حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
- العصمة - المعصومون - بنات رسول الله - عصمة فاطمة الزهراء - ام كلثوم - رقية - عثمان بن عفان - عقائد الشيعة
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
لماذا لا تكون زوجتا عثمان معصومتين ؟!
نص الشبهة:
لماذا يعطي الشيعة العصمة لفاطمة «رضي الله عنها» ويمنعونها أختيها: رقية وأم كلثوم «رضي الله عنهما»، وهما بضعتان من رسول الله (صلى الله عليه وآله) كفاطمة؟! وفي صياغة أخرى: لماذا تثبتون العصمة لفاطمة «رضي الله عنها» دون أختيها رقية وأم كلثوم «رضي الله عنهما»، أليس ذلك هو التناقض بعينه؟!
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وبعد ..
أولاً: إن معنى التناقض هو أن يتوارد النفي والإثبات على موضوع واحد فتقول:
هذا الشيء موجود، وليس بموجود، في نفس اللحظة والمكان والزمان، ومن جهة واحدة مع وحدة الحمل على القضيتين معاً. وللتناقض شروط عديدة ، منها:
الإتحاد في الموضوع، وفي المحمول، وفي الزمان، وفي الجهة، وفي المكان، وفي الحمل ..
وشروط التناقض هنا غير متحققة، فإن الموضوع مختلف، فإن فاطمة «عليها السلام» غير أم كلثوم، فإذا كانت فاطمة معصومة، بمقتضى آية التطهير، فإن أم كلثوم ورقية غير معصومتين .. كما أن النبي يوسف «عليه السلام» كان معصوماً، ولم يكن كل إخوته معصومين، والنبي آدم «عليه السلام» من قبله كان بعض أولاده معصومين، وبعضهم غير معصومين.
كما أن أحد الأخوين قد يكون غنياً، ويكون الآخر فقيراً، أو يكون أحدهما مؤمناً والآخر كافراً، وأحدهما يكون عالماً والآخر جاهلاً، وأحدهما يكون طويلاً، والآخر قصيراً، وهكذا.
ثانياً: إن آية التطهير وحديث الكساء، قد دلَّا على عصمة فاطمة «عليها السلام»، ولم يرد شيء يدل على عصمة رقية وأم كلثوم ..
كما أن حديث: «إن الله يغضب لغضب فاطمة، ويرضى لرضاها»، وحديث: «من آذاها فقد آذاني ..» يدلان على عصمة فاطمة «عليها السلام»، ولا يدلان على عصمة أم كلثوم ورقية ..
ثالثاً: هناك كلام كثير حول كون رقية وأم كلثوم بنات لرسول الله «صلى الله عليه وآله» أو ربائب له، أما فاطمة فلا يرتاب أحد في أنها بنت رسول الله «صلى الله عليه وآله» ..
وهناك كتب عديدة ألفت حول ذلك، فراجع كتاب: (ربائب الرسول)، وكتاب (القول الصائب في إثبات الربائب)، وكتاب (بنات النبي أم ربائبه)، وكتاب (البنات ربائب) .. وغير ذلك ..
رابعاً: إن الشيعة لا يعطون العصمة لأحد، كما هو ظاهر تعبير السائل، ولكنهم يستكشفونها من كلام الله، أو من النصوص التي وردت عن النبي «صلى الله عليه وآله» المعصوم، أو عن الإمام الذي ثبتت عصمته.
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله .. 1.
- 1. ميزان الحق .. (شبهات .. وردود)، السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، الجزء الثالث، 1431 هـ . ـ 2010 م، السؤال رقم (126).