حينما قال السيد المسيح كلمته البليغة، وحكمته الأبدية، في قاموس كرامة الإنسان: ”ليسَ بِالخُبزِ وَحدَه يَحيْا الإِنْسان بل بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِن فَمِ الله“.. جاءت لترسخ منهجاً قائماً بالعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بين البشر عموماً، وبين أبناء الوطن الواحد بوجه خاص؛ لأنَّ العدالة هي الأهم لحياته وبقائه.
لقد عزم الإمام الحسين على رفض الصلح بكل مستوياته؛ لأنّ المرحلة التي كان يتحرك فيها، لا تستجيب لأية مصلحة إسلامية في الصلح، خلافاً للمرحلة السابقة التي عاشها مع أخيه الإمام الحسن في حربه مع معاوية، وهذا مما يجعل من مسألة النتائج الخطرة أمراً طبيعياً جداً.
عند بلوغ سن الرشد والزواج، يصبح الفارق بين القدرات الشرعية لكل من الرجال والنساء أشد وضوحاً. فمن وجهة نظر إسلامية، يعتبر الراشد شخصاً مسؤولاً على الصعيدين القانوني والأخلاقي، بلغ النضج جسدياً ويتمتع بعقل سليم ويمتلك الأهلية للتعاقد والتصرف بالممتلكات، وخاضعاً للقانون الجنائي.
قال تعالى ﴿ ... إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ... ﴾1.
نعيش هذه الأيام أوقاتاً عصيبة من تاريخ أمتنا العربية والإسلامية، التي أنهكتها الخلافات المذهبية والطائفية، بسبب سوء فهم الدين، والمتاجرة به، وظهور الأفكار المتطرفة، إضافة إلى سوء الأحوال الاقتصادية، وتفشي النظام الرأسمالي البغيض، الذي يقوم على سوء توزيع الثروة.
نجد شريحة كبيرة من الناس يتبع في حياته رضى نفسه وما تهواه، من خلال غرائزه أو مصالحه الشخصية أو من خلال مشاعره العاطفية، فالأساس في حركته أن يلبي رضى نفسه، من دون النظر لرضى الله تعالى.
وهناك شريحة كبيرة منهم، كلّ همّه أن ينال رضى الناس عنه؛ فالأساس في حركته أن يحقق أطماعه أو أحلامه عندهم، بحيث تتصل شهوته أو أطماعه بالآخرين...
نجد شريحة كبيرة من الناس يتبع في حياته رضى نفسه وما تهواه، من خلال غرائزه أو مصالحه الشخصية أو من خلال مشاعره العاطفية، فالأساس في حركته أن يلبي رضى نفسه، من دون النظر لرضى الله تعالى.
وهناك شريحة كبيرة منهم، كلّ همّه أن ينال رضى الناس عنه؛ فالأساس في حركته أن يحقق أطماعه أو أحلامه عندهم، بحيث تتصل شهوته أو أطماعه بالآخرين.
القرآن الكريم يشير إلى المعنى المتجذر في علاقة ارتباط الإنسان بوطنه «دياره» فيقول الله سبحانه: ﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ... ﴾1، وكان يقال: ”لولا حب الناس الأوطان لخسرت البلدان“.
من الصعب جداً ذلك؛ لأنّ رسالة التربية هي إصلاح ما يفسد من الطفل أو إدخال الفكرة القيمة إلى وجدانه بحسب ما تستوعب إدراكاته وأحاسيسه، وبطبيعة الحال فإنّ هذه العملية قد تحتاج إلى ما يشبه تشخيص العقاقير لأي مرض كان، بحيث يدور الأمر بين أن نترك الطفل نهباً للمرض الذي يهدد شخصيته أو أن نقسو عليه بطريقة مدروسة لتخليصه منها.
تكتسب مرحلة الطفولة أهمية بالغة في تشكيل بعض معالم شخصية الولد المستقبلية، فهو يخضع لأنماط من السلوك والعادات والخبرات التي تعيش في عمق شخصيته وتساهم في بنائها وصياغتها..
فالطفل يمتاز في هذه المرحلة بسرعة التلقي والتقليد والامتصاص الذاتي، بحيث يستطيع اختزان الكثير من المشاعر والأحاسيس والأفكار والعادات والتقاليد بالسرعة التي لا يستطيع الإنسان الحصول عليها بعد تجاوز هذه المرحلة.
في الإنسان غرائز ودوافع وأهمها الغريزة الجنسية والتي تحدث تغييرات وتحولات في حياة الإنسان، حيث إنّ بروزها على شكل شهوة، والإشباع المشروع لتلك الشهوة هو السبب في وجود واستمرارية الحياة. والإسلام لا ينظر إلى هذه الغريزة كرذيلة أو قبح أو قذارة أو قلق، لكي يتعامل معها كذنب. فالرؤية الإسلامية ترى أنها جوهر التربية الحياتية ورونقها.
الإنسان لا يعيش وحده، وإنّما يعيش في وسط اجتماعي، يتأثر به، ويؤثر فيه، وأي عملية تربوية تفصل في سياستها ما بين الإنسان كفرد وبين وسطه الاجتماعي، أو تغفل التأثيرات المتبادلة فيما بينهما، تبقى عملية ناقصة وغير جديرة بالنجاح.
للطفولة معناها الحيوي في عملية تأسيس الشخصية الإنسانية وتقويتها وتنميتها وغرس البذور الطاهرة النقية فيها.. وإعدادها للتحول إلى عنصر فاعل منتج يمارس دوره في بناء الحياة على أساس ثابت.
ولذلك كان الاهتمام الإنساني الدائم بالأطفال؛ لكونهم المؤهلين لإحداث أي تغيير أو تثبيت دعائمه، والتأكيد على أنّ العلم في الصغر والتربية خلاله، تعني التثبيت لكل القيم والمفاهيم والأفكار التي يراد التأكيد عليها.
قال رسول الله ﷺ: ”أدبّوا أولادكم على ثلاث خصال: حبّ نبيكم، وحبّ أهل بيته، وقراءة القرآن“.
وبأسانيد معتبرة صحيحة عن الإمام الرضا ، عن آبائه، عن رسول الله ﷺ، قال: ”إذا كان يوم القيامة نادى مناد: يا معشر الخلائق غضّوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد“.
وقف الإمام الحسين ليعالج مرضاً أصيبت به الأمة وهو «هو حالة انعدام الإرادة وانعدام وضوح الطريق»؛ ووصل ذلك عبر سلسلة من الإزاحات:
• استسلمت الأمة بعد الرسول لعهد «الخلافة الراشدة» وتحقيق نظرية ”المفضول على الفاضل“، بحسب رؤية فريق من المسلمين، وأبعد المجتمع عن المسار الإلهي لولا وجود علي وقتها، بحسب رؤية فريق آخر.
تحدثنا في الحلقة السابقة عن متطلبات مرحلة الطفولة من الأبوين ليكونوا عناصر فعّالة في المحيط الاجتماعي، ونكمل هنا بذكر المطلب الثاني: التركيز على حب النبي وأهل بيته:
قال رسول الله ﷺ: ”أدبّوا أولادكم على ثلاث خصال: حبّ نبيكم، وحبّ أهل بيته، وقراءة القرآن“.