حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
تعويذة الحسن و الحسين من زغب جناح جبريل !
وُلِدَ الحسينُ، و نَما و عاشَ طفولته في مهبط الملائكة، حيث تترى صعوداً و نزولاً على جدّه رسول الله صلّى الله عليه و اَله و سلّم ترفده بالوحي، و أنباء السماء، و مغيّبات الأرض.
و إذا حطّتْ طيور الوحي أو طارتْ، فإنّ زَغَبَ أجنحتها لابُدّ أنْ يتناثر في أروقة هذا المكان، و إنّ أهل البيت لابُدّ أنْ يحتفظوا بهذا الزغب ليجدّدوا به ذكريات الرسول و النبوّة.
و الرسول نفسه قد خَصَ الحسن و الحسين بتعويذين جمعَ فيهما من زغب جناح جبريل أمين الوحي، يحملانه معهما ، ليكونا أظهر دليل على ارتباطهما بالسماء.
عن عبد الله بن عمر: كان على الحسن و الحسين تعويذان فيهما من زغب جناح جبرئيل.
و إذا كان في التعويذ دعمٌ معنويّ، فإنّ لجبريل موقفاً آخر مع الحسين خاصّة، إذ كان يدعمُه مادّياً و يبثّ فيه القوّة و الشجاعة، ففي الحديث: أنّ الحسنَ والحسينَ كانا يصطرعان فاطّلع عليّ على النبيّ صلّى الله عليه و اَله و سلّم و هو يقول: ويهاً الحسنَ.
فقال عليّ: يا رسول الله، على الحسين؟
فقال: إنّ جبرئيل يقول: ويهاً الحسين.
إنّه من أجمل المناظر أن يلعب الصغار ببراءة الطفولة، و لكن الأجمل من ذلك أن يكون بمشهد النبيّ الأعظم من جانب، و جبرئيل مَلَك السماء من جانب آخر.
و إذا كان جبرئيل ينفثُ في الحسين روح القوّة و الشدّة و التشجيع، فإنّ ذلك بلا ريبٍ بأمر من السماء إذ أنّ الملائكة الكرام ﴿ ... وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ 1.
و لجبرئيل شأن آخر مع الحسين، أعظم، عندما كان المنبىء عن قتله و شهادته، و المُراسِل الأوّل بأنباء السماء عن كربلاء، بل أتى النبيَ من أرضها بتربة حمراء 2.
- 1. القران الكريم: سورة النحل (16)، الآية: 50، الصفحة: 272.
- 2. الحسين عليه السلام سماته و سيرته: 25، ترجمة شارحة اعتماداً على ما أورده المحدّثُ المؤرّخ الشاميّ ابنُ عساكر في كتابه الكبير (تاريخ دمشق) تأليف: السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي.