حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
احتجاج السنة بكتاب سليم
نص الشبهة:
إن البعض يحتجون علينا ببعض ما ورد في كتاب سليم بن قيس، على أساس أنه قد وصف من قبل علماء الشيعة بأنه أصل من الأصول.. بل لقد وصفوه بأنه كتاب صحيح.. فهل هو صحيح حقاً؟!.. وهل هو أصل من الأصول؟!..
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
أولاً: إن مدح العلماء لكتاب، وقولهم: إنه أصل من الأصول، لا يعني صحة كل كلمة وردت فيه.. بل المراد: أنه مرجع موثوق، يؤخذ منه الحديث، وأن صاحبه من أهل الدقة والوثاقة في النقل، وهو موضع الاعتماد..
ولكن: «وما آفة الأخبار إلا رواتها».. فقد ينقل لنا صاحب الأصل حديثاً سمعه عن شيوخه بلا ريب، ويكون شيخه قد سمعه من غيره بلا ريب أيضاً، وتكون الآفة هي ذلك الغير، أو من روى عنه، أو غيرهما، حيث قد لا يكون دقيقاً ولا أميناً في نقله..
فصاحب الأصل لم يتعهد بأن يكون جميع الرواة الذين هم في سلسلة السند للروايات التي يوردها.. من الثقات والمأمونين..
ثانياً: إنهم حين يصفون الكتاب بالصحة، فإن وصفهم هذا قد يكون ناظراً لمضامينه، وقد يكون ناظراً لنسبته إلى مؤلفه، فيكون منه بمعنى عدم الانتحال، وأن نسبته إلى مؤلفه صحيحة بلا ريب..
وفرق كبير بين الحكم بصحة نسبة الكتاب إلى مؤلفه، ونفي الشك والريب فيه من هذه الجهة، وبين الحكم بصحة جميع ما ورد فيه من أخبار..
كما أن الحكم بصحة ما جاء فيه إنما يلاحظ فيه جانب السند، أما المضمون، فقد يكون هناك ما يمنع من الحكم بصحته، أو ما يمنع من الأخذ به، حتى لو كان صحيحاً مضموناً أيضاً..
والحمد لله رب العالمين 1.
- 1. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الرابعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، السؤال (238).