حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
ابو ذر اصدق لهجة
نص الشبهة:
بسمه تعالى
قد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء، ذا لهجة أصدق من أبي ذر.. أو نحو ذلك (راجع: البحار ج10 ص133 وج35 ص323 وج15 ص109 وج22 ص329 و398 و417.). وظاهر هذا القول هو العموم بحيث يشمل النبي (صلى الله عليه وآله) والزهراء، وعلياً والحسن والحسين عليهم الصلاة والسلام، لا سيما وأنه آبٍ عن التخصيص، بملاحظة إيراد الكلام على طريقة النفي والإثبات، وفي مقام بيان مقامه العظيم..
الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
وبعد..
فإنه يمكن أن يجاب عن هذا السؤال بما يلي:
أولاً: إنه إذا كان صدق الخبر هو مطابقته للواقع، فإن من يكون صادقاً في جميع أخباره لا يمكن تفضيله على صادق آخر في جميع أخباره أيضاً، أما لو كان أحدهما قد كذب ولو في مورد واحد، فإن الآخر يكون أصدق منه، فالأصدقية إنما تكون بلحاظ عدد أفراد الخبر حين تتطابق في الصدق أو لا تتطابق..
فإذا كان الإمام علي والسيدة فاطمة والإمامان الحسن والحسين (عليهم السلام) صادقين في كل ما يخبرون به.. فإنه يتساوون في الصدق مع أبي ذر (رحمه الله)، الصادق في جميع أخباره أيضاً.. فيصح القول بأن السماء لم تظل والأرض لم تقل أصدق من أبي ذر..
وإنما أراد الله ورسوله من إعطاء هذا الوسام العظيم لأبي ذر، بيان أنه صادق في كل إخباراته.. حيث سيكذبه بعض الناس!! فتكذيب أبي ذر في أي خبر يأتي به، يساوق تكذيب رسول الله (صلى الله عليه وآله).. وما أعظمها من جرأة، وكفى بها خزياً لأهلها، نعوذ بالله، ونستجير به من هذا الخذلان العظيم..
ثانياً: إنه حتى لو فرض شمول هذه الكلمة بحسب ظاهرها لمثل الإمام علي والسيدة الزهراء والحسنين (عليهم السلام) بل وللنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله).. فإن أدلة العصمة والطهارة لهم صلوات الله وسلامه عليهم، تخرجهم عنها، ليس على طريقة التخصيص من المراد الجدي لهذه الكلمة المباركة، وإن كان ذلك ممكناً ومقبولاً.. بل على سبيل التخصّص، من حيث إن هذه الأدلة على عصمتهم (عليهم السلام)، وأصدقيتهم كانت قائمة وحاضرة، فكل كلام يرد بعدها، فإنه يرد مخصصاً بها من حين إلقائه.. ولا ينعقد له عموم ولا إطلاق بحيث يكون شاملاً لموردها.. بل هو من قبيل ضيق فم الركيّة (أي البئر) فإن المراد: أوْجِدْهُ حين حفرك له ضيقاً، وليس المراد ضَيّقْ الواسع منه..
ويدل على ذلك 1: أنه قد قيل لأبي عبد الله (عليه السلام): أليس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أبي ذر رحمة الله عليه «ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر» قال: بلى.
قال: قلت : فأين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام)؟ وأين الحسن والحسين (عليهما السلام)؟. قال : فقال لي (عليه السلام): كم السنة شهراً؟ قال: قلت: اثنا عشر شهراً. قال (عليه السلام): كم منها حرم؟! قال: قلت: أربعة أشهر.. قال (عليه السلام): فشهر رمضان منها؟! قال: قلت: لا.. قال (عليه السلام): إن في شهر رمضان ليلة أفضل من ألف شهر، إنا أهل بيت لا يقاس بنا أحد..
والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين 2..