لقد شاءت الإرادة الإلهية أن تنزل الرحمة والمغفرة في هذا الوادي المقدس غير ذي الزرع ، وذلك حيث يجتمع الناس لأداء فريضة الحج المباركة، بعد أن يتجردوا من ملابسهم التى تميزهم عن بعضهم، وبعد أن حرّم عليهم التظاهر بكل ما من شأنه أن يكون زينة؛ كحلق الرأس، أو إصلاح المحاسن ، أو قص الأظفار .. وبعد أن حرم عليهم أيضاً الجدال والفسوق والصيد وإيذاء الهوام وتدمير النبات، وذلك كله بمعنى تحويل الإنسان الى كائن مسالم تماماً. وعندما يرقى الإنسان الى مستوى السلام هذا، فإنه يحمل به الاجتماع الى الآخرين.