إنّ روايات الكافي على أربعة أقسام عند الشيعة : 1 ـ صحيحة 2 ـ موثّقة 3 ـ حسنة 4 ـ ضعيفة . وتقسيم الشيعة لروايات أهمّ كتاب عندهم ( الكافي ) دليلٌ على واقعيّتهم ، لأنّه لا يوجد بين يدي البشر كتاب صحيح إلاّ القرآن الكريم . أمّا سائر الكتب الأُخرى فيجب أن تبقى مورد تحقيق وتأمّل من قبل العلماء .
أن الشيعة لم يفرقوا أمة محمد صلى الله عليه وآله، وإنما العكس هو الصحيح، لأنا نقول: (إنكم مسلمون)، وأنتم تقولون: (إن الشيعة مشركون)، ونحن نقول عندما نذكركم: (إخواننا أهل السنة)، وأنتم تقولون: (الرافضة لعنهم الله)، ونحن نصلي خلفكم، وأنتم لا تصلون خلفنا، ونحن نتودد إليكم، وأنتم تستبيحون دماءنا، ونحن نرى صحة الزواج منكم، ونستحل ذبيحتكم، وأنتم لا تجوزون الزواج منا، وتحرمون ذبائحنا، فمن هو المفرق لأمة محمد يا أولي الألباب؟
أولاً : إن زيارة المشاهد المشرفة إن كانت مشروعة ، فإن عدم فهم بعض الناس لها ، وخطأهم في التعامل معها لا يوجب إلغاء مشروعيتها . . بل يوجب السعي لرفع مستوى فهم الناس ، وإزالة الغشاوة عن أعينهم .
ثانياً : إن الشيعة الإمامية يزورون المشاهد المشرفة منذ مئات السنين ، ولم نر أحداً منهم قد ضل عن السبيل بسبب ذلك ، وعبد ذلك القبر أو عبد صاحبه ، وكل ما يدَّعى مما هو خلاف ذلك ، لا يستند إلى دليل .
نحن نؤمن بأن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد زار بعض القبور أيضاً .. وأنه خاطب بعض الموتى، وأخبر أصحابه بأنهم يسمعون ما يخاطبهم به، ولكن لا يقدرون على رد الجواب. من أجل ذلك كله .. وسواه مما ورد في كتب جميع المسلمين، وهو كثير .. صار المسلمون من أتباع أهل البيت «عليهم السلام»، وكذلك سائر المسلمين من غيرهم، باستثناء أتباع ابن تيمية ـ وهم شرذمة قليلون ـ يزورون القبور.
جاء توقيع من الإمام عليه السلام: «إن الله تعالى هو الذي خلق الأجسام، وقسَّم الأرزاق، لأنه ليس بجسم، ولا حال في جسم، ليس كمثله شيء، وهو السميع العليم. وأما الأئمة عليهم السلام، فإنهم يسألون الله تعالى فيخلق، ويسألونه فيرزق، إيجاباً لمسألتهم، وإعظاماً لحقهم».
إن الحديث عن العصمة طويل ، ومتشعب ، وهي ـ بلا شـك ـ عصمة اختيارية ، أساسها العقل الكامل ، والتوازن في الشخصية ، وقضاء الفطرة ، والعلم بالله وبآياته ، والمعرفة التامة بشرائعه وأحكامه ، ومع ذلك كله اللطف ، والرعاية الإلهية ، والتسديد الرباني . . على قاعدة : ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ .
ان الاستدلال بالتوراة على مسألة إمامة أهل البيت ( عليهم السلام ) لم تكن من ابتداع المتأخرين بل هو استدلال قديم دأب علماء الشيعة على ذكره ضمن الادلة الاخرى على الامامة .. مما يدل على الائمة الاثني عشر (عليهم السلام) ما ذكر في السفر الاول من قصة إسماعيل قوله عز وجل (وقد أجبت دعاءك في إسماعيل وقد سمعتك ما باركته وسأكثره جدا جدا وسيلد اثني عشر عظيما اجعلهم أئمة كشعب عظيم).
أقول : يشنع عثمان الخميس هنا على الشيعة لقولهم بالتقية ، وكأن القول بها من مختصات الشيعة الإمامية الإثني عشرية ، لم يشاركهم في القول بها غيرهم من المسلمين ، وكأنه لم يأت بها الدين الحنيف ، ولم ينزل من الله عزّ وجل في تشريعها شيء.
إن البحث في مقامات أهل البيت من أهم فوائده انغراس النور المعرفي في قلب الإنسان المؤمن؛ حيث إن أهل البيت أنوار، والتبحر والتعمق في فهم معالم هذا النور لكل معصوم من هؤلاء المعصومين ، ومدى سعة وجوده يزيد في انشراح الصدر ويزيد في تعلّق القلب بهذه الأنوار العظيمة ، وتعلق القلب بهذه الأنوار العظيمة وانشراح الصدر بمقامات هذه الأنوار العظيمة يكون سبباً في ترشح نور من أنوارهم على قلب الإنسان.
إنّ إطاعة اللّه سبحانه لها موضوعية، وأمّا إطاعة الرسول فمأخوذة على نحو الطريقية، ونحن إنّما نطيع الرسول لأنّ إطاعته هي عين إطاعة اللّه سبحانه وطريق إليها لا أنّها شيء آخر. و في النبوة والرسالة المجردتين عن الإمامة تكون إطاعة الرسول هي عين إطاعة اللّه سبحانه، ولا يوجد ـ أبداً ـ نوعان من الطاعة، ولكن حينما يرتقي الرسول إلى مقام الإمامة وينال وسام النصب الإلهي لمنصب الإمامة، يكون حينئذ له حقّ الأمر والنهي، وتكون له طاعة مستقلة .
إذا نظرنا إلى جميع المذاهب الإسلامية نجد أنها تتفق مع بعضها في الخطوط العامة للإسلام، في الجانب العقدي والجانب الفقهي، ولذلك كانت جميعا منضوية تحت لواء الإسلام، وبهذا التشابه الكبير صارت كلها مذاهب إسلامية، ولكن الخلاف فيما بينها إنما هو في التفريعات والتفاصيل، واختلافها في تلك التفاصيل كثير جدًّا، وهذا ما جعلها مذاهب مختلفة فيما بينها. وإذا نظرنا مرة ثانية إلى تفاصيل تلك العقائد والأحكام نجد أن عقيدة الشيعة الإمامية عقيدة متينة لا تتعارض مع ظواهر القرآن الكريم، كما لا تتنافى مع حكم العقل والطبع، بخلاف عقائد باقي المذاهب الأخرى، فإن فيها ما لا يرتضيه العقل، وما لا يتناسب مع الطبع والفطرة. وبإلمامة سريعة في عقائد الشيعة الإمامية يتضح للقارئ الكريم صحة ما قلناه.
دعونا يا أدعياء . . دعوا الإسلام يضمد جراحه ، و يؤلّف شتاته . . دعوا المسلمين يُجمعوا أمرهم ، و يوحّدوا كلمتهم ، و يثبّتوا أقدامهم . . دعونا يا أدعياء . . دعوا دين الله يأسُ جراحه التي تركتها المناحرات الشديدة بين أبنائه ، و الغارات اللئيمة من أعدائه . دعوا الغيارى من أنصار الله ، و حملة الحقُّ ، تنبه الراقدين ، و تدعو الشاردين ، فقد هدّد الحق ، و أنذرت الكرامة ، و اقتحمت الحدود ، ولم يبق مساغ للغفلة ، ولم يبق مجال للإبطاء . دعوا أنصار الله الغيارى تجمع أوصال الأمةِ المتفرقة ، و تؤلفّ قواها المبعثرة ، و تسمعها ـ من جديد قولة الله ( تعالى ) في كتابه العزيز :
زواج المتعة زواج شرعي صرح به القرآن الكريم حيث قال الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ ... فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ... ﴾ 1 . و لا شكَّ في أنَّ صحابة رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و المسلمون تزوجوا متعة عملاً بهذه الآية سنوات عديدة حتى نهى عن ذلك عمر بن الخطاب باجتهاده الشخصي و عاقب عليها فخاف الناس و تركوها، و رغم إدعاء البعض بأن آية المتعة قد نُسخت، لكن الصحيح أنها لم تُنسخ لا بالقرآن و لا بالسُنة. فقد أخرج البخاري عن عمران بن حصين، قال: نزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ولم ينزل قرآن يحرمها ولم ينه عنها حتى مات ( صلى الله عليه و آله ) قال رجل برأيه ما شاء. 2 .
إن وصف الإمام بالعصمة والأعلمية والأفضلية لا يعني الا انهم عباد الله المخلصين الذين شملتهم عناية الله ، وبما ان الله تعالى يعرف عباده أفضل من غيره اختارهم ليكونوا خلفاء يهدون بأمر الله ، وفي الوقت نفسه فانهم عباد الله المكرمون الذين لا يعصونه وينصاعون لأوامره . وعلى ذلك فان من يغالي في حقهم ويخرج عن الحد في وصفهم فقد ضلّ عن سواء السبيل . وطبقاً لما تقدم فان المغالين ليسوا من الشيعة ، وان نسبوا أنفسهم للشيعة . وقد حذر أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) أتباعهم من الإفراط والتفريط والغلو .
الْمُتْعَةُ نَزَلَ بِهَا الْقُرْآنُ الكريمُ وَ جَرَتْ بِهَا السُّنَّةُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) و هذا أمر ثابت لا نقاش فيه ، و حلال محمدٍ ( صلى الله عليه و آله ) حلال إلى يوم القيامة و حرامه حرام إلى يوم القيامة ليس لأحدٍ أن يغيَّره أو يبدّله .