وُلد عام : 1343 هـ في مدينة نجف آباد ، في محافظة إصفهان بإيران .
أنهى دراسته الابتدائية في مسقط رأسه ، ثم دخل الحوزة العلمية في إصفهان عام : 1360 هـ لدراسة مرحلة المقدمات .
انتقل سنة : 1365 هـ الى الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة لإكمال دراسته ، فأتمَّ دراسة مرحلة السطوح العالية في الفقه و الأصول و الفلسفة و علم الكلام و التفسير .
بالتزامن مع دراسته في الحوزة العلمية اشتغل بالتدريس و التحقيق و التأليف و تربية طلبة العلم .
ان الجيمع يعلم بالوضع المؤسف الذى تعانى منه البلاد الاسلامية، فالاُمةُ الاسلاميةُ الكبرى و الواحدة تمزّقت، و تحولّت الى بلادٍ و دويلاتٍ صغيرةٍ و ضعيفةٍ. و فى كل بلد من هذه البلاد طواغيت من الذين باعوا أنفسهم للاجانب، و هم لا يعتقدون بالاسلام، يحكمون الناس. لقد تركوا الأحكام و القوانين و المناهج الاسلامية الحيوية، و هم يحكمون الناس بالقوانين و المناهج الطاغوتية، المخالفة للاسلام و المستوردة من طواغيت الشرق او الغرب.
يا حماة الاسلام ان اعداء الاسلام سلبوا منكم البلد الاسلامى فلسطين، و المسجد الاقصى اولى القبلتين،واعتدوا على البلد الاسلامى العراق، و مع كل هذا ألا تشعرون بالخطر؟! يا قادة الامة الاسلامية لماذا لا تمسكون بزمام قيادتكم بايديكم؟ لماذا لا تدعون الناس الى الجهاد و الانتفاضة؟
الإمام فرد کامل يؤمن بکلّّ العقائد الإلهية و يجسّد کلّّ القيم الأخلاقية الرفيعة ويمثّل الشريعة بکلّّ أحکامها. والإمام محلّ الفيض الإلهي و انعکاسه عن عالم الغيب إلي عالم الشهادة الإنسانية، و قيادتها في مسيرة التکامل.
احتدم الجدل في سقيفة بني ساعدة حول مسألة الخلافة و شخص الخليفة وأبدي کلّّ فريق حججه و أدلّته في إثبات حقّه و محأوّلة حسم الصراع في صالحه، و دارت المناقشات الحامية التي ندر فيها استخدام لفظ الإمام، فيها نجد کلمات أخري کثُر استخدامها من کلا الفريقين؛ من قبيل: الأمر، أوّلو الأمر وأحقّ بالأمر، و صاحب الأمر.
يقول البعض باستحالة المعجزة أساساً، و ان کل ظاهرة طبيعية لابد من و جود علّة ما وراءها، فمن الثابت عقلا ً ان کل شيء يستقي وجوده من سلسلة من العلل و ان هناك ارتباطاً ًقائما ً بين العلّة و المعلول و ان لکل معلول علّة خاصّة من نفس السنخ و ان قانون العلّية شامل يحکم العالم و الوجود بأسره، و انّه ليس هناك استثناء.
يطلق العرب على القذارة الظاهرية و النجاسة اسم الرجس، و على الإثم والمعصية و وسوسة الشيطان کذلك؛ فقي«أقرب الموارد» تعني القذارة و النجاسة والذنب الذي يجرّ إلى العذاب أيضا.
لقد تظافرت الأحاديث حول ضرورة الامام في حياة البشرية و استمرار النوع الإنساني، فکلّّاهما دالّ علي الآخر، و قد بلغت کثرة الأحاديث في هذا المضمار حدّا ً يمکن القول أنّها متواترة قطيعة الصدور
ومن هنا يتبيّن ان المراد من أولى الأمر الذين أوجب القرآن الکريم طاعتهم هم الائمة المعصومين لانّهم منزهون عن الخطيئة و الخطأ و هم امناء الوحي ومعادن الرسالة.
و ربّّّما يصبح خليفة للنبي و لکنّه ليس بإمام، و هذا ما أشار اليه القرآن الکريم في قوله تعالى مخاطبا ًسيّدنا إبراهيم (عليه السلام):﴿ ... إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ... ﴾1.
قد يتساءل البعض قائلاً: لماذا هذا الإصرار على تفسير أولي الأمر بالمعصومين، في حين يمکن إطاقه علي کلّّ من بيده زمام الأمور، و أنتم تقولون کيف يمکن تصوّر من بيده مقاليد الأمر أن يکون غير معصوم لاحتمال الخطأ في أحکامه و مناقضتها لأحکام الشرع؟
من نافلة القول إنّه لا شك في ضرورة القانون في الحياة الاجتماعية، ولکن السؤال هنا: ماهو القانون الذي يکفل سعادة الإنسان الحقيقية؟ ماهو القانون الذي من شإنه أن يدير المجتمعات بصورة سليمة؟ ما هو القانون الذي يمنع حدوث العدوان و انتهاك حقوق الإنسان؟
تعدّ الطريقة التي يتمّ فيها انتخاب الإمام من أقدم المسائل التي أثارت جدلا ً في الأوساط الإسلامية، و هي المسألة التي انشعب عندها الصرح الإسلامي الى فرقتين شيعة و سنّة.
عن حسين الأشقر قال: قلت لهشام بن الحکم: ما معني قولکم: إن الامام لايکون إلا معصوماً ؟ قال سألت أباعبدالله عن ذلك فقال: المعصوم هو الممتنع بالله من جميع محارم الله و قد قال الله: ﴿ ... وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾1.
سبق و أن يحثنا في هذه الآية بعض المسائل التي لا داعي لتکرارها هنا، وفيما يلي نبحث المقطع الذي يتساءل فيه إبراهيم عن نصيب ذريته من الإمامة، فجاء الجواب الإلهي قائلاً: ﴿ ... يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾1.
ان من الثابت فقط هو ان الأئمة خزّان علم الله و حملة علوم الرسالة و هو أمرضروري في استمرار الدين و مسؤولية إقامة حکم الله، فکل ما يتصل بإرشاد الناس و هدايتهم الي جادّة الحق متوفر لدي الامام و إلّا انتقت طاعته و بالتالي انتقاء الحجّة الله علی الناس؛ وما عدا هذا فلم يثبت؛ إذ ليس من الضروري أن يکون الامام طبيبا ً أومهندسا ً أورياضياً ًأو غير ذلک.
وعن الصادق (عليه السلام) أيضا ً قال: نحن شجرة النبوّة، و بيت الرحمة، و مفاتيح الحکمة، و معدن العلم، و موضع الرسالة، و مختلف الملائکة، و موضع سر الله، ونحن وديعة الله في عباده، ونحن حرم الله الأکبر، ونحن ذمة الله، ونحن عهدالله، فمن و في بعهدنا فقد وفي بعهدالله، و من خفرها فقد خفر ذمّة الله».
ان السحر لا يملك رصيداً من الحقيقة و عمل الساحر ينصبّ فقط في الهيمنة على الحواس والذهن فتبدو الأوهام حقائق، و هذا ما يتجلّي واضحاً في قصّة سيّدنا موسى مع سحرة فرعون، فلقد ألقي السحرة حبالهم و عصيهم و جاءوا بسحرٍ عظيم علي حدّ تعبير القرآن الکريم فبدت تلك الحبال و العصى لمن يراها أفاعي تسعى و تتلوي. ولکن الحقيقة کانت غير ذلك فالسحر يؤثر علي الحواس فقط، و لذا قال القرآن الکريم:﴿ ... فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ﴾1.