في أمر المحيض والتشديد في أمر معاشرتهن، أما غيرهم فربما كانوا يستحبون إتيان النساء في المحيض ويعتقدون أن الولد المرزوق حينئذ يصير سفاحاً ولوعاً في سفك الدماء وذلك من الصفات المستحسنة عند العشائر من البدويين أنئذ. ولكن كيف ينظر الإسلام إلى الحيض والمرأة الحائض؟. ولماذا يمنعها عن الصلاة والصيام ولمس القرآن الكريم في هذه الأيام؟ وهل الحائض نجسة كما يعتقد بعض الناس؟.
إذن الغفلة عن الله تعالى هي أوساخ في القلب والروح. وهذه الأوساخ واقعية حقيقية وليست مجازية. بل أوساخ الغفلة عن الله تعالى أشد ضررًا على الإنسان من الأوساخ المادية. فالأوساخ المادية لها أثر محدود زمانًا ومكانًا، أما الغفلة فهي أوساخ روحية تذهب مع الإنسان إلى الآخرة، وتؤثّر بشكل فعّال في درجة شقاوته.
قال الله سبحانه ﴿ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾1. يختلف الناس في علاقتهم بالقرآن الكريم إلى عدة مناهج، ونحن هنا نكتفي بذكر أربعة مناهج: