حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
اذا كان علي موصى بعدم الحرب، فلماذا حارب في الجمل وصفين؟!
نص الشبهة:
إذا قيل للشيعة: لماذا سكت علي «رضي الله عنه» عن المنازعة في أمر الخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ـ وهو كما يدعون منصوص عليه ـ، قالوا: لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصاه أن لا يوقع بعده فتنة ولا يسل سيفاً! فيقال لهم: فلماذا سلّ السيف إذاً على أهل الجمل وصفين؟! وقد مات في تلك المعارك ألوف من المسلمين؟! ومن الأحق بالسيف: أول ظالم أو رابع ظالم أو عاشر ظالم . . . إلخ . .؟! وفي صياغة أخرى للسؤال تقول: لماذا سل علي «رضي الله عنه» السيف في الجمل وصفين ولم يسله في أمر الخلافة المصرح بها كما تزعم الرافضة؟! وأيهما أولى ما وقع بإجتهاد منه «رضي الله عنه» أو ماورد فيه نص صريح كما تزعمون، أليس لكم عقولاً تعقلون بها؟!
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين.. وبعد..
أولاً: إن ما جرى في السقيفة، يختلف عما جرى في الجمل وصفين، ففي أمر الخلافة بعد الرسول «صلى الله عليه وآله» لم يكن لدى علي «عليه السلام» من يقوم معه، وفي حربي الجمل وصفين، كان هو الإمام الذي بايعه الناس، ويرون أن من واجبهم نصره: فلا معنى لقياس أحدهما بالآخر..
ثانياً: قد صرح أمير المؤمنين «عليه السلام» بقوله: «فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد «صلى الله عليه وآله»، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً، أو هدماً تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم هذه» 1.
ثالثاً: إن علياً «عليه السلام» لم يحارب أصحاب الجمل وصفين باجتهاد منه، بل حاربهم بعهد من رسول الله «صلى الله عليه وآله».. ويكفي قوله «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام»: «تقاتل بعدي الناكثين والقاسطين، والمارقين» 2.
وفي الروايات أيضاً: تحذير النبي «صلى الله عليه وآله» لعائشة من أن تكون هي التي تنبحها كلاب الحوأب 3.
وفيها: إخباره «صلى الله عليه وآله» للزبير بأنه سوف يقاتل علياً «عليه السلام» وهو له ظالم 4.
والأحاديث عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» في ذلك كثيرة في كتب المسلمين، ولا سيما كتب أهل السنة.. فالنص الصريح موجود لدى علي «عليه السلام» سواء بالنسبة للخلافة أو بالنسبة لقتال الناكثين والمارقين، والقاسطين.
رابعاً: إن الأمر في الجمل وصفين كان قد استتب له، وبايعه الناس، ووجد الأنصار، فلما نكثت طائفة، وقسط آخرون دافع عن نفسه ودفع الناكثين والقاسطين والمارقين.. ويوم السقيفة لم يكن الأمر كذلك..
وقد قال «عليه السلام»: «لولا حضور الحاضر، وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروُّا على كظة ظالم، ولا على سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز» 5.
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله.. 6.
- 1. نهج البلاغة (بشرح عبده) ج 3 ص 119 الكتاب رقم 62 والسقيفة للشيخ محمد رضا المظفر ص 159.
- 2. راجع على سبيل المثال المصادر التالية: مجمع الزوائد ج6 ص235 وج7 ص238 وج5 ص186 وج9 ص111 والمستدرك للحاكم ج3 ص139 وتلخيص الذهبي (بهامشه)، وأنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج2 ص297 وترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج3 ص172 و 170 و 169 و 165 و 163 و 162 و 160 و 161 و 158 و 159 واللآلي المصنوعة ج1 ص213 و 214 وتاريخ بغداد ج13 ص186 وج8 ص340 و 341 وكنز العمال ج11 ص278 وراجع ص287 و 318 و 343 و 344 وج15 ص96 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج3 ص207 و 345 وج4 ص221 و 462 وج18 ص27 وج6 ص130 وج13 ص183 و 185 وج1 ص201.
وراجع: المناقب للخوارزمي ص125 و 106 و 282 والبداية والنهاية ج7 ص206 و 207 و 305 و 304 وج6 ص217 وفرائد السمطين ج1 ص332 و 285 و 283 و 282 و 281 و 280 و 279 و 150 ومروج الذهب ج2 ص404 والمحاسن والمساوئ ج1 ص68 والغدير وج3 ص192 و 194 وج1 ص337 وذخائر العقبى ص110 عن الحاكمي، والرياض النضرة ج3 ص226 وكفاية الطالب ص168 و 169 ومنتخب كنز العمال (بهامش مسند أحمد) ج5 ص451 و 435 و 437 وج4 ص244 ولسان الميزان ج2 ص446 وج6 ص206 وميزان الاعتدال ج1 ص126 و 174.
وراجع: ينابيع المودة ص104 و 128 و 81 والنهاية في اللغة ج4 ص185 ولسان العرب ج2 ص196 وج7 ص378 وتاج العروس ج1 ص651 وج5 ص206 ونظم درر السمطين ص130 وأسد الغابة ج4 ص33 والجمل ص35 والإفصاح في إمامة علي بن أبي طالب ص82 وإحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص37 و 59 و 79 وج5 ص71 عن مصادر كثيرة تقدمت، وعن: تنزيه الشريعة المرفوعة ج1 ص387.
وراجع: مفتاح النجا (مخطوط) ص68 وأرجح المطالب ص602 و 603 و 624 وموضح أوهام الجمع والتفريق ج1 ص386 وشرح المقاصد للتفتازاني ج2 ص217 ومجمع بحار الأنوار ج3 ص143 و 195 وشرح ديوان أمير المؤمنين للميبدي (مخطوط) ص209 والروض الأزهر ص389. - 3. راجع: بحار الأنوار ج32 ص167 و 168 و 170 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج6 ص218 وقاموس الرجال للتستري ج12 ص206 و 291 والنص والإجتهاد ص430 والجمل لابن شدقم ص42 ولسان العرب ج4 ص209 وتاج العروس ج6 ص301 وغاية المرام ج1 ص243 وج6 ص278 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج32 ص406.
- 4. راجع: الأمالي للشيخ الطوسي ص137 وحلية الأبرار ج2 ص348 ومدينة المعاجز ج2 ص389 وبحار الأنوار ج32 ص204 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص167 وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج11 ص196 وأسد الغابة ج2 ص199 ومناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه الأصفهاني ص245 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص514. وراجع: الاستيعاب (ط دار الجيل) ج2 ص515.
وراجع: العبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص162 والإمامة والسياسة (تحقيق الزيني) ج1 ص68 و (تحقيق الشيري) ج1 ص92 وفضائل أمير المؤمنين للكوفي ص167 وكشف الغمة ج1 ص241 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج2 ص31. - 5. راجع: نهج البلاغة (بشرح عبده) ج1 ص37 وعلل الشرائع ج1 ص51 والإرشاد ج1 ص289 والإفصاح للشيخ المفيد ص46 والأمالي للشيخ الطوسي ص374 والإحتجاج للطبرسي ج1 ص288 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص49 والطرائف لابن طاووس ص419 وكتاب الأربعين للشيرازي ص168 وحلية الأبرار ج2 ص290 وبحار الأنوار ج29 ص499 وتذكرة الخواص (ط النجف) ص125 ونثر الدر ج1 ص275 ومعاني الأخبار ص362.
- 6. ميزان الحق.. (شبهات.. وردود)، السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، الجزء الثالث، 1431 هـ. ـ 2010 م، السؤال رقم (127).