الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ثلاثة يجبرون الصحابة على البيعة !

نص الشبهة: 

كيف يجبر ثلاثة أشخاص هم أبو بكر ، وعمر ، وأبو عبيدة ، من حضر في السقيفة ، وهم الأوس والخزرج على البيعة لأبي بكر ؟! . . بل كيف يجبر هؤلاء الثلاثة ، مئة وعشرين ألفاً كانوا قد حضروا الغدير ، وبايعوا الإمام علياً [عليه السلام] هناك ؟! . .

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
وبعد . .
فإننا بالنسبة للسؤال المذكور ، نقول :
أما بالنسبة إلى المئة وعشرين ألفاً الذين بايعوا الإمام علياً [عليه السلام] ، في الثامن عشر من ذي الحجة في غدير خم بحضور رسول الله [صلى الله عليه وآله] ، فنقول : إنهم لم يكونوا في المدينة حين وفاة رسول الله [صلى الله عليه وآله] ، بل كانوا قد رجعوا إلى بلادهم .
وقد كان القائمون بالانقلاب لا يحتاجون إلى أكثر من إعلام أهل تلك البلاد ، بأنه قد استجدت أمور فرضت على الرسول [صلى الله عليه وآله] ، العدول عن ما كان قرره . . وسارت الأمور باتجاه جديد ، وفقاً لإرادته [صلى الله عليه وآله] ، وتوجيهاته . .
وأما بالنسبة لأهل المدينة أنفسهم ، الممثلين بمن له رأي وموقع من رجال الأوس والخزرج ، فنقول :
أولاً : إن المدينة كانت قرية صغيرة قد لا يصل عدد سكانها بجميع أصنافهم وانتماءاتهم الدينية ، وغيرها . . إلى ألفين أو ثلاثة آلاف ، كباراً وصغاراً ، شيوخاً وشباناً ، ورجالاً ونساء . .
والمسلمون البالغون من جميع هذه الأصناف ، قد لا يصلون إلى الألف في أكثر التقديرات تفاؤلاً . .
ويشير إلى ذلك : ما هو معروف من أن النبي [صلى الله عليه وآله] ، قال : أكتبوا لي كل من تلفظ بالإسلام . فكتب له حذيفة بن اليمان ألفاً وخمس مئة رجل . . وفي رواية أخرى : ونحن ما بين الست مئة إلى السبع مئة 1 .
كما أن الذين بايعوا النبي [صلى الله عليه وآله] ، تحت الشجرة قد كانوا ألفاً وأربع مئة أو خمس مئة ، وقيل ألف وثمان مئة ، على أبعد التقادير . .
وقد كان من بينهم المهاجرون ، وهم يعدون بالمئات أيضاً ، وكان من بينهم أيضاً جماعات من القبائل القريبة من المدينة ، وربما غير هؤلاء ، وأولئك أيضاً . .
ثانياً : إن هؤلاء الثلاثة لم يجبروا أهل السقيفة على البيعة لأبي بكر ، بل ما حصل هو أن أبا بكر قد أوقع الخلاف بين الأوس والخزرج ، بتذكيرهم بإحن الجاهلية ، وخوّف بعضهم من بعض ، ثم بايعه عمر وأبو عبيدة ، وأسيد بن حضير ، وربما بلغ الأمر إلى ثمانية أشخاص ، كما تشير إليه بعض الروايات . . ثم تركوا الأوس والخزرج مختلفين ، وخرجوا مسرعين إلى بيت أمير المؤمنين [عليه السلام] ، في المسجد ، ليفرضوا عليه البيعة ، قبل أن يبلغه الخبر ، ويتكلم بما يفسد عليهم أمرهم . .
وجرى لهم معه ومع السيدة الزهراء [عليها السلام] ما جرى ، وكانوا قد هيأوا بني أسلم ، ليخرجوا على الناس فجأة في الصباح ، ويفرضوا البيعة لأبي بكر بالقوة والقهر ، وصار الناس يسحبون إلى البيعة لأبي بكر في أجواء من الرعب والخوف والإهانة ، لا يحسدون عليها . .
وقد غاب عن هذه البيعة بنو هاشم ، وكثيرون غيرهم . . وقام بها لأبي بكر جماعة من المهاجرين الحاقدين على الإمام علي [عليه السلام] ، وأهل بيته . .
فإجبار الأوس والخزرج على البيعة ، لم يحصل في اجتماع السقيفة ، وإنما حصل في اليوم التالي حينما حضر الألوف من بني أسلم فجأة ، كما ذكرنا .
ولهذا البحث وبيان تفصيلاته المثيرة مجال آخر . .
والحمد لله رب العالمين 2 .

  • 1. راجع : السوق في ظل الدولة الإسلامية ص68 .
  • 2. مختصر مفيد . . ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة الرابعة » ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1423 ـ 2002 ، السؤال (201) .

تعليق واحد

صورة Abdulwahhab Alzaidi

اليوم اكملت لكم دينكم ورضيت لكم الاسلام دينا

كل الذي جرى بعد وفاة الرسول الاعظم ص ينم عن ضعف الايمان وتجذر حب السلطة لدى المجتمع المكي والمدني وان القبلية لازالت طاغية عليهم وهذا ماانسحب على الاجيال اللاحقة