حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
لماذا سكت الامام علي عن امر الخلافة بعد وفاة الرسول و لم يسكت على اهل الجمل و صفين ؟
نص الشبهة:
يقول الشيعة سكت عليّ ( عليه السلام ) عن المنازعة في أمر الخلافة بعد وفاة النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أوصاه أن لا يسلّ سيفاً ؟ فلماذا سلَّ السيف على أهل الجمل وصفّين ؟ ولم يسلّه في البداية ؟
الجواب:
لقد أجاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن ذلك في رسالته الّتي ذكرناها مراراً 1 ، وبيّن أسباب عدم إقدامه في اليوم الأوّل الذي أعقب وفاة النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على أخذ حقّه بالقوّة ، ولكن بعد انتخابه واجه المخالفين بالسيف بعد توفر الأنصار والمؤيدين له .
أمّا سبب موقفه الأوّل فقد كانت الأوضاع تتّسم بالحسّاسيّة بحيث لو أقدم عليّ ( عليه السلام ) على المواجهة لتعرّض أصل الإسلام للخطر ، فالقوم قد خيّروه بسلوكهم وطريقة أخذهم زمام الخلافة بين السكوت وبين اقتلاع جذور الدِّين والرجوع إلى دين الآباء والأجداد !!
فبعد وفاة النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يكن لدى الإمام من الأنصار والأعوان ما يكفيه للقيام في وجه غاصبي حقّه والمنقلبين على أمر الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
أمّا موقفه الثاني ـ أي بعد مقتل عثمان ـ فقد اختلف حيث أضحى دم الغيرة والنخوة يغلي في عروق الأنصار والمهاجرين والتابعين ، لأنّهم شاهدوا بأعينهم انحراف الإسلام عن المسار الحقيقي له ، والشخص الوحيد الذي بإمكانه إعادته إلى مساره هو الإمام عليّ ( عليه السلام ) فقط .
وفي هذه الظروف تكون الحجّة قد ألزمت الإمام ( عليه السلام ) ، فقام من أجل وحدة الكلمة وتطبيق العدالة ، وتمكّن خلال مدّة قصيرة من خلافته من إقامة الحكومة النبويّة ، وهو القائل في إحدى خطبه : « لولا حضور الحاضر وقيام الحجّة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء ألا يقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز » 2 3 .