السائل:
العمر:
المستوى الدراسي:
الدولة:
المدينة:
ما معنى الحديث التالي و ما هو رأيكم فيه ، و هل له تأويل ، و هل يصح لمذهب أهل البيت أن ... ؟
السوال:
سؤال : ما معنى الحديث التالي و ما هو رأيكم فيه ، و هل له تأويل ، و هل يصح لمذهب أهل البيت أن يكون في كتبهم هكذا حديث ؟ أرجو الاجابة للأهمية و الحديث هو :
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن غالب ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال: خرج رسول الله صلى الله عليه و آله يوم النحر إلى ظهر المدينة على جمل عاري الجسم فمر بالنساء فوقف عليهن ، ثم قال : يا معاشر النساء تصدقن و أطعن أزواجكن فإن أكثركن في النار .
فلما سمعن ذلك بكين ، ثم قامت إليه امرأة منهن فقالت : يا رسول الله في النار مع الكفار؟ ! والله ما نحن بكفار فنكون من أهل النار .
فقال لها رسول الله صلى الله عليه و آله : إنكن كافرات بحق أزواجكن .
الجواب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
الحديث المذكور موجود في كتاب الكافي : 5 / 514 ، و هذا الحديث و كذلك الأحاديث التي تليها في تلك الصفحة و الصفحة التي بعدها هي في مقام حضِّ النساء على السيطرة على عواطفهن و أحاسيسهن لضمان عدم التفريط بإيمانهن لمجرد رؤيتهن ما لا يُرضيهن من زوجها ، حيث أن المرأة بطبيعة حالها حساسة للغاية و قد تأخذ بها الحساسية الشديدة الى مزالق خطيرة و توصلها إلى إتخاذ قرارات خاطئة و مواقف بعيدة عن العقلانية و المصلحة ، و بعيدة عن الروح الايمانية و السلوك المتوقع من المرأة المؤمنة ، فالحديث المذكور ليس إلا تحذيراً للمرأة التي تستسلم لعواطفها و أحاسيسها من دون عقلانية ، و بعيداً عن الالتزام بالتعاليم الدينية و الحقوق الشرعية التي رسمها الاسلام لكل من الزوجين لتقوية دعائم الأسرة الصالحة .
و يؤيد ما أشرنا إليه الحديث الذي يأتي بعد هذا الحديث بفاصل حديثين ، و الذي يفسر هذا الحديث و يؤكد المعنى الذي ذكرناه .
فعَنِ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ـ أي الإمام محمد بن علي الباقر ـ ( عليه السلام ) أنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) : " النَّاجِي مِنَ الرِّجَالِ قَلِيلٌ ، وَ مِنَ النِّسَاءِ أَقَلُّ وَ أَقَلُّ " .
قِيلَ : وَ لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
قَالَ : " لِأَنَّهُنَّ كَافِرَاتُ الْغَضَبِ ، مُؤْمِنَاتُ الرِّضَا " ، ( الكافي : 5 / 515 ) ، أي كافرات في حالة الغضب ، و مؤمنات في حالة الرضا .