مركز الإشعاع الإسلامي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
إن من أسباب نزول الرزق و زيادته و حصول الإنفراج الإقتصادي و المعيشي هو الزواج و بناء الأسرة ، فقد قال الله عَزَّ و جَلَّ : { وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [1] .
وَ رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ( صلى الله عليه وآله ) فَشَكَا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ ، فَقَالَ : " تَزَوَّجْ " ، فَتَزَوَّجَ فَوُسِّعَ عَلَيْهِ [2] .
إذن فكلام هذا الزوج ـ سامحه الله ـ غير صحيح و لا يرضي الله جل جلاله ، إذ كيف يمكن أن تكون الزوجة ـ خاصة حال رضاها ـ موجبة لإنقطاع الرزق أو قلَّته ، و يكون سخطها ـ زعلها ـ موجباً لزيادة الرزق خلافاً لما قال الله عَزَّ و جَلَّ و أخبر به المعصومون ( عليهم السلام ) ، إن مثل هذا الكلام ليس إلا من وساوس الشيطان ، و ذنب لا بد الاستغفار لإشتماله على إيذاء الزوجة ، و قد أمر الله تعالى بمعاشرتها بالمعروف .
هذا و لا ينبغي للمسلم أن يُلقي اللوم على غيره كلما تعثر في حياته و واجه مشكلة أياً كان نوعها ، فقد رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) [3] أنه قَالَ : " مِنْ صِحَّةِ يَقِينِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنْ لَا يُرْضِيَ النَّاسَ بِسَخَطِ اللَّهِ وَ لَا يَلُومَهُمْ عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ ، فَإِنَّ الرِّزْقَ لَا يَسُوقُهُ حِرْصُ حَرِيصٍ وَ لَا يَرُدُّهُ كَرَاهِيَةُ كَارِهٍ ، وَ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ فَرَّ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَفِرُّ مِنَ الْمَوْتِ لَأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كَمَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ " [4] .
----------------------------------------
[1] سورة النور ( 24 ) ، الآية : 32 .
[2] الكافي : 5 / 330 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
[3] أي سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
[4] الكافي : 2 / 57 .