شكلت ثورة الإمام الحسين انعطافة كبيرة في تاريخ ومسيرة الأمة، ونهضة في العقول والأفكار، وصدمة في النفوس والقلوب، ولذلك لم يقتصر أثرها على اللحظة التاريخية التي وقعت فيها؛ بل امتد تأثيرها إلى كل العصور والأزمان, يستلهم منها الأحرار في العالم مفاهيم العدالة والحرية والحق والخير.
قد كثرت التساؤلات في الآونة الأخيرة، خصوصاً بعد الانفتاح العلمي والتواصل الفكري عبر المواقع الإلكترونية؛ وما ذلك إلّا لأنّ أذهان بعض مَن تطلَّع إلى هذا اللفظ تصور أنّه تعبير أدبي بُولِغ فيه للتعبير عن حصول الثواب لمَن يقيم المآتم على سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
من الخطباء من إذا حضرت لديه تفاعلت نفسك عاطفياً، وذرفت دموعك من أماقيها، وهاجت عبرتك، ليطهُر قلبك، وتصفو نفسك، فالبكاء على الإمام الحسين غالي وثمين، وآثاره على النفس لا حصر لها حين يكون ذلك البكاء نابعاً من قلبٍ طاهرٍ ونقي. ولا يخلوا مجلس هؤلاء الخطباء من موعظةٍ أو حديث في السيرة الحسينية أو مراجعةٍ لمسألةٍ شرعية مما يجعلها مجالس للذكر والإحياء والبكاء في آنٍ واحد.
في تاريخ المجتمعات البشرية هناك أحداث متميّزة بعمق تأثيراتها، وسعة انعكاساتها على رقعة الزمان والمكان، وفي تاريخنا الإسلامي تبرز نهضة الإمام الحسين ، وشهادته في كربلاء، سنة 61هـ، كحدث فريد متميّز، لا يزال الاحتفاء به والتفاعل معه يتجدّد في محيط بشري واسع كلّ عام، بأعلى درجات التفاعل، رغم مرور أربعة عشر قرنًا على وقوعه، ويتجلّى التفاعل الأبرز في أيام ذكرى هذا الحدث، في العشرة الأولى من شهر محرم الحرام، مطلع كلّ عام هجري.
ثمة دروس أساسية تطلقها ثورة الإمام الحسين عبر الأجيال والتاريخ. ولعل من أهم هذه الدروس، هو ضرورة العمل على صيانة الكرامة الإنسانية، ورفض كل محاولات امتهانها ومسخها. فعاشوراء الحسين ، تربطنا ارتباطا جوهريا بقيمة الكرامة. وتعلمنا أن الإنسان أو المجتمع الذي تمتهن كرامته وتهدر حقوقه الإنسانية، عليه العمل والسعي لإزالة الذل وصيانة الكرامة الإنسانية والمحافظة على حقوق الإنسان.
ان قيام الامام الحسين (ع) ونهضته الالهية هي امتداد لرسالة الانبياء، وفي كل فصل من فصول كربلاء درس وعبرة قد استلهمت من تاريخ الرسل والانبياء والمصلحين. وما أشبه قيام سيد الشهداء الامام الحسين عليه الصلاة والسلام برسالة موسى (ع) من عدة وجوه ومن عدة نواحي.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾1 هذه الآية الكريمة هي خاتمة سورة آل عمران. وهذه السورة تتحدث عن الأمة الاسلامية كتجمع مبدئي يتمحور حول الايمان بالله والحق.
إنّ إحياء ذكرى عاشوراء هو للعبرة والإتّعاظ وتوضيح الدرس العملي والتطبيق لآيات كتاب الله الآمرة بالثورة على الحاكم الظالم ولو من موقع إسلامه العام، فمجرد كون الحاكم مسلماً لا يمنع من القيام ضدّه لتصحيح مسار الأمور عندما ينحرف بها عن جادة الإستقامة والهداية والعدل والحق، ولذلك نرى القرآن يصرّح بأن من لم يحكم بما أنزل الله فهو الكافر والفاسق والظالم.
منذ صدور هذا الكتاب الذي أثار جدلاً واسعاً في وقته و لزمن طويل داخل الفكر الغربي، و المؤلفات و الدراسات التي تبشر بنهاية الغرب أو بسقوطه واضمحلاله و تراجعه، أو بهذه النزعة التشاؤمية بأقسامها الثقافية والتاريخية كما وصفت في الكتابات الغربية، لم تتوقف أو تنحسر، بل ظلت في حالة من الاستمرارية و التراكم والتعدد، في الحقب و الأزمنة المتلاحقة، ومن مختلف المصادر و المنابع الفكرية.
لا يخفى على الباحث الخبير أنّ الثورة التي قادها الإمام الحسين (عليه السلام) ضدّ الحاكم الجائر "يزيد بن معاوية" مغتصب الخلافة الإسلامية وراثةً عن أبيه كانت ثورة هادفة إلى إصلاح مسيرة الأمة بعد الفساد الذي طرأ عليها، وكانت قمة الإنحراف قد حصلت وتحقّقت من خلال استلام يزيد للخلافة وإدارة شؤون الأمة الإسلامية مع ما هو عليه من مواصفات الكفر والنفاق والزندقة والإنحراف عن الصراط المستقيم.
يعد المنبر الحسيني من أقوى الوسائل التبليغية، وأكثرها تأثيراً في الجمهور، كما يجتذب المنبر -وخصوصاً في العشرة الأولى من شهر محرم الحرام من كل عام- ملايين الناس من مختلف بقاع الدنيا بما لا يستطيع أي ملتقى علمي أو محفل ثقافي أن يجتذب إليه مثل هذا العدد الضخم، ومن مختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية.
لقد توقفت العلوم الاجتماعية والإنسانية كثيراً أمام ظاهرة العنف، دراسة وتوصيفاً وتحليلاً. دراسة لمعرفة كيف تنشأ هذه الظاهرة وتتطور وتتجذر، وتوصيفاً لمعرفة ملامحها وأنماطها وصورها، وتحليلاً لمعرفة عناصرها ومكوناتها ومنطقها الداخلي.
يدور بحثنا حول التربية والتعليم في الإسلام، هذا الفرع الذي يهتم ببناء الإنسان. إن أيّ مدرسة أو مذهب يمتلك أهدافاً محدّدةً وتعاليمَ شاملة – وبتعبير آخر يحتوي على الأنظمة الحقوقية والاقتصادية والسياسية – لا يمكن أن يفتقدَ النظامَ التربوي والتعليمي الخاص.
خلال دراستي للدراما في الجامعة قابلت العديد من الطلبة اللاأدريين، كان البعض منهم يشكل على فكرة خاتميه النبي محمد"ص"، وانقطاع الوحي، وبرأيهم فإن الزمن الحالي المضطرب أحوج ما يكون إلى نبي يهدي الناس ويرشدهم إلى سواء السبيل إن كانت دعوى الوحي صحيحة، وفي كل مرة أصل إلى نتيجة واحدة يمكن أن تجيبهم عن إشكالهم المحق، في نظرية الإمامة الإسلامية الشيعية فقط، الإسلام بمرجعية علي"ع" من دون مبالغة مرتبط بالسماء والمبدأ الأعلى.
من طبيعة هذه التساؤلات حين تطرح فإن أجلها لا يكون قصيراً، وإنما تظل مفتوحة، ومن الصعب أن تكون الإجابات عليها حاسمة ونهائية، خصوصاً في الغرب المفعم بالنقاشات النقدية، ومع انبعاث تيار ما بعد الحداثة ارتفعت وتيرة وحدية تلك النقاشات النقدية.
لا شك أن هذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو نوع من التحذير القوي والمخيف لأولئك الذين كانوا يضحكون ويلهون، وهذا التحذير ناتج عن سهو انغماس الإنسان في أمور اللهو والعبث واللغو وصرف العمر والسنين في امثال هذه المسائل التي لا قيمة لها في الميزان الإلهي.
النقد أساس مهم في بناء المجتمعات وتطورها، فبغير النقد يسيطر الجمود ويبقى الحال على ما هو عليه، أما النقد فإنه يكشف مواطن القصور، ويدفع الى اضافة الجديد، والمجتمعات الساعية نحو التقدم تولي أهمية للنقد.. في هذا المقال يتناول الكاتب موضوع الكلمة في إطار النقد، والأساليب التي يجب أن يتبعها الناقد بالكلمة.
من الكتابات التي تناولت الحديث عن التجديد في الإسلام والفكر الإسلامي، هناك نسق فكري يصنف من حيث الهوية والمرجعية والانتماء إلى ما هو خارج عن منظومة الفكر الإسلامي، وينتمي إلى منظومات فكرية ومرجعية أخرى مغايرة.