اهتمت الشّريعة الإسلامية الغرّاء بالأسرة اهتمامًا كبيرًا، فوضعت العديد من التشريعات من أجل المحافظة على استقرارها وحمايتها من التفكك والانهيار، ومن ذلك أنّها جعلت لنشوز الزّوجة علاجًا يحفظ للأسرة تماسكها حيث أعطت الزّوج الأسلوب الذي عليه أنْ يتعامل وفقه مع زوجته الناشز.
حدّثنا ابن نمير، حدّثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله «صلّى الله عليه وآله وسلّم»: «إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا بعدي؛ الثقلين، وأحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبلٌ ممدودٌ من السّماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض.
كثيرة هي العوامل التي تكون سببًا لانحراف الشّباب، وأعني بانحراف الشّباب هو تجاوزهم على تعاليم الدّين والتّمرد على القيم والأعراف والعادات الحسنة التي يكون عليها المجتمع الذي يعيشون فيه .. فما نشاهده عند بعض الشّباب من ارتكابهم للمخالفات الشّرعية، وممارستهم للجرائم والذّنوب، ورفضهم للقيم والآداب والعادات الحسنة وتمردهم عليها، كل ذلك له أسبابه، حيث تشترك في إحداثه مجموعة من العوامل، بل إنّ العامل الواحد منها قد يكون كافيًا في دفع الشّاب إلى الجنوح والانحراف، ومن ذلك وقت الفراغ.
ومن طرق حديث الثقلين الصحيحة ما رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في كتابه المعرفة والتاريخ، فقال: (حدّثنا يحيى، قال: حدّثنا جريـر، عـن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضّحى، عن زيد بن أرقم، قال: قال النبي «صلّى الله عليه وآله وسلّم»: «إنّي تارك فيكم ما إنْ تمسكتم به لن تضلّوا؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض»)
وممن رواه من الصّحابة، الصّحابي عمران بن حصين، أخرج روايته العديد من علماء أهل السنة، وممن أخرجها أبو عيسى الترمذي في سننه، فقال: (حدّثنا قتيبة، قال: حدّثنا جعفر بن سليمان الضّبعي، عن يزيد الرّشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين، قال: بعث رسول الله «صلّى الله عليه وآله وسلّم» جيشاً، واستعمل عليهم عليَّ بن أبي طالب، فمضى في السّريّة فأصاب جارية، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله...
روى حديث الولاية عن النبي «صلّى الله عليه وآله» العديد من الصّحابة، ومنهم الصّحابي عبد الله بن عبّاس، أخرج روايته العديد من علماء أهل السّنة، وممن أخرجها ضياء الدّين محمّد بن عبد الواحد الحنبلي المقدسي، في كتابه «الأحاديث المختارة»، فقال:(وأخبرنا أبو جعفر الصّيدلاني، أنّ أبا علي الحدّاد أخيرهم - وهو حاضر - أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا عبدالله بن جعفر، أخبرنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبو داود الطّيالسي، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن عبدالله بن عبّاس، أنّ رسول الله «صلّى الله عليه وآله وسلّم» قال لعلي: «أنت وليُّ كلِّ مؤمن بعدي»)
ليس الشيعة وحدهم من ذهب إلى اختصاص آية التطهير بأصحاب الكساء «عليهم السلام»، وإنما جمهور علماء أهل السنة قالوا بذلك، قال ابن حجر في كتابه الصواعق: (أكثر المفسرين على أنّها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين لتذكير ضمير عنكم وما بعده) 1.
يعتقد الشيعة الإمامية الإثنا عشريّة أنّ الإمام القائم مقام النبي «صلى الله عليه وآله»، والذي يخلفه على أمته ويكون القيّم على الأمّة من بعده، يجب أنْ يكون أفضل الرّعيّة مطلقًا، لأنّ الإمام مقدّم على الجميع، فإذا كان هناك من هو أفضل منه لزم من ذلك تقديم المفضول على الفاضل، وهو قبيح عقلًا وسمعًا.
قال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام»: «إنّ الله تبارك وتعالى طهّرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه، وحجته في أرضه، وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا، لا نفارقه ولا يفارقنا».
هذه بعض النصوص الصحيحة والصريحة في دلالتها على أنّ النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» قد حدد المرادين بأهل البيت في آية التطهير فيه وفي من جمعهم معه تحت كسائه، وأنّ آية التطهير نزلت فيهم.
يذهب الشيعة الإمامية الإثنا عشريّة إلى أنّ الخليفة والإمام القائم مقام النبي يجب أنْ يكون منصوصًا عليه من قبل الله سبحانه وتعالى، فهم مجمعون على أنّ منصب الإمامة كمنصب النبوّة منصب إلهي، بمعنى أنّ الله سبحانه وتعالى هو الذي يختار من يراه مناسبًا لشغل هذا المنصب، وليس للنّاس دخل في هذا الاختيار ولا هو من اختصاصهم.
إن عبد الله بن سبأ الذي يحاول خصوم الشيعة إلصاقه بهم قد اختلفت أراء الباحثين والمحققين حول شخصيته من حيث حقيقتها وتحديد هويتها، فذهب البعض إلى أنه شخصية مختلقة لا وجود لها في الخارج لها.