إن التسمية التي أطلقت على الفريقين ، ليست وفية للحقيقة . و هي أسماء سموها من عند أنفسهم ، نزاعة للتشويه و التضليل ، أكثر من حرصها على الموضوعية . و استخدام الاسمين في الأبعاد التضليلية ، كان من دأب التيار الأموي . فالنقطة الحساسة التي توحي بها المفارقة بن الاسمين ، هو أن ( سنة ) الرسول صلى الله عليه و آله لها شمتها في عنوان ( السنة و الجماعة ) ، في الوقت الذي لا رائحة لها في عنوان ( مذهب الشيعة ) . هذا يعني إن مذهب الشيعة يقف مقابلا لمذهب ( السنة و الجماعة ) بما هي الممثل الوحيد لسنة الرسول صلى الله عليه و آله !.
قد لا يتأتّى لنا أن ننطلق في الحديث عن موضوعنا هذا إلاّ بعد أن نمهّد له بما يحدد مفهوم الحضارة في لغتنا العربية المعاصرة ، و ذلك لنتبيّن محور البحث بوضوح و جلاء ، فنتحرّك منه و إليه في مسيرة توصلنا إلى غايتنا دونما عثار أو تعثّر .
تساؤلات خطيرة و حساسة و مؤلمة تجول في ذاكرة كل مسلم بخصوص قبر السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) يطرحها العلامة المُحقق الشيخ علي الكوراني العاملي ( حفظه الله ) . لا أعرف أحداً استثمر موته و جنازته و موضع قبره في معارضة السلطة ، كما استثمرت ذلك فاطمة الزهراء عليها السلام ! تقول بذلك للأجيال : إفهموا و فكروا لماذا غضبت فاطمة عليهم ، فقاطعتهم و لم تكلمهم حتى لقيت ربها و أباها ؟ و لماذا أوصت أن تدفن سراً حتى لا يحضروا جنازتها و لا يصلوا عليها ؟! و لماذا أوصت أن يعفَّى قبرها و لا يعرف مكانه ؟
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على خير خلقه و أشرف بريّته محمد و آله الطيبين الطاهرين .. و اللعنة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .. و بعد .. لقد تمخضت حرب صفين ، و خدعة التحكيم عن تمرد فئة سماها النبي ( صلى الله عليه و آله ) بـ : ( المارقة ) ، التي تمرق من الدين مروق السهم من الرمية ... و هي تلك الفئة التي لم تستطع أن تتفاعل مع الأحداث ، و لا أن تهضم أبعاد المناورات السياسية ، التي كان معاوية يتوسل بها لتمرير مؤامراته .. هذه الفئة .. التي سُمِّيت فيما بعد بـ " الخوارج " بالذات هي التي مكنت معاوية من تمرير لعبته المعروفة بـ " قضية التحكيم " .. و لكن هذه الفئة نفسها أيضاً هي التي عادت لتحارب علياً لقبوله بهذا التحكيم ، الذي فرضته هي عليه من قبل ، و هددته بالحرب و الدمار ، و تمكين معاوية منه ، إن هو لم يقبل ...
1. عاشوراء . . عيد الشامتين بأهل البيت عليهم السلام
إذا أردنا أن نسلّم بما يقال ، من أنّ عمل السلف حجة ، و إن لم يكن المعصوم داخلا فيهم . و إذا فرضنا صحة قولهم : إن عصر الصحابة و التابعين هو العصر الذي تنعقد فيه الإجماعات ، و تصير حجة ، و تشريعاً متّبعاً . .
هذا ، و لقد كان الناس يعرفون الكثير الكثير مما أخبر به النبي صلى الله عليه و آله عن مصير أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، و كانوا قد عرفوا أيضا الحسين عليه السلام ، و أخاه و أباه سلام الله عليهم أجمعين . . عرفوهم في ممارساتهم ، و في توجهاتهم ، و في كل حالاتهم .
كان النبي إذا سافر ، فآخر بيت يخرج منه بيت فاطمة ، و إذا رجع من سفره فأول بيت يدخله بيتها . يجلس و يضع الحسن على فخذه الأيمن ، و الحسين على فخذه الأيسر ، يُقبِّل هذا مرة و ذاك أخرى ، و يجلس علياً و فاطمة بين يديه . و جاء في الحديث أنه دخل مرة بيت فاطمة و دعاها و دعا علياً ، و الحسن ، و الحسين ، و لفّ عليه و عليهم كساء و تلا الآية : ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾
مقال قيم لسماحة العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي ( حفظه الله ) يتناول فيه تاريخ الخوارج سياسياً و عقائدياً ، كما و يتناول موقف الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) منهم . بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله ، و الصلاة و السلام على محمد و آله الأطهار .
مقال قيم لسماحة العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي ( حفظه الله ) يتناول فيه شيئاً من مواقف بطلة كربلاء العقيلة زينب بنت علي ( عليه السَّلام ) . بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين . ليس غريباً إذا قلنا : إننا حينما نتمثل المرأة بشكل طبيعي . . فإنما نتمثل هذا الموجود الضعيف الطيب ، الذي يفيض رقة و حناناً . . و لربما لا يخطر لنا على بال أن نجد لها من المواقف و الأدوار إلا ما ينسجم مع تلك الرقة ، و يتلاءم مع ذلك الحنان . . و أما أن نتوقع منها المواقف الجريئة ، و الحازمة ، فربما ، و لكن لا إلى الحد الذي تجاري فيه الرجل مثلاً عموماً . . هذا . . و أما المرأة في عالم اليوم . . بعد أن طغت عليها المادة و غرقت في حمأة الشهوات ، حتى أصبحت مثال المهانة و الابتذال ، بأجلى صوره و أدق معانيه . . ـ إذا أردنا أن نتمثلها ـ فإنما نتمثل ذلك الموجود الذي فقد كل شيء ، و لم يعد يملك ما يعتز به ، إلا عنصر الأنوثة الطاغي . .
مقال علمي رصين و دراسة قيمة مزدانة بالنصوص الموثقة تعتمد الأسلوب العلمي في معالجة نقاط الاختلاف ، موضوعها حديث الغدير المشهور الذي أدلى به النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) لدى عودته من حجة الوداع ، و هذه الدراسة لسماحة آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي ( حفظه الله ) .