نشر قبل 8 سنوات
مجموع الأصوات: 163
القراءات: 29129

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

المناجاة الشعبانية + (فيديو)

المناجاة الشعبانية دعاء كان الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يناجي به الله عزوجل، و كان الأئمّة من ولده عليهم السلام كذلك يناجون الله بهذا الدعاء، و لأنهم كانوا عليهم السلام يناجون الله بها في شهر شعبان لذلك عُرفت بالمناجاة الشعبانية.

و هذه المناجاة تتميز في الفاظها و صياغتها و تشتمل على كلمات قدسية و ألفاظ نوارنية و عرفانية عالية المضامين، و لهذا فإنها تترك آثاراً معنوية عظيمة في قلب الداعي بها.

نص المناجاة الشعبانية

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اسْمَعْ دُعائِي إِذا دَعَوْتُكَ، وَ اسْمَعْ‏ نِدائِي إِذا نادَيْتُكَ، وَ اقْبِلْ عَلَيَّ إِذا ناجَيْتُكَ، فَقَدْ هَرَبْتُ الَيْكَ وَ وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ، مُسْتَكِيناً لَكَ، مُتَضَرِّعاً الَيْكَ، راجِياً لِما تَرانِي‏، وَ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي و تَخْبُرُ حاجَتِي وَ تَعْرِفُ ضَمِيرِي، وَ لا يَخْفى‏ عَلَيْكَ امْرُ مُنْقَلَبِي وَ مَثْوايَ، وَ ما أُرِيدُ انْ أُبْدِئَ بِهِ مِنْ مَنْطِقِي، وَ أَتَفَوَّهُ بِهِ مِنْ طَلِبَتِي، وَ ارْجُوهُ لِعافِيَتِي.
وَ قَدْ جَرَتْ مَقادِيرُكَ عَلَيَّ يا سَيِّدِي، فِيما يَكُونُ مِنِّي الى‏ آخِرِ عُمْرِي، مِنْ سَرِيرَتِي وَ عَلانِيَتِي، وَ بِيَدِكَ لا بِيَدِ غَيْرِكَ زِيادَتِي وَ نَقْصِي، وَ نَفْعِي وَ ضَرِّي.
الهِي انْ حَرَمْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْزُقُنِي، وَ انْ خَذَلْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُنِي.
الهِي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَضَبِكَ وَ حُلُولِ سَخَطِكَ.
الهِي انْ كُنْتُ غَيْرَ مُسْتَأْهِلٍ‏ 1 لِرَحْمَتِكَ، فَانْتَ اهْلٌ أنْ تَجُودَ عَلَيَّ بِفَضْلِ سَعَتِكَ.
الهِي كَأَنِّي بِنَفْسِي واقِفَةٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَ قَدْ أَظَلَّها حُسْنُ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ، فَفَعَلْتَ‏ ما انْتَ اهْلُهُ وَ تَغَمَّدْتَنِي بِعَفْوِكَ.
الهِي إنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أَوْلى مِنْكَ بِذلِكَ، وَ انْ كانَ قَدْ دَنى‏ اجَلِي وَ لَمْ يُدْنِنِي مِنْكَ عَمَلِي، فَقَدْ جَعَلْتُ الإِقْرارَ بِالذَّنْبِ الَيْكَ وسِيلَتِي.
الهِي قَدْ جُرْتُ عَلى‏ نَفْسِي فِي النَّظَرِ لَها، فَلَها الْوَيْلُ انْ لَمْ تَغْفِرْ لَها.
الهِي لَمْ يَزَلْ بِرُّكَ عَلَيَّ أَيّامَ حَياتِي، فَلا تَقْطَعْ بِرَّكَ عَنِّي فِي مَماتِي.
الهِي كَيْفَ آيَسُ مِنْ حُسْنِ نَظَرِكَ لِي بَعْدَ مَماتِي، وَ أَنْتَ لَمْ تُوَلِّنِي الَّا الْجَمِيلَ فِي حَياتِي.
الهِي تَوَلَّ مِنْ امْرِي ما انْتَ اهْلُهُ، وَ عُدْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ عَلى‏ مُذْنِبٍ قَدْ غَمَرَهُ‏ 2 جَهْلُهُ.
الهِي قَدْ سَتَرْتَ عَلَيَّ ذُنُوباً فِي الدُّنْيا وَ انَا احْوَجُ الى‏ سَتْرِها عَلَيَّ مِنْكَ فِي الأُخْرى.
الهِي قَدْ احْسَنْتَ الَيَّ إِذْ لَمْ تُظْهِرْها لأَحَدٍ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحِينَ، فَلا تَفْضَحْنِي يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى‏ رُؤُوسِ الأَشْهادِ.
الهِي جُودُكَ بَسَطَ امَلِي، وَ عَفْوُكَ افْضَلُ مِنْ عَمَلِي.
الهِي فَسُرَّنِي بِلِقائِكَ يَوْمَ تَقْضِي فِيهِ بَيْنَ عِبادِكَ.
الهِي اعْتِذارِي الَيْكَ اعْتِذارُ مَنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ، فَاقْبَلْ عُذْرِي، يا اكْرَمَ‏ مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ الْمُسِيئُونَ.
الهِي لا تَرُدَّ حاجَتِي، وَ لا تُخَيِّبْ طَمَعِي، وَ لا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجائِي وَ امَلِي.
الهِي لَوْ ارَدْتَ هَوانِي لَمْ تَهْدِنِي، وَ لَوْ ارَدْتَ فَضِيحَتِي لَمْ تُعافِنِي.
الهِي ما أَظُنُّكَ تَرُدُّنِي فِي حاجَةٍ قَدْ افْنَيْتُ عُمْرِي فِي طَلَبِها مِنْكَ.
الهِي فَلَكَ الْحَمْدُ ابَداً ابَداً، دائِماً سَرْمَداً، يَزِيدُ وَ لا يَبِيدُ كَما تُحِبُّ وَ تَرْضى‏.
الهِي انْ اخَذْتَنِي بِجُرْمِي اخَذْتُكَ بِعَفْوِكَ، وَ انْ اخَذْتَنِي بِذُنُوبِي اخَذْتُكَ بِمَغْفِرَتِكَ، وَ انْ‏ ادْخَلْتَنِي النَّارَ اعْلَمْتُ أَهْلَها إَنِّي أُحِبُّكَ.
الهِي انْ كانَ صَغُرَ فِي جَنْبِ طاعَتِكَ عَمَلِي فَقَدْ كَبُرَ فِي جَنْبِ رَجائِكَ امَلِي.
الهِي كَيْفَ انْقَلِبُ مِنْ عِنْدِكَ بِالْخَيْبَةِ مَحْرُوماً، وَ قَدْ كانَ حُسْنُ ظَنِّي بِجُودِكَ انْ تَقْلِبَنِي بِالنَّجاةِ مَرْحُوماً.
الهِي وَ قَدْ افْنَيْتُ عُمْرِي فِي شَرَهِ‏ 3 السَّهْوِ عَنْكَ، وَ أَبلَيْتُ شَبابِي فِي سَكْرَةِ التَّباعُدِ مِنْكَ.
الهِي فَلَمْ اسْتَيْقِظْ أَيَّامَ اغْتِرارِي بِكَ وَ رُكُونِي الى‏ سَبِيلِ سَخَطِكَ.
الهِي وَ انَا عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ‏ قائِمٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، مُتَوَسِّلٌ بِكَرَمِكَ الَيْكَ.
الهِي انَا عَبْدٌ اتَنَصَّلُ‏ 4 الَيْكَ مِمَّا كُنْتُ أُواجِهُكَ بِهِ مِنْ قِلَّةِ اسْتِحْيائِي‏ مِنْ نَظَرِكَ، وَ اطْلُبُ الْعَفْوَ مِنْكَ، إِذِ الْعَفْوُ نَعْتٌ لِكَرَمِكَ.
الهِي لَمْ يَكُنْ لِي حَوْلٌ فَانْتَقِلُ بِهِ عَنْ مَعْصِيَتِكَ إِلّا فِي وَقْتٍ ايْقَظْتَنِي لِمَحَبَّتِكَ، وَ كَما ارَدْتَ انْ أَكُونَ كُنْتُ، فَشَكَرْتُكَ بإدْخالِي فِي كَرَمِكَ، وَ لِتَطْهِيرِ قَلْبِي مِنْ أَوْساخِ الْغَفْلَةِ عَنْكَ.
الهِي انْظُرْ الَيَّ نَظَرَ مَنْ نادَيْتَهُ فَاجابَكَ، وَ اسْتَعْمَلْتَهُ بِمَعُونَتِكَ فَاطاعَكَ، يا قَرِيباً لا يَبْعُدُ عَنِ الْمُغْتَرِّ بِهِ، وَ يا جَواداً لا يَبْخَلُ عَمَّنْ رَجا ثَوابَهُ.
الهِي هَبْ لِي قَلْباً يُدْنِيهِ مِنْكَ شَوْقُهُ، وَ لِساناً يَرْفَعُهُ‏ الَيْكَ صِدْقُهُ، وَ نَظَراً يُقَرِّبُهُ مِنْكَ حَقُّهُ.
الهِي إنَّ مَنْ تَعَرَّفَ بِكَ غَيْرُ مَجْهُولٍ، وَ مَنْ لاذَ بِكَ غَيْرُ مَخْذُولٍ، وَ مَنْ اقْبَلْتَ عَلَيْهِ غَيْرُ مَمْلُوكٍ‏.
الهِي إِنَّ مَنِ انْتَهَجَ بِكَ لَمُسْتَنِيرٌ، وَ إِنَّ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ لَمُسْتَجِيرٌ، وَ قَدْ لُذْتُ بِكَ يا الهِي‏ فَلا تُخَيِّبْ‏ 5 ظَنِّي مِنْ رَحْمَتِكَ، وَ لا تَحْجُبْنِي عَنْ رَأْفَتِكَ.
الهِي أقِمْنِي فِي اهْلِ وِلايَتِكَ مُقامَ مَنْ رَجَا الزِّيادَةَ مِنْ مَحَبَّتِكَ.
الهِي وَ الْهِمْنِي وَلَهاً 6 بِذِكْرِكَ الى‏ ذِكْرِكَ، وَ اجْعَلْ هَمِّي‏ فِي رَوْحِ نَجاحِ أَسْمائِكَ وَ مَحَلِّ قُدْسِكَ.
الهِي بِكَ عَلَيْكَ الّا الْحَقْتَنِي بِمَحَلِّ اهْلِ طاعَتِكَ وَ الْمَثْوَى‏ 7 الصَّالِحِ مِنْ مَرْضاتِكَ، فَانِّي لا اقْدِرُ لِنَفْسِي دَفْعاً وَ لا امْلِكُ لَها نَفْعاً.
الهِي انَا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الْمُذْنِبُ وَ مَمْلُوكُكَ الْمَعِيبُ، فَلا تَجْعَلْنِي مِمَّنْ صَرَفْتَ عَنْهُ وَجْهَكَ وَ حَجَبَهُ‏ سَهْوُهُ عَنْ عَفْوِكَ.
الهِي هَبْ لِي كَمالَ الانْقِطاعِ الَيْكَ، وَ أنِرْ أَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها الَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ أَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ، فَتَصِلَ الى‏ مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ وَ تَصِيرَ أَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ.
الهِي وَ اجْعَلْنِي مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاجابَكَ وَ لا حَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَ عَمِلَ لَكَ جَهْراً.
الهِي لَمْ أُسَلِّطْ عَلى‏ حُسْنِ ظَنِّي قُنُوطَ الإِياسِ، وَ لا انْقَطَعَ رَجائِي مِنْ جَمِيلِ كَرَمِكَ.
الهِي انْ كانَتِ الْخَطايا قَدْ اسْقَطَتْنِي لَدَيْكَ فَاصْفَحْ عَنِّي بِحُسْنِ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ، الهِي انْ حَطَّتْنِي الذُّنُوبُ مِنْ مَكارِمِ لُطْفِكَ، فَقَدْ نَبَّهَنِي الْيَقِينُ الى‏ كَرَمِ عَطْفِكَ.
الهِي انْ أَنامَتْنِي الْغَفْلَةُ عَنِ الاسْتِعْدادِ لِلِقائِكَ، فَقَدْ نَبَّهَتْنِي الْمَعْرِفَةُ بِكَرَمِ آلائِكَ.
الهِي انْ دَعانِي إِلَى النَّارِ عَظِيمُ عِقابِكَ، فَقَدْ دَعانِي إِلَى الْجَنَّةِ جَزِيلُ ثَوابِكَ.
الهِي فَلَكَ اسْأَلُ وَ الَيْكَ ابْتَهِلُ‏ 8 وَ ارْغَبُ، أنْ‏ تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ أنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يُدِيمُ ذِكْرَكَ وَ لا يَنْقُضُ عَهْدَكَ، وَ لا يَغْفُلُ عَنْ شُكْرِكَ وَ لا يَسْتَخِفُّ بِأَمْرِكَ.
الهِي وَ الْحِقْنِي بِنُورِ عِزِّكَ الابْهَجِ، فَأَكُونَ لَكَ عارِفاً، وَ عَنْ سِواكَ مُنْحَرِفاً، وَ مِنْكَ خائِفاً مُراقِباً، يا ذَا الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً" 9.

  • 1. مستأهل: أي مستوجب.
  • 2. غمره: أي غطّاه.
  • 3. الشره: شدّة غلبة الحرص.
  • 4. تنصّل من الجناية: خرج و برء.
  • 5. خيّبه: لم يُنِلهُ مطلوبه.
  • 6. الوَلَه: محركة الحزن أو ذهاب العقل حزنا.
  • 7. ثوى بمكان: أقام فيه.
  • 8. الابتهال: التضرّع.
  • 9. إقبال الأعمال (الإقبال بالأعمال الحسنة) : 3 / 296 ، للسيد رضي الدين بن طاووس ، المولود بالحلة / العراق في 15 / محرم / 589 هجرية ، و المتوفى ببغداد سنة : 664 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، طهران / إيران ، سنة : 1367 هجرية شمسية .