نشر قبل 5 سنوات
مجموع الأصوات: 54
القراءات: 20146

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

لماذا يسجد الشيعة على تربة مأخوذة من تراب قبر الحسين؟

نص الشبهة: 

لماذا يسجد الشيعة على تربة مأخوذة من تراب قبر الحسين؟

الجواب: 

لقد قام الدليل عند الشيعة الإمامية الإثني عشرية على استحباب وأفضلية السجود على الأرض من غيرها من الأشياء الأخرى التي يصح السجود عليها 1 فتطبيقاً لهذا الاستحباب والأفضلية ولكون المساجد والبيوت غالباً ما تكون مفروشة بما لا يصح السجود عليه اتخذ الشيعة ما يعرف بالتربة 2 يضعونها في موضع سجودهم يسجدون عليها لله سبحانه وتعالى أثناء ممارستهم لعبادة الصلاة، وهم يقتدون في ذلك برسول الله "صلى الله عليه وآله" الذي كان يفضل السجود على الأرض فكان لا يتقيها بشيء أثناء سجوده، ففي مصنف عبد الرّزاق الصنعاني عن عائشة قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم متقياً وجهه بشيء ، تعني في السجود)3.

وعن وائل بن حجر قال: (رأيت النبي إذا سجد وضع جبهته وأنفه على الأرض)4.

وفي لفظ آخر عنه: (رأيت رسول الله صلىى الله عليه [وآله] وسلّم يسجد على الأرض واضعاً جبهته وأنفه في سجوده)5.

بل روي أنّه "صلى الله عليه وآله" كان لا يترك الصلاة على الأرض حتى وإن تبللت بالمطر، فعن أبي سعيد الخدري أنه رأى الطين في أنف رسول الله "صلى الله عليه وآله" وأرنبته من أثر السجود وكانوا قد مطروا بالليل 6.

وفي رواية أخرى يقول أبو سعيد: (رأيت رسول الله صلىى الله عليه [وآله] وسلّم يسجد في الماء والطين حتى رأيت أثر الطين في جبهته)7.

وقال ابن تيمية الحراني: (ولا كان – النبي- يصلي على سجادة بل كان يصلي إماماً بجميع المسلمين يصلي على ما يصلون عليه ويقعد على ما يقعدون عليه لم يكن متميزاً عنهم بشيء يقعد عليه لا سجادة ولا غيره، ولكن يسجد أحياناً على الخميرة وهي شيء يصنع من الخوص صغير يسجد عليها أحياناً لأن المسجد لم يكن مفروشاً بل كانوا يصلون على الرمل والحصى، وكان أكثر الأوقات يسجد على الأرض حتى يبين الطين في جبهته)8.

وليس استحباب وأفضلية السجود على الأرض عن غيره من الأشياء التي يصح السجود عليها مختص بالتراب المتخذ من تراب قبر الإمام أبي عبد الله الحسين "عليه السلام" بل لمطلق التراب، ولذلك يسجد الكثيرون من الشيعة على تربٍ من غير تراب قبر الإمام الحسين "عليه السلام"، نعم يفتي فقهاء الشيعة بأفضلية السجود على التراب المتخذ من قبر الإمام الحسين "عليه السلام" عن غيره من التراب المتخذ من سائر البقاع والأماكن، وقد كان الإمام جعفر بن محمد الصادق "عليه السلام" يسجد على تراب من تراب قبر الإمام الحسين "عليه السلام" فعن معاوية بن عمار قال: ( كان لأبي عبد الله الصادق "عليه السلام" خريطة ديباج صفراء فيها تربة أبي عبد الله الحسين "عليه السلام" فكان إذا حضرت الصلاة صبّه على سجّادته وسـجد عليه، ثم قال: السجود على تربة الحسين "عليه السلام" يخرق الحجب السبــع)9.  10

  • 1. يقول السيد السيستاني دام ظله: (يعتبر في مسجد الجبهة أن يكون من الأرض أو نباتها غير ما يؤكل أو يلبس، فلا يصح السجود على الحنطة والشعير والقطن ونحو ذلك.

    نعم لا بأس بالسجود على ما يأكله الحيوان من النبات، وعلى النبات الذي لا يؤكل بنفسه بل يشرب الماء الذي ينقع أو يطبخ فيه كأصل السوس وعنب الثعلب، وورد لسان الثور وورق الشاي، كما يصح السجود على ورق الكرم بعد أوان أكله، وعلى قشر الجوز أو اللوز بعد انفصاله عن اللب، وعلى نواة التمر وسائر النوى حال انفصالها عن الثمرة.

    ويصح السجود على القرطاس المتخذ من القطن أو الكتان دون المتخذ من غيرهما مما لا يصح السجود عليه كالحرير، والسجود على الأرض أفضل من السجود على غيره، وأفضل من الجميع التربة الحسينية على مشرفها آلاف التحية والسلام) (المسائل المنتخبة صفحة 147).

  • 2. وهي عبارة عن تراب قد تم مزجه بالماء ووضع في قالب وترك حتى تماسكت أجزاؤه بعضها ببعض وجف منه الماء فيكون على شكل قرص من التراب.
  • 3. مصنف عبد الرّزاق 1/397.
  • 4. أحكام القرآن 3/ 272.
  • 5. مسند أحمد 4/317 حديث رقم: 1884، تحفة الأحوذي 2/125، المعجم الكبير 22/29.
  • 6. مسند أحمد 3/94، مصنف عبد الرزاق 2/181، أحكام القرآن للجصاص 3/272.
  • 7. مسند أحمد 3/60، صحيح البخاري 2/254، مسند أبي يعلى 2/387.
  • 8. كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه 21/118.
  • 9. وسائل الشيعة 5/366.
  • 10. نقلا عن الموقع الرسمي لسماحة الشيخ حسن عبدالله العجمي حفظه الله.