الغدر شيمة حزب الشيطان

بعدما استولى ابن زياد على الكوفة أرسل إلى مسلم بن عقيل ــ رسول الامام الحسين عليه السلام ــ ليقبضوا عليه ، فلم يستسلم مسلم بن عقيل بل قاتلهم قتال الابطال.
لما قتل مسلم منهم جماعة نادى إليه محمد بن الأشعث يا مسلم لك الأمان.
فقال مسلم : و أي أمان للغدرة الفجرة ، ثم أقبل يقاتلهم و يرتجز بأبيات حمران بن مالك الخثعمي‏ :
يوم القرن أقسمت لا أقتل إلا حرا ، إلى آخر الأبيات ، فنادى إليه أنك لا تكذب و لا تغر ، فلم يلتفت إلى ذلك و تكاثروا عليه بعد أن أثخن‏ بالجراح‏ ، فطعنه رجل من خلفه فخر إلى الأرض فأخذ أسيرا.
فلما دخل على عبيد الله لم يسلم عليه.
فقال له الحرسي : سلم على الأمير.
فقال له : اسكت ، يا ويحك و الله ما هو لي بأمير.
فقال ابن زياد : لا عليك سلمت أم لم تسلم فإنك مقتول.
فقال له مسلم : إن قتلتني فلقد قتل من هو شر منك من هو خير مني.
ثم قال ابن زياد : يا عاق و يا شاق خرجت على إمامك و شققت عصا المسلمين و ألقحت الفتنة.
فقال مسلم : كذبت يا ابن زياد ، إنما شق عصا المسلمين معاوية و ابنه يزيد ، و أما الفتنة فإنما ألقحها أنت و أبوك زياد بن عبيد عبد بني علاج من ثقيف ، و أنا أرجو أن يرزقني الله الشهادة على يدي شر بريته 1.

  • 1. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 44 / 357 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ،  سنة : 1414 هجرية.