نشر قبل 6 أشهر
مجموع الأصوات: 10
القراءات: 748

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

مفتاح خزائن الدنيا و الاخرة بيدك تفتحها متى شئت !

مما أوصى به الامام أمير المؤمنين عليه السلام إبنه الحسن المجتبى عليه السلام في أهمية الدعاء و المسألة و طلب الحوائج من الله العلي القدير : " ...  وَ اعْلَمْ أَنَّ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ خَزَائِنِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ قَدْ أَذِنَ بِدُعَائِكَ وَ تَكَفَّلَ بِإِجَابَتِكَ وَ أَمَرَكَ‏ أَنْ‏ تَسْأَلَهُ‏ لِيُعْطِيَكَ‏ ، وَ هُوَ رَحِيمٌ لَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ تَرْجُمَاناً ، وَ لَمْ يَحْجُبْكَ عَنْهُ وَ لَمْ يُلْجِئْكَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ إِلَيْهِ لَكَ ، وَ لَمْ يَمْنَعْكَ إِنْ أَسَأْتَ التَّوْبَةَ  ، وَ لَمْ يُعَيِّرْكَ بِالْإِنَابَةِ ، وَ لَمْ يُعَاجِلْكَ بِالنَّقِمَةِ ، وَ لَمْ يَفْضَحْكَ حَيْثُ تَعَرَّضْتَ لِلْفَضِيحَةِ ، وَ لَمْ يُنَاقِشْكَ بِالْجَرِيمَةِ ، وَ لَمْ يُؤْيِسْكَ مِنَ الرَّحْمَةِ ، وَ لَمْ يُشَدِّدْ عَلَيْكَ فِي التَّوْبَةِ ، فَجَعَلَ النُّزُوعَ عَنِ الذَّنْبِ حَسَنَةً  ، وَ حَسَبَ سَيِّئَتَكَ وَاحِدَةً وَ حَسَبَ حَسَنَتَكَ عَشْراً ، وَ فَتَحَ لَكَ بَابَ الْمَتَابِ وَ الِاسْتِئْنَافِ‏  ، فَمَتَى شِئْتَ سَمِعَ نِدَاءَكَ وَ نَجْوَاكَ ، فَأَفْضَيْتَ إِلَيْهِ بِحَاجَتِكَ‏  وَ أَنْبَأْتَهُ عَنْ ذَاتِ نَفْسِكَ وَ شَكَوْتَ إِلَيْهِ هُمُومَكَ وَ اسْتَعَنْتَهُ عَلَى أُمُورِكَ وَ نَاجَيْتَهُ بِمَا تَسْتَخْفِي بِهِ مِنَ الْخَلْقِ مِنْ سِرِّكَ‏  .
ثُمَّ جَعَلَ بِيَدِكَ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِهِ ،  فَأَلْحِحْ‏  فِي الْمَسْأَلَةِ يَفْتَحْ لَكَ بَابَ الرَّحْمَةِ بِمَا أَذِنَ لَكَ فِيهِ مِنْ مَسْأَلَتِهِ ،  فَمَتَى شِئْتَ اسْتَفْتَحْتَ بِالدُّعَاءِ أَبْوَابَ خَزَائِنِهِ ، فَأَلْحِحْ وَ لَا يُقَنِّطْكَ إِنْ أَبْطَأَتْ عَنْكَ الْإِجَابَةُ فَإِنَّ الْعَطِيَّةَ عَلَى قَدْرِ الْمَسْأَلَةِ ، وَ رُبَّمَا أُخِّرَتْ عَنْكَ الْإِجَابَةُ لِيَكُونَ أَطْوَلَ لِلْمَسْأَلَةِ وَ أَجْزَلَ لِلْعَطِيَّةِ ، وَ رُبَّمَا سَأَلْتَ الشَّيْ‏ءَ فَلَمْ تُؤْتَاهُ وَ أُوتِيتَ خَيْراً مِنْهُ عَاجِلًا وَ آجِلًا ، أَوْ صُرِفَ عَنْكَ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ ، فَلَرُبَّ أَمْرٍ قَدْ طَلَبْتَهُ فِيهِ هَلَاكُ دِينِكَ لَوْ أُوتِيتَهُ ، وَ لْتَكُنْ مَسْأَلَتُكَ فِيمَا يَعْنِيكَ مِمَّا يَبْقَى لَكَ جَمَالُهُ أَوْ يُنْفَى عَنْكَ وَبَالُهُ ، وَ الْمَالُ لَا يَبْقَى لَكَ وَ لَا تَبْقَى لَهُ ، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ تَرَى عَاقِبَةَ أَمْرِكَ حَسَناً أَوْ سَيِّئاً أَوْ يَعْفُوَ الْعَفُوُّ الْكَرِيمُ "1.

  • 1. تحف العقول : 75 ، لأبي محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني من فقهاء القرن الرابع الهجري / باب ما روي عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام .